الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«لصوص» بدرجة «أساتذة جامعة»

«لصوص» بدرجة «أساتذة جامعة»
«لصوص» بدرجة «أساتذة جامعة»




تحقيق- هاجر كمال

 فى كل زمان يظل العلماء خط الدفاع عن الأمة، وهم الحصن الذى تنكسر على أبوابه المخاطر التى تحيق بالمجتمع، ولا تنهض الأمم إلا بهم، إذ وضع الإسلام حملة العلم وطلابه فى مكانة عالية حيث وصفهم بانهم «ورثة الانبياء».


كما  جاء فى الحديث الشريف «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»
كما تربينا على احترامهم وتقديرهم بما يليق بمكانتهم، والبعض منا يرى أن العلماء فى عصرنا هم المدرسون والدكاترة والقائمون على العملية التعليمية بشكل عام، لذا وثقنا فيهم واعتبرناهم القدوة والمثل الأعلى، لكن البعض منهم لم يكن يستحق ذلك التقدير والاحترام، فكل قاعدة ولها شواذ ولا توجد مهنة تخلو من وجود أشخاص يسيئون لها.
 لكن فى الفترة الأخيرة عانى الكثير من الطلبة المبدعين الذين لم يتمكنوا من تحقيق أحلامهم نتيجة الإحباط الذى أصابهم من سرقة الأبحاث العلمية والسطو على أفكارهم من قبل بعض الاساتذة .
والسؤال هنا ما الذى يدفع هؤلاء العلماء لاستغلال أفكار الطلبة الذين وثقوا فيهم واتخذوهم قدوة لهم.. هل أصبح هناك فقر فى المعلومات التى تؤدى بهم إلى الابتكار والاختراع.
 وهل لوسائل الإعلام دور فى دعم الطلاب الذين يعانون من سطو أساتذتهم الذين اتخذوهم أداة لتحقيق مكاسب شخصية من خلالهم؟ يجيب عن هذه الأسئلة عدد من الطلاب الذين يعانون من فقدان الدعم لأفكارهم العلمية.
فى البداية يقول محمود ناصر «كلية طب»: «موضوع سرقة الأبحاث بشكل عام ليس جديدًا، لكن فى الفترة الأخيرة تركزت على أبحاث الطلبة لأن معظمهم بيكون بيدرس وبيخاف أنه يعادى الدكاترة أو يواجههم بالسرقة لأنهم فى مكان ومركز يسمح لهم أنهم يضرون مستقبله ويهددونه بأنه ممكن يسقط الأمر الذى يجعل الكثير من الطلبة تحبط، ومتكملش مشوارها فى البحث العلمى.
 وأضاف أن وسائل الإعلام عليها دور كبير فى نشر أفكار الطلبة وحمايتهم من الدكاترة المستغلين الذين ينسبون إلى أنفسهم كل ما يتوصل له الشباب ولا يبذلون جهدًا فى تطوير انفسهم بل يعتمدون على ما وصلوا له من علم دون الحرص على مواكبة التطورات الحديثة، غير مدركين أن البحث العلمى بحر لا نهاية له وفى حاجة للتطوير باستمرار حتى يؤتى ثماره فما كان جديدًا من سنة لايصلح أن نعمل به فى الوقت الحالى لذا لابد من التطوير المستمر والمتراكم الذى يفيد الفكرة ويجعلها قابلة للتداول والاستخدام.
وتقول سارة حسن «كلية صيدلة»: الشباب المبتكرون والمبدعون هم الفئة التى تشرف أى مجتمع وكل من يتعامل معهم.
 كما أنه لابد من تشجيعهم على السير فى طريق الإبداع، خاصة أنهم شباب يعرفون دورهم ومسئولياتهم ودائما ما يبحثون عن ذاتهم محاولين تفجير طاقاتهم العلمية كى يفيدوا من حوله بها، والتأثير الإيجابى فى المجتمع وعلى الرغم أنهم يواجهون صعوبات كفيلة بان تجعلهم يتوقفون عن الإبداع إلا أنهم يستمرون فى المحاولة للوصول إلى مبتغاهم، متجاهلين كل التحديات التى تقف أمامهم مؤمنين بأنه ليس هناك شىء مستحيل أمام العمل والطموح ومؤمنون بالله وواثقون فى قدراته التى تجعلهم يصلون الى ما يريدون.
 واتمنى أن يجد هؤلاء الشباب الدعم من الجهات المعنية بالبحث العلمى وان تدعمهم وسائل الإعلام المختلفة فى الوصول لأول الطريق الذى بدأ بفكرة ولا نتجاهل أن «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فتقدم مصر قد يبدأ بفكرة من ملايين الأفكار التى يتم إهدارها وعدم الاهتمام بها.
ويضيف «سالم محمود» كلية هندسة، مشكلة الدكاترة المسئولين عن الأفكار ودعم الشباب فى أنهم فقدوا القدرة على التجديد والتطوير وهذا ما يجعلهم يستغلون أفكار الشباب كنوع من الحفاظ على المكانة الاجتماعية التى وصلوا إليها وهذا يتنافى مع الأخلاق التى تربينا عليها وعرفناها فلابد أن يكون الأستاذ الجامعى أمينًا ويتمتع بالأخلاق التى تجعل الطلبة تثق فيه بل ويكون هو الداعم الأساسى الذى يشجعهم ولكن نحن لانرى هذا فى الكليات العملية إلا من رحم ربى فى بعض الدكاترة الأفاضل الذين يسعون دائما لدعمنا وحثنا على المضى فى الأفكار، بالإضافة إلى انهم يساعدونا فى إكمالها وتوجهنا إلى الطريق السليم ولكنهم قلة مقارنة بالدكاترة الذين انعدم ضميرهم وسمح لهم باستغلال أفكارنا ومجهودنا.
وبعد أن سرد بعض الطلاب رأيهم فى سرقة الابحاث العلمية كان مجمل ماتمنوا أن يروه فى المستقبل هو تيسير الدعم المادى والمعنوى للأفكار حتى يستطيعوا أن يفيدوا بها مصر وأن تقوم وسائل الإعلام بدعمهم وإيصال أفكارهم للمسئولين والجهات المعنية بذلك فهؤلاء الطلاب ماهم إلا شباب يحلم بمستقبل مزدهر لبلاده وعلينا أن نساعدهم فى تحقيق أحلامهم المؤجلة والوصول بهم إلى مكانة اجتماعية مرموقة وحالة اقتصادية تؤمن لهم حياة كريمة، لأنهم فى النهاية يشكلون الطاقة البشرية والحيوية القادرة على القيام بالعمليات النهضوية والتنموية فى المجتمع.