السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إلى أمى وأمك وأم الدنيا مصر

إلى أمى وأمك وأم الدنيا مصر
إلى أمى وأمك وأم الدنيا مصر




كتب: مديحة عزت
أولاً إلى أمى نبع الحب والحنان التى عشت عمرى الطويل أنفذ تعليماتها واتصرف بتربيتها ووصيتها بحب ورعاية شقيقاتى.. وإلى سيدة الصحافة وأم الصحفيين فاطمة اليوسف «روزاليوسف» السيدة والدار هذه الأبيات لشاعر الشباب أحمد رامى كتبها فى أمه.. قال:
يا ملاك الحب يا روح السلام
طالع السعد على وجهك لاحا
طاب لى بين ذراعيك المنام
وعلى نجواك شاهدت الصباحا
كنت فى روضك غصنا فسقانى
عطفك الفياض بالكف النديه
فإذا أينع فى ظل الحنان
فهو منى لك يا أمى هدية
أنت لى أوفى حبيب من
بعيد أو قريب أنتى أمى
رحم الله كل أم مع أمى فى رحاب الله وأطال الله عمر أمهاتكم ومتعكم بحبهن وحنانهن واحتياجهن لاحترامكم وتبجيلكم فى حياتهم ولا تنسوا «إن الجنة تحت أقدام الأمهات».
ونرجع إلى فكرة أو بدعة عيد الأم كما كانت تطلق عليها الأستاذة الكبيرة بنت الشاطئ رحمها الله وكنت دائمًا معها فى هذا الرأى منذ أعلنه أستاذنا الصحفى الكبير على أمين وتوأمه مصطفى أمين حتى أصبح بلا أم بوفاتها وكان عيد الأم بالنسبة لى مجددًا اليوم وفاتها.. وأزيد عليها اليوم هذه المعلومات التى تغيب عن الكثيرين وهى أن للأم تكريمًا دينيًا يحتفل به المسلمون يوم وقفة عرفات بالسعى بين الصفا والمروة سبع مرات، كما فعلت السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام.. ويصوم المسيحيون للعذراء مريم أم عيسى عليه السلام.. وأم موسى لها صيام اعترافا بتضحياتها.. إذن لقد كرمت الأديان الأم.. بلا تجارة ولا هدايا.. إن عيد الأم اليوم أصبح عيدًا تجاريًا وأصبحت الأم مادة للدعاية عن البضائع القديم منها والجديد وأصبحت صورة الأم على علب الحلوى وزجاجات العطر.. للأسف إننا أصبحنا نحتفل بعيد الأم منبع الحب والعاطفة والحنان والعطف ومع ذلك ننسى حناننا وعطفنا وحبنا للغير.. ننسى حناننا على اليتامى المحرومين من الأم.. ننسى عطفنا على العاقر التى حرمتها الطبيعة من الذرية.. ننسى حبنا للعوانس اللاتى حرمهن الحظ من الزواج والإنجاب.. إن الاحتفالات والهدايا تنسينا الأم الثكلى التى استشهد ولدها فى ميدان الشرف فداء الوطن وحب أم الدنيا مصر لقد أعمتنا الاحتفالات والهدايا عن اللقطاء المحرومين من العطف والحب والحنان.
إن كل يوم ترى فيه الأم أولادها عيدًا عندها وكل لحظة يرى فيها الابن أمه عيدًا وكل كلمة من الابن لأمه هدية وكل فرحة للابن عند أمه سعادة.. ليست الأم فى حاجة إلى زجاجة عطر أو شنطة حتى تعرف أن أولادها يقدمون لها هذا عرفانا بالجميل ليس بين الأم وأبنائها جميل أو الاعتراف بشىء إن ما بين الأم وأبنائها لا يعلمه إلا الله.. والأم قوة تعيش فى نفس الأبناء وفى قلوبهم وفى حياتهم حتى لو غابت أو ذهبت بعيدًا إلى العالم الآخر فى رحاب الله.. إن لفظ أمى وحده ضمة حب وحنان.. ولا يحتاج إلى أعياد وهدايا وإنى أذكر أننى طالبت بل اقترحت أن يتحول عيد الأم إلى عيد للأسرة تتلقى فيه الأم الهدايا من أولادها وتقوم هى بتقديم هدية لرب الأسرة أب الأولاد حتى تعبر عن تقديرها له ولن أقول حبها له لأن الحب لا يحتاج للتعبير عنه إطلاقًا، وبهذا تسعد الكل ولا تترك الرجل الذى لولاه لما أنجبت أية أم أولادها.. وكما قال سيدنا النبى محمد عليه الصلاة والسلام: «أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك» وهذا الدعاء يؤكد  عظمة قلب الأم لقد دعت أم أعرابية لابنها وقد جاءها بعد عودته من غياب طويل فقالت له اللهم اجعله صاحب حظ يستخدم أصحاب العقول.
ولا تجعله صاحب عقل يستخدمه أصحاب