الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

200 ألف يفرون من حلب بعد قصفها بالمدافع والمروحيات




مازالت الأزمة السورية تلقى بظلالها على المجتمع الدولى، فقد دعا وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أمس إلى اجتماع وزارى طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول سوريا لمحاولة إنهاء الأزمة الدبلوماسية والحيلولة دون وقوع المزيد من إراقة الدماء.
 
 
وقال فابيوس الذى وصف الأسد بأنه «جلاد» إن البلاد تتجه إلى مذبحة وحث الأمم المتحدة على بذل كل ما فى وسعها لوقف الأزمة.
 
وشدد على طلبه اجتماعًا لمجلس الأمن ربما يكون هذا على مستوى وزارى قبل نهاية الأسبوع، فيما أكدت فاليرى أموس منسقة الشئون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة على أن الصليب الأحمر، والهلال الأحمر السورى يقدر عدد الفارين من القتال فى حلب والمناطق المحيطة بها خلال اليومين الماضيين بـ200 ألف شخص.
 
 
وأضافت لا يعرف عدد الأشخاص الذين حوصروا فى المدينة، حيث مازالت تدور المعارك حتى اليوم، وطالبت أموس «جميع الأطراف المشاركة فى القتال بألا يستهدفوا المدنيين وأن يسمحوا للمنظمات الإنسانية بالمرور الآمن».
 
 
ميدانياً: قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 138 شخصًا قتلوا أمس الأول بنيران الجيش النظامى السورى، معظمهم فى دمشق وريفها وحلب ودرعا، وكذلك فى حى الرمل الجنوبى والاسكنتورى فى اللاذقية حيث قتل ثلاثة وجرح عدد آخر بإطلاق نار كثيف. وأن اثنى عشر شخصًا قتلوا وأصيب أكثر من ستين آخرين بجروح فى قصف عنيف استهدف قريتى قورين وفيلون فى جبل الزاوية قرب إدلب.
 
 
وقالت الهيئة: إن من بين هؤلاء القتلى أكثر من أربعين شخصًا منهم تسع نساء قتلوا بالرصاص وذبحا بالسكاكين وحرقا على أيدى قوات الجيش النظامى وعناصر الأمن والشبيحة فى معضمية الشام فى ريف دمشق، ما رفع حصيلة القتلى فى المدينة إلى نحو 80 منذ يومين.
 
 
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 33 شخصًا قتلوا على أيدى قوات النظام إثر اقتحامها بلدة الشيخ مسكين قرب درعا، بينما تجدد القصف على مدينة الحراك وبلدتى النعيمة وكفر شمس قرب درعا.
 
وذكرت اللجان أن قتلى وجرحى سقطوا جراء قصف للجيش استهدف بلدات الميادين ومحيميدية والشحيل وأحياء عدة فى دير الزور، فى حين استمر القصف على قرى جبل الأكراد فى ريف اللاذقية، كما تجدد القصف على أحياء وبلدات فى محافظات حماة وحمص وإدلب.
 
وتعرضت الأحياء القديمة بحمص منذ ما يقرب من شهرين لقصف بالصواريخ، كما تجدد القصف على مدن الرستن وتلبيسة والقصير، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتعانى المناطق المذكورة من وضع إنسانى بالغ السوء.
 
وقالت شبكة شام إن الطيران المروحى قصف فى حماة بلدة عقيربات، وأطلق قذائف على سوحا وحمادى عمر، واقتحم الجيش قرى العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج والمغير والحماميات، وسط إطلاق نار كثيف وعمليات نهب وسلب لأموال وممتلكات الأهلى.
 
وفى إدلب التى انسحبت من مناطق منها الجيش لتعزيز وجوده فى حلب قصفت قوات النظام الهبيط وكورين أما فى دير الزور فتعرضت مدن وبلدات البوكمال والبوليل ومحيميدة والموحسن لقصف عشوائى.
 
 
وفى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة السورية الأحد انتصارها فى المعركة التى دارت رحاها من أجل السيطرة على العاصمة دمشق، فإن معارك السيطرة على مدينة حلب قد ازدادت ضراوة مع نجاح الجيش السورى الحر فى الحفاظ على سيطرته على عدة أحياء بالمدينة وقام الجيش النظامى بنشر قناصته بعدما استطاع مقاتلو الجيش الحر تحييد سلاح المدرعات بما توفر عندهم من مضادات للدروع، مع وجود إشكالية للجيش فى خطوط إمداده التى يستهدفها الثوار.
 
 
 وقالت فاليرى آموس المسئولة عن العمليات الإنسانية فى الأمم المتحدة إن مائتى ألف شخص فروا من مدينة حلب وأوضحت أن عدد المحاصرين من قبل القوات النظامية فى المدينة غير معروف.
 
 
دوليًا: اعتبر وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا أن النظام السورى «يحفر قبره بيده» بهجومه على حلب وممارسته «عنفًا أعمى» على السكان.
 
وقال إن الهجمات التى تشنها قوات الحكومة السورية على مدينة حلب تدق مسمارًا فى نعش حكومة الرئيس بشار الأسد وتوضح أنه يفتقر إلى الشرعية لحكم البلاد.
 
ولم يطرح بانيتا أى خطوات جديدة قد تتخذها الولايات المتحدة، بينما جدد دعوات تطالب بموقف دولى موحد «لإسقاط نظام الأسد» وأشار إلى الحاجة إلى تقديم مساعدات للمعارضة. وقال إنه يتوقع أن تحتل الأزمة فى سوريا مكانًا بارزًا فى محادثات يجريها هذا الأسبوع مع زعماء إسرائيل والأردن وعبر عن بواعث القلق بشأن أمن مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولويجية السورية،وتدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود.
 
