الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«محمد عطية» يرقص على أروح الشهداء

«محمد عطية» يرقص على أروح الشهداء
«محمد عطية» يرقص على أروح الشهداء




كتب - عمر حسن
«أنا فى ميدان مصطفى محمود بأيد الرئيس مبارك»، هكذا قالها على الملأ فى مداخلة هاتفية مع الاعلامية «لبنى عسل» فى برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة» تزامنا مع التهاب الشرارة الأولى لثورة 25 يناير التى كان يُنكل بشبابها من جانب النظام «المباركي» وقتها، فأتى هو ليكمل حلقة الادعاءات التى اطلقها اعلام الدولة حينها حيث قال خلال مداخلته تلك إن الثوار يتقاضون أموالا من الخارج للمُضى قُدما فى اكمال الاعتصام، وأنه ذهب بنفسه ميدان التحرير ليرى الأجانب من الجنسيات المختلفة يحتلون الميدان بما يؤكد أن الثورة ما هى إلا «مؤامرة» على مصر، وحينما أحس أن مبارك ونظامه هالكون لا محالة وأنه بتأييده ذلك لم يجنِ سوى الضياع خاصة أنه كان يُعانى انخفاضًا حادًا فى شعبيته الفنية، وجد فى الارتجاع عن موقفه خير فرصة للقفز على أكتاف الثوار ورفع شعارات ثورية شأنه شأن العشرات من الفنانين والشخصيات الرياضية والسياسية  الذين استغلوا الثورة لشحن رصيدهم الجماهيرى من خلال هذه الفرصة الذهبية، فكان تعليله هو أنه كان مُغيباً من قِبل اعلام الدولة الذى طمس الحقائق ونشر الأوهام عن الثورة والثوار فكتب على حسابه الشخصى على موقع التواصل فيس بوك الأتى: «ماذا تتوقعون من شاب قضى كل حياته متلقيًا وعيه من إعلام الدولة.. مغيب سياسيًا كما أراده النظام.. لا يبحث عن الحقيقة بل يتلقاها كما تريد الدولة أن تجعله يراها».
كلاكيت تانى مرة، محمد عطية يُلعن ندمه على توقيعه لاستمارة تمرد التى أطاحت بنظام الاخوان المسلمين قائلا: «كنت مغفل لما مضيت على تمرد»، لينقلب على تأييده المطلق لثورة 30 يونيو الذى نزل فيها إلى ميدان التحرير وهتف ضد الاخوان، إلا أن موجات الاحتجاح؛ التى تزعمتها حركة شباب 6 ابريل والاشتراكين الثوريين ضد الرئيس السيسى فيما بعد لرغبتهم فى اغراق الدولة داخل مستنقع الفوضى؛ فتحت له المجال ثانية للظهور اعلاميا بعد فترة غياب عاش خلالها بعيدا عن الاضواء، خاصة لما وجده من «شو اعلامى» حول انتقادات الفنان «خالد أبو النجا» للجيش لدفعه إلى انتهاج نفس الأسلوب فاطلق «تويتاته» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» متطاولا على الجيش ومُنددا بما اسماه بـ«الحكم العسكري»، والتحق بتظاهرات شباب 6 ابريل المعترضة على حكم براءة مُبارك، فأعلن من ميدان «عبد المنعم رياض» الذى كان مركز التظاهرات حينها قائلا: «ثورة تانى من جديد».
والآن يستمر «عطية» فى اطلاق شعاراته الحماسية لاستقطاب الشباب واللعب على وتر العواطف، وذلك من خلال اداناته لأحكام القضاء تجاه خارقى قانون التظاهر واصفا اياهم بالمعتقلين، فلم يترك الفنان الغائب عن أضواء الشهرة فرصة إلا وهاجم الدولة فيها، كانت آخرها فى برنامج «رقص النجوم» المذاع على قناة النهار، حيث أهدى رقصته التى شارك بها فى البرنامج إلى ضحايا الثورة المصرية، قائلا بعد انتهاء فقرته من رقصة «التانجو» الأرجنتينية:
«أنا عايز اهدى تانجو الحرية لكل واحد ضحى بحياته عشان الحرية ولكل واحد معتقل عشان الحرية ولكل واحد بيضحى بنفسه دلوقتي»، وحين علق أحد أعضاء لجنة التحكيم على أدائه العنيف للرقصة، قال عطية إنه لم ير الرقصة حالة أو لها علاقة بالشغف، وإنما رآها تدور حول الثورة والشهداء.
يُذكر أن جماعة الاخوان المسلمين اجتهدت فى توظيف تصريحات هجوم «عطية» ضد الجيش فى اتجاه معين يخدم مصالحها، خاصة بعد تملّصه من ثورة الثلاثين من يونيو بما فتح لهم المجال بادعائهم أنه بذلك يدافع عن «مُرسيهم» ويُبرأ الاخوان من تهمة تخريب مصر وأن الأمر مجرد مؤامرة وليس ثورة، وبالمثل تصريحات الفنان «خالد أبو النجا» التى كانت العناوين الرئيسية لصحفهم ومواقعهم الالكترونية فوجدوا منها فرصة لاثبات اعترافهم بالفن والفنانين والدليل انهم ينقلون عنهم «تويتاتهم» ويدافعون عن أفكارهم باعتبار أنها «حرية رأي» مُستغلين الشعبية التى يحظى بها هؤلاء الفنانون ومن ورائهم جمهور «6 إبريل» والاشتراكيون الثوريين، والسؤال هنا: «ما الاتجاه السياسى الذى يتبانه عطية و عليه نقيم مواقفه؟».