الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البحث عن الآثار» شبح يطارد سكان «كوم الدكة»

«البحث عن الآثار» شبح  يطارد سكان «كوم الدكة»
«البحث عن الآثار» شبح يطارد سكان «كوم الدكة»




الإسكندرية- نسرين عبد الرحيم  
منطقة كوم الدكة واحدة من أشهر وأقدم المناطق بالثغر، وتتميز بأزقتها الضيقة المتصلة ببعضها، بحيث يصعب على الزائر ولو طاف بشوارعها أكثر من مرة، فلا يمكنه السير بمفرده دون مرشد، تتبع المنطقة حى وسط وتبعد أمتارا بسيطة عن شارع فؤاد الذى يعد من أرقى وأعرق المناطق، وقريبة جدا من ميدان محطة مصر الذى يمتاز بشعبيته.
وقد نشأت كوم الدكة على ربوة مرتفعة كأنها مدينة منفصلة ومستقلة بذاتها، حيث ترتفع عن الشوارع المحيطة بها كما انها ترتفع عن منسوب البحر من 8 إلى 12 مترًا، ويرجع  تسميتها بكوم الدكة إلى أسطورة قديمة تقول إن الاسكندر الأكبر كان يملك «أريكة» من الذهب الخالص مرصعة بالمجوهرات، وعندما قرر الخروج فى إحدى الحملات طلب من أحد المهندسين أن يصنع له خندقا تحت الأرض لتخبئتها ثم قتله وسافر الإسكندر ولم يعد، فظلت الأريكة (الدكة) فوق أكوام من «الردم» بتلك المنطقة لا يعرف مكانها أحد.
ويقبع الحى على كنوز من الآثار القديمة يونانية وبيزنطية وإغريقية من مختلف العصور.. كل هذا جعل البعض من سكان المنطقة الشعبية الفقيرة التى تمتلئ بالورش بحفر منازلهم لاستخراج الآثار، حيث أكد أهالى المنطقة أن هناك أعدادا كبيرة من المنازل قام أصحابها بحفرها بعمق نحو 15 مترا لاستخراج التحف، والبعض نجح فى ذلك، لكن حملات الشرطة تأتى لتغلق المنزل وتتصدى لمحاولات سرقة الآثار، فالزائر لتلك المنطقة يشاهد بعينه كما من المنازل المحفورة وكما من الأراضى الممنوع البناء بها لما تحويه من آثار، ومع الأسف تعانى كوم الدكة  من الإهمال الشديد من المسئولين، على الرغم من وجود منزل سيد درويش الذى تصادف هذه الأيام الذكرى الـ123 لرحيله، إلا أن منزله تحول إلى «مقلب» للقمامة بعد أن سقط سقفه، أيضًا انتشر بين سكانها البلطجة وتجارة المخدرات.
يقول محمد زيتونة من سكان المنطقة: إنه للأسف أصبح يخشى على أقاربه من النساء من السير بمفردهن حتى فى النهار، حيث من الممكن أن يظهر البلطجية فى أى وقت ويقومون بـ«تثبيت» البنات وسرقتهن دون ان يتدخل أحد من الاهالى، الذين أصبحوا يخشون على أنفسهم، مؤكدا أنه تم مؤخرًا تثبيت إحدى الفتيات وسرقة مصوغاتها الذهبية، كما أن القمامة أصبحت تملأ الشوارع ولا يوجد أحد من المسئولين يتطلع لحل مشاكل المنطقة التى تعانى من الاهمال، فالشوارع مردومة، ولم يقم أحد من المسئولين بـ «سفلتة» الشوارع منذ عهد الانجليز.
وأضاف أحمد البربرى صاحب ورشة للسيارات بالمنطقة أن هناك مئات المنازل قام اصحابها بحفرها بحثاً عن الآثار، لافتاً إلى أن المنطقة بها كنوز وقد نهبت على أيدى بعض معدومى الضمير مما يقومون بحفر منازلهم للتنقيب عن الآثار، وأضاف لماذا لا يقوم المسئولون بالاهتمام بتلك المنطقة التى تحوى كثيرا من المفاجآت، وقد قام بدخول أحد المنازل القديمة وهو منزل أسرة سيد درويش الحالى، وأشار الى غرفة اسفل السلم مغلقة وأكد أن بها سردابا منذ عهد الإنجليز، وعند نزول السلم تجد شوارع بأكملها أسفل الأرض  تصل حتى البحر وسعد زغلول، وأكد وجود كم كبير من السراديب، وأضاف أن المنطقة تعانى الإهمال فمنزل سيد درويش تحول إلى مقلب قمامة وانتشرت البلطجية وتجار المخدرات ولا يوجد اهتمام من وزارة الآثار بذلك الحى الذى مازال يحوى الكثير من الكنوز الأثرية.
وأضافت إحدى السيدات من المقيمات بالمنزل الملاصق لمنزل سيد درويش إن منزل الموسيقار انهار سقفه وأنه لا يلقى أى اهتمام.