الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحتفل بضربة قوية للإرهاب.. وذكرى عودة طابا

تحتفل بضربة قوية للإرهاب.. وذكرى عودة طابا
تحتفل بضربة قوية للإرهاب.. وذكرى عودة طابا




كتب - عمر علم الدين
وجهت القوات المسلحة ضربة قاصمة للتنظيمات الإرهابية فى سيناء حيث تمكنت عناصر حرس الحدود فى ساعة مبكرة من صباح أمس، من إحباط محاولة لإدخال شحنة من أنظمة الإرسال والاستقبال والأجهزة اللاسلكية المتطورة، والتى يتراوح مداها ما بين 100 و200 كم، والتى كان من المقرر وصولها لاستخدامها فى تنظيم الاتصالات ونقل المعلومات بين التنظيمات الإرهابية بسيناء، والعناصر المتعاونة معها والجهات الممولة لها من داخل وخارج الجمهورية، وذلك عبر أحد الأنفاق على الشريط الحدودى برفح.
حيث رصدت القوات إحدى دوريات حرس الحدود تحرك مجموعة من العناصر الإرهابية داخل مزارع الزيتون تحت ستر الليل، واستغلال الأشجار الكثيفة لتحقيق الإخفاء والتمويه، وقامت قوة الكمين بالاشتباك مع هذه العناصر التى لاذت بالفرار داخل الزراعات نتيجة التبادل المكثف لإطلاق النيران، وبتفتيش المنطقة تم ضبط فتحة نفق بعرض 1.5 X 1 متر وبعمق 6 أمتار، عثر بداخله على 5 محطات إرسال واستقبال مكونة من 10 وحدات من طراز «اير فبر 5» والتى يصل مداها لقرابة 200كم، وتستخدم فى البث اللاسلكى لموجات الراديو بأنواعه الأرضية واللاسلكية والبث الحى والإنترنت و17 محطة إرسال واستقبال صغيرة تستخدم فى نقل الاتصالات الأرضية واللاسلكية والبث الحى بإجمالى 34 وحدة يصل مداها إلى 5كم، وضبط 14 جهاز ارسال واستقبال خاص بمحطات الارسال والاستقبال الصغيرة، و14 جهازا مقويا للشبكة و11 كرتونة تضم ملحقات وقواعد تثبيت المحطات والمنظومة الهوائية الصغيرة، حيث تقوم الدوريات المقاتلة والأجهزة الأمنية حاليا بتمشيط المنطقة لتعقب وضبط العناصر الإرهابية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى واصلت فيه عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية عملياتها الأمنية لمحاصرة الخلايا الإرهابية وتصفيتها، والقضاء عليها بشمال ووسط سيناء، حيث قامت الدوريات المقاتلة التابعة للجيش الثانى الميدانى من العناصر الميكانيكية والمدرعة المدعومة بالهليكوبتر المسلح وعناصر الصاعقة ووحدات من الأمن المركزى بمداهمة وتفتيش عدد من القرى والمناطق الجبلية بالعريش والشيخ زويد ورفح.
وقد أسفرت المداهمات التى تمت على مدى الأيام الماضية عن قتل وتصفية عدد من العناصر الإرهابية من المشاركين فى العمليات الإرهابية الأخيرة التى استهدفت القوات المسلحة والشرطة، كما ألقت القبض على العديد من العناصر الاجرامية المشتبه بهم والمطلوبين لتورطهم فى معاونة العناصر التكفيرية ومراقبة تحركات القوات، وقد عثر بحوزتهم على مبالغ مالية طائلة من العملات المحلية والاجنبية وجوازات سفر.
كما أسفرت المداهمات عن اكتشاف وتفكيك عدد من العبوات الناسفة التى تم زراعتها لاستهداف تحركات القوات، وتدمير العديد من المقار والاوكار الجبلية التى تستخدمها العناصر التكفيرية، وضبط عدد من السيارات والدراجات النارية التى يتم استخدامها لاستهداف عناصر القوات المسلحة. وقد عززت عناصر القوات المسلحة احكام سيطرتها الأمنية على جميع الطرق والمحاور الجبلية والمدقات التى يحتمل تسرب العناصر الإرهابية خلالها، كما تم نشر الدوريات المتحركة والكمائن لضبط العناصر الإجرامية والمشتبه بهم، كما واصلت عناصر حرس الحدود ووحدات المهندسين العسكريين اكتشاف وتدمير عدد من الأنفاق على امتداد الشريط الحدودى مع قطاع غزة.
وفى سياق آخر احتفلت  أمس محافظة جنوب سيناء بذكرى تحرير طابا، ووضع المحافظ اللواء خالد فودة إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري للجندي، الموجود امام ديوان عام المحافظة.
يأتى ذلك تزامنا مع الاحتفال  بذكرى الـ 26 لتحرير طابا ويرجع تميز هذه المناسبة  الى العبقرية المصرية من رجال القانون ورفقائهم  الذين أعادوا هذه المساحة الاستراتيجة من خلال التحكيم الدولى ليتكامل المجهود المدنى مع انتصار وتضحيات القوات المسلحة لتعود مصر بكاملها الى حضن ابنائها ذلك الجزء الغالى من تراب الوطن وآخر شبر من سيناء  والذى عاد إلى مصر بعد الاحتلال الإسرائيلى لأرض الفيروز عقب نكسة 67.
وكان قد بدأ النزاع على طابا واستمر 7 سنوات  استخدمت خلالها  الدولة  قواها الشاملة فى القضية مستندة على ما أظهرته قواتنا المسلحة من بسالة فى اكتوبر 1973.
ومن جانبه قال اللواء هشام بدوى  إننا  نحتفل بتحرير سناء سنويا فى 25 ابريل  وذلك لانه الموعد الذى تم فيه الانسحاب الإسرائيلى من سيناء  بالكامل  والذى تم على  ثلاث  مراحل، الأولى تمثلت فى  النتيجة العملية المباشرة للحرب، وانتهت فى عام ‏1975‏ بتحرير المضايق الإستراتيجية وحقول البترول الغنية على الساحل الشرقى لخليج السويس‏.
وكانت المرحلة الثانية والثالثة من الانسحاب تطبيقاً لبنود معاهدة السلام‏ التى تضمنت المرحلة الثانية انسحابًا كاملًا من خط «العريش‏ - رأس محمد«؛‏ والتى انتهت فى يناير‏1980 وتم خلالها تحرير‏32 ألف‏ كم2، وخلال المرحلة الثالثة انسحبت إسرائيل إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر وتم تحرير سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلًا فى مشكلة طابا التى أوجدتها إسرائيل  وهذه ذهبت إلى التحكيم الدولى.
يذكر ان معاهدة السلام قد نصت المادة الثانية منها‏ «‏على أن الحدود الدائمة بين مصر  وإسرائيل هى الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب‏».‏
كما نصت الفقرة الثانية من المادة الأولى على أن‏ «‏تسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة والمدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب‏».‏
ومع أن منطقة طابا لا تتجاوز كيلو متر مربع، حيث تمثل مثلثًا قاعدته فى الشرق على خليج العقبة بطول‏800‏ متر، ‏وضلع شمالى بطول ألف متر،‏ وآخر جنوبى بطول‏1090‏ مترًا،‏ ويتلاقى الضلعان عند النقطة؛ التى تحمل علامة ‏91 وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالى 240 كم جنوبًا، إلا أن أهمية طابا الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل كبيرة للغاية، فطابا تقع على بعد‏7‏ كيلومترات من الميناء الإسرائيلى إيلات  شرقا‏ً مما يجعلها الباب على سيناء حيث تعتبر إيلات  أضيق جبهة إسرائيلية فى المنطقة،‏‏ تطل على العقبة‏‏ فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردنى ووادى طابا‏، ولكن إذا ضمت إسرائيل طابا إليها فستنجح فى توسيع إيلات التى تعتبر المنفذ البحرى الوحيد لها على البحر الأحمر،‏ مما يؤهلها للإشراف على طريق البحر الأحمر من سيناء الى باب المندب‏.‏ كما تعد المنطقة المدخل الأساسى لشرم الشيخ وبالتالى مضيق تيران.‏ ويضاف إلى ذلك أن منطقة طابا ستكون لإسرائيل نقطة تحكم تقوم من خلالها على الاطلاع على ما يجرى فى المنطقة كلها‏.. فضلًا عن أنها ستكون وسيلة ضغط مستمرة على مصر تقوم من خلالها بعزل شمال سيناء عن جنوبها.
وأدركت مصر منذ اللحظات الأولى للخلاف أن إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بذلك الشريط الحدودى الصغير الذى يمتد‏1200‏ متر‏‏,‏ لم يكن بهدف الاستيلاء على أرض فقط‏، وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، وأى خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقًا للمادة السابعة من معاهدة السلام التى تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم. واستعدت مصر للجوء إلى التحكيم، فى حين أصرت إسرائيل أن يتم حل الخلاف بالتوافق للوصول إلى حل يرضى الطرفين وتحقق مكتسبات فى أرض طابا.
وبدأت المعركة الدبلوماسية والقانونية المصرية الخالدة وتمسكت مصر بأن تحصر مهمة هيئة التحكيم فى سؤال واحد محدد مفاده  أين الموقع الحقيقى لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وأهمها العلامة 91؟  وهل قامت إسرائيل بتحريك هذه العلامات للتلاعب فى حقائق الأرض أم لا؟ لأن إسرائيل حاولت أن تجعل مهمة هيئة التحكيم بحث الحدود بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وهذه مسألة يطول بحثها‏.
وفى 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها، ووجهت القوات المسلحة التحية إلى الشعب، وإلى اهالى محافظة جنوب سيناء ليصبح يوم رفع العلم المصرى على طابا  وتخليصها من يد الاحتلال الإسرائيلى الذى استمر 22 عاماً هو العيد القومى للمحافظة.