فى هذه الأثناء قال رئيس المجلس الوطنى عبدالباسط سيدا إن المعارضة ستجرى محادثات خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد وإلى حين إجراء انتخابات ديمقراطية، مؤكدًا ضرورة تشكيلها قبل سقوط النظام بوصفها البديل فى المرحلة المقبلة. وأضاف سيدا أن غالبية أعضاء الحكومة ستكون من المعارضة وأنها قد تضم بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا فى قضايا الفساد الكبرى.
 
من جهته، قال عضو المجلس الوطنى خالد خوجه فى اسطنبول إن من المنتظر عقد أول لقاء لمباحثات تشكيل الحكومة الثلاثاء المقبل فى القاهرة.
 
 
من جهة أخرى جددت إيران دعمها المطلق لنظام الأسد، وقال وزير خارجيتها على أكبر صالحى إن من يظن أن بالإمكان تغيير النظام فى سوريا واهم، مضيفا أن الأسد استجاب لمطالب الشعب، حسب قوله.
 
 
وحذر صالحى دول المنطقة وقال إن خطوة خاطئة فى الموضوع السورى ستنعكس عليها. ووصف الحديث عن احتمال تعرض سوريا لفراغ فى السلطة وصعود حكومة أخرى بأنه تفكير «ساذج ومخطئ».
 
 
أما وزير الخارجية السورى وليد المعلم- فاتهم فى مؤتمر صحفى مع نظيره الإيرانى - دولا فى المنطقة مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر بتعطيل خطة المبعوث العربى الدولى إلى سوريا كوفى أنان. وقال المعلم إن تدخل هذه القوى الإقليمية فى الشأن السورى رفع وتيرة العنف وأفشل الحوار مع المعارضة وأوضح أن «مجموعة إرهابية مسلحة» خططت لمعركة سموها دمشق الكبرى لكنهم اندحروا فى أقل من أسبوع فانتقلوا إلى حلب حسب قوله. وتزامنت هذه التصريحات مع وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى ما يحدث فى سوريا لا سيما فى حلب بأنه يرقى إلى جرائم حرب.
 
 
وأشار العربى إلى أن هناك جهودا تبذل لاستصدار قرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة «بثقل قانونى وأخلاقى وسياسى» لحل الأزمة. وفى الفاتيكان أطلق البابا بنديكت السادس عشر نداء من أجل وضع حد العنف فى سوريا وطالب بأن يحظى اللاجئون السوريون بالإعانات الإنسانية اللازمة.
 
وفى سياق ذى صلة نقلت رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أن موقف بلاده هو إمداد الشعب السورى بالمساعدات المالية والإنسانية ودعوة المجتمع الدولى لتمكينهم من حماية أنفسهم، مشيرا إلى أن النظام السورى يستورد ويستخدم كل أنواع الأسلحة ليقمع شعبه. هذا فى الوقت الذى أكدت مصادر مطلعة بالداخل السورى أنه تم استهداف قبر عائلة الرئيس السورى حافظ الأسد فى قرداحة بقذائف الهاون وترميم جزء منه اشتعلت فيه النيران. وذكر بيان للمكتب العسكرى لحزب الوطنيين السوريين فى حمص أنها فى المسئولة عن الإستهداف. هذا فى الوقت الذى ترددت أنباء غير مؤكدة عن تنفيذ حكم الإعدام فى وزير الدفاع السورى فهد جاسم الفريج وقد قام بقتله أحد أبناء عمومته من عرب العديدين بعدة طعنات بالسكين.
وقال القنصل فى أرمينيا المستشار بالخارجية السورية المنشق محمد حسام حافظ إنه لا صمت بعد اليوم أمام المجازر اليومية التى يرتكبها نظام بشار الأسد، وأن انشقاقه عن نظام الأسد يمثل رسالة له لوقف القتل والتدمير الذى أوصل البلاد إلى حافة الهلاك، مضيفا أنه رغب فى التأكيد أن العاملين المدنيين فى مختلف القطاعات وصلوا إلى منتهى صبرهم أمام المجازر المتوالية.
 
فيما قام وفد من بعثة مراقبى الأمم المتحدة إلى سوريا أمس بزيارة لمحافظة الحسكة دون أى مرافقة إعلامية. ودعا عدد من المواطنين بالحسكة الوفد إلى الالتزام بالحياد ونقل الحقائق وعدم التأثر بالضغوط التى قد يمارسها عليهم «أعداء الشعب السورى».
 
 
هذا فى الوقت الذى وصل 207 من السوريين إلى تركيا عن طريق بلدة «ريحانلي» التابعة لمحافظة «هطاى» المجاورة لشمال سوريا، من ضمن النازحين عسكريون برتب مختلفة «عقيد، نقيب، رائد وملازمان» مع عائلاتهم وتم نقلهم إلى مخيم «أبايدن» فى هطاى، بينما نقل اللاجئون المدنيون إلى مخيم فى مدينة «أورفة».
 
هذا فى الوقت الذى بلغ إجمالى التبرعات النقدية المقدمة للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء فى سوريا فى يومها السابع نحو 405 ملايين و850 ألف ريال.
 
 
وذكرت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السورى الشقيق فى تقرير لها أمس أنها وضعت خطتها التنفيذية لمباشرة إيصال هذه المساعدات لأبناء الشعب السورى التى يؤمل أن تسهم فى تلبية احتياجاتهم الضرورية وتخفيف معاناتهم جراء ما يعيشونه من أوضاع هم فيها بأمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والكساء والمأوى فى ظل ما يواجهونه من حالات مأسوية كبيرة.