الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعض الشباب يستخدمونها فى عمليات السرقة وترويع المواطنين

بعض الشباب يستخدمونها فى عمليات السرقة وترويع المواطنين
بعض الشباب يستخدمونها فى عمليات السرقة وترويع المواطنين




تحقيق ـ نسرين عبد الرحيم     
قديمًا كانت الكلاب عند العرب  تستخدم فى أعمال الصيد والحراسة ثم اقتصر الأمر بعد ذلك على مهمات الحراسة فى حدائق الفيللات والقصور، أو يستخدمها أصحابها فى حراسة أملاكهم خوفًا من البلطجية، أما الآن فقد أصبح اقتناء الكلاب  ظاهرة منتشرة بين الشباب والأطفال، إذ يقومون بتربيتها فى المنازل ويستخدمونها فى افزاع المارة أو التباهى فيما بينهم، وعلى الرغم من أهمية  الدور الذى تلعبه الكلاب الآن فى الكشف عن المفرقعات فى العديد من الاماكن مثل الفنادق والأماكن الحيوية، الا ان  أصحاب المزارع التى تورد الكلاب لتلك الجهات فجروا مفاجأة إذ أكدوا أن  الكلاب إلى يوردونها  للفنادق للتفتيش عن المتفجرات ليست مدربة بصورة حقيقية على اكتشاف القنابل.
لكن مؤخرا بدأت ظاهرة غريبة على المجتمع فى الانتشار إذ قام  بعض الشباب بـ«تشريس» كلاب الشوارع «الكلاب البلدى»، «أى جعلها شرسة» من خلال قطع أذنيها وضربها بالعصا ووضع الخشب فى فمها أو قطع ذيلها وحبسها فى أماكن مظلمة لفترة، حتى تصبح شرسة، وبالتأكيد الهدف هو استخدام تلك الكلاب فى ترويع الآمنين وارتكاب جرائم السرقة وسط غياب جمعيات الرفق بالحيوان، واختفاء الحملات الخاصة بالكلاب الضالة من الشوارع.
التقينا عددا من مربى الكلاب وأصحاب المزارع والمتخصصين، حيث أكدت رانيا محمد ـ لديها كلب حراسة كبير الحجم ـ قائلة: إن سبب اقتنائى للكلاب هو جارى الذى طالما كان على خلافات معى ومع زوجى، ونظراً لسفر زوجى الدائم، فإننى لا أخرج ليلاً إلا بصحبة كلبى، وأيضا أصبح جارى يخشانى، مضيفة: حصلت على الكلب من إحدى المزارع وهو عمره ثلاثة أشهر، و بعد عام صارت بيننا ألفة.
أما مروى ـ من سكان رشدى وتمتلك كلبا ضخما جدا ـ فأكدت أنها تشعر بالفخر حينما يسير بجانبها أو يسبقها بخطوات، قائلة: أسير فى الثالثة مساء ولا أحد يستطيع أن يعاكسنى أو يضايقنى وأشعر بالحماية وبالقوة، وعن الطعام الذى يأكله، قالت: يأكل ما نأكله من طعام بالمنزل، ولا نعطيه طعاما معينا، ولا يمكن أن يؤذينى، بل هو على استعداد للموت من أجلى.
وتحكى رانيا أنها شاهدت شابين يخرجان كلبًا بلديًا ـ كلب شارع ـ من أحد المخازن، ويقومان بضربه ووضع الأخشاب فى فمه، وعندما سألتهما عن السبب، قالا نشرسه، وأضافت شاهدت شاباً آخر يسير ومعه كلب بلدى مقطوع الاذنين وبالطبع الهدف من تشريس الكلاب البلدى ـ كلاب الشوارع، هو استخدامها فى أعمال العنف والسرقات وترويع الآمنين.
بينما أكد محمد أن ظاهرة كلاب الحراسة أصبحت ظاهرة غريبة، والأخطر أن الشباب لا يضع حديدا على فم الكلب ويتركه يسير بجانبه فى الطريق، بل ومعظم ملاك تلك الكلاب لا يمتلكون سيارات ويسيرون ليروعوا المارة، وأضاف: لقد شاهدت واقعة مؤلمة حيث كان يسير رجل وزوجته وبناته الثلاث على طريق الكورنيش، ومر شابان ومعهما كلب ضخم فصرخت ابنته الصغيرة وجرت نحو طريق البحر، فصدمتها سيارة وجاءت الشرطة وأخذت الشابين وتحفظت على الكلب.
ومن جانبه أكد محمد جابر عامر صاحب مزرعة كلاب، أن هناك أنواعًا كثيرة من كلاب الحراسة، منها: رود بير أمريكى، رود بير روسى، وولف هجين وولف ألمانى، وولف صينى، والكلب الألمانى والبلجيكى هو من أشرس أنواع الكلاب، مشيرا انه قديما كان من يسعون لاقتناء الكلاب هم اصحاب الفيللات والاراضى، ولكن الان اصبح فى ايدى الشباب.
وتابع جابر: أقوم بتوريد الكلاب للفنادق الفخمة وآخر مرة منذ اسبوع قمت بتوريد 4 كلاب لفندق شهير، حيث يقوم الأمن بجعل الكلاب تدور حول السيارة للكشف عن المفرقعات، وفى الحقيقة هذا خداع، فلا يمكن لكلاب المزرعة أن تشم، فالكلاب البوليسية فقط هى التى تم تدريبها على الشم أو الكلاب المستوردة من الخارج، ففى الماضى كنا نذهب بالكلاب الخاصة بالمزرعة الى اكاديمية الشرطة بسموحة حيث تقوم الاكاديمية بتدريب كلاب الحراسة، ولكن الآن أغلقت على الرغم من أننا فى هذه الأيام فى أشد الحاجة لتدريب كم كبير من الكلاب حتى يكون هناك تدريب حقيقى للكلب على الشم والكشف عن المفرقعات، فالكلاب البوليسية على الرغم من انها مدربة تدريبًا جيدًا، فإنها كبرت وأصبحنا فى حاجة الى مزيد من الكلاب المدربة حتى تسهل الأمر على خبراء المفرقعات، فيمكن أن يطلقوها تبحث وحدها وترشد عن مكان القنبلة دون الحاجة لمن يقودها من الجنود، مما يقلل المخاطر.