الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«شيماء الصباغ» على رأسها ريشة؟!

«شيماء الصباغ» على رأسها ريشة؟!
«شيماء الصباغ» على رأسها ريشة؟!




كتب: وليد طوغان
حادثتان على اكبر قدر من الاهمية فى اسبوع.. المؤتمر الاقتصادى.. ووزير داخلية جديد.
نجاح المؤتمر الاقتصادى باهر قبل سنتين، عركتنا المفاوضات مع صندوق النقد الدولى على 4 ملايين جنيه، عصلج الصندوق على 3.8، اوراق جاية واوراق رايحة، ثم ولا الاربعة.. ولا الثلاثة ونص.
من شرم الشيخ هلت المليارات.. ليس نجاح اقتصادى باهر فقط.. انما نجاح سياسى ايضا.. نجاح بامتياز العالم كان فى شرم الشيخ.. غطاء سياسى رهيب لدولة ما بعد 30 يونيو.. تهنئة دولية بانقاذ مصر فى 30 يونيو.
العالم يدعم الدولة ويدعم 30 يونيو. اهم ما فى 30 يونيو هو الرغبة فى اعادة الدولة.. الحديث عن الدولة كدولة. التعامل كدولة.. واعادة المفهوم والهيبة.. للدولة.
قبل 30 يونيو داخلتنا المآسى.. ليس الاخوان وحدهم هم الكارثة.. انما الكارثة فى من عضد الاخوان مرة بحجة نديهم فرصة، ومرة بحجة «خلينا نجرب».
بدأت المآسى من اول الاعتصامات فى الشارع بدعوى «الحريات المكبوتة طوال 30 سنة». تهددت الدولة، عندما انفتحت على البحرى ماسورة «ثوار» وسياسيين من عينة الدكتور أبو الغار، أو أحمد ماهر تبع 6 ابريل. قالوا إنهم ثاروا على الفساد، واتضح أنهم اما يريدون قربا من السلطة، أو انهم يطالبون بفرصة للفساد.
تقلبت الظروف، وبدأ الفرز. بعض هؤلاء انزووا، وغابوا عن الساحة بحكم طبيعة الامور..  وعوامل التعرية، بينما بقى آخرون، حتى الآن، يمارسون افكارا «هلامية» لو ترجمتها ستجدها هدما من نوع آخر.. محاولة لتقويض الدولة بطريقة مختلفة.. محاولة للعب على وتر الحريات.. وأوتار التغيير والتجديد، لو فحصتها ستجدها «سما فى عسل».. أو داء فى دواء.
هؤلاء موجودون فى ساحة السياسة.. وموجودون فى الاعلام.. وفى الصحف القومية ايضا. أغلبهم يرتعون فى غرف أحزاب تحت التأسيس مغلقة، بينما تفرد لهم الصحف الخاصة مساحات خضراء اكبر من مساحة فدادين الاثرياء مرحلة ما قبل قوانين الاصلاح الزراعى.
سميهم مناضلو «شيماء الصباغ».. سميهم مناضلو الجريون، ومقاهى وسط البلد. هؤلاء أخطر من الاخوان.. هم اشد ضررا من «المتأسلمين».
الذين قلبوا الدنيا على مقتل ناشطة، وهللوا لما احالت النيابة ضباطا متهمين للمحاكمة.. كانوا هم نفسهم الذين برروا عنف الاخوان، بدعوى كبت النظام.. وهم الذين تنطعوا فى المشهد السياسى، ونظروا بعيون الغمز واللمز لرجال 30 يونيو. هؤلاء كانوا نفسهم الذين أثاروا نعرات «مثالية» اختبرتها الظروف والزمن، فلم تجد، بينما هم على مطالباتهم للآن بحكم ديمقراطى على طريقة الدكتور مصطفى حجازى، والعالم الكبير اوى مصطفى حجى!
ديمقراطية قطاع خاص. ديمقراطية «فيها لاخفيها».. ديمقراطية «على ما تفرج»، او سميها ديمقراطيات «السيد قشطة».
 على المتغطى، يتداول احباب الديمقراطية على ما تفرج، وأصفياء الثورة معظم افكار الدكتور البرادعى، وأغلب نظريات «الطريق الى ستين داهية» يفسرون المشهد السياسى على هواهم فيطعنون بالمحسوس، ويدسون «من تحت لتحت». فلو فشلوا تبقى الدولة «تحشد ضدهم».. ولو «اتوصموا» فى  الشارع.. يبقى الشارع مسّيس.. والمواطن فى حاجة لإعادة تثقيف!
الداخلية فى عهد اللواء محمد إبراهيم، عملت على امتصاص غضب هؤلاء.. تغاضت عن رعونتهم معظم الأحيان.. وعن هفواتهم اغلب الوقت.
مطلوب من اللواء مجدى عبدالغفار العكس مطلوب اعادة السطوة والنفوذ للدولة.. مطلوب اعادة الهيبة للداخلية.. مطلوب ان يرفع الريش عن كثير من الرؤوس، انحسرت السيولة.. فلم تعد هناك قداسة لناشط، ولا قدسية لثورى.
مطلوب من اللواء عبدالغفار فتح قضايا كثيرة كانت مغلقة بحكم جوازات دبلوماسية حمراء، حازها كثير من النشطاء.. من اول إسراء عبدالفتاح، وانتهاء بسوكة بتاع ملفات امن الدولة.
مثلما جابت الدولة حق شيماء الصباغ، مطلوب منها تجيب حق عشرات من ضباط الشرطة والقوات المسلحة الشهداء ايضا.
اللعب الآن على المكشوف لم نعد فى مرحلة يتحسس نظام 30 يونيو فيها 30 يونيو بعد المؤتمر الاقتصادى اصبح مرادفًا لإرادة المصريين أى كلام غير كده «هجص».. اى وجهات نظر لولبية ميتافيزيقية غير كده تبقى.. كلام فارغ.
على حسابه على تويتر، قال اللواء مجدى عبدالغفار ان كل من خان سيدفع الثمن. كلام جميل.. إذن على اللواء عبدالغفار أن يبدأ من الأول من اول الذين تدربوا فى صربيا، وكرواتيا، وانتهاء بالذين دخلوا مقرات امن الدولة، وسرقوا الملفات.. وبحثوا لبعضهم عن المعلومات.. ثم تداولوها على مقاهى الزمالك الفخمة.
ليست شيماء الصباغ وحدها التى لها حق. الله يرحمها لم يكن على رأسها ريشة ألف رحمة ونور عليها، لكن لعساكر النظام الذين ولعت بهم السيارات فى الشوارع والميادين ايام يناير حق ايضا، الضباط الذين ماتوا فى الميادين، وداخل الاقسام خلال «الثورة المجيدة» لهم حقوق ايضا.
يعلم وزير الداخلية الجديد ان الاخوان لم يأتوا فرادى.. لم يأتوا وحدهم. هناك من شباب الثورة، من مهد لهم الطريق.. ومنهم من تعاون حتى النفس الاخير كلها قضايا يجب ان تفتح.. كلها قضايا خيانة، وعمالة..  وكلام جاء وقته.
اعتبر الدعم الدولى لنظام 30 يونيو فى شرم الشيخ مرحلة جديدة.. اعتبرها نهاية ازمة، وقى الله شرها. قدوم اللواء عبد الغفار هو الاخر نهاية ازمة، وقى الله شرها ايضا. مطلوب من وزير الداخلية الجديد تنفيذ وعوده.. عليه أن يفتح كل الملفات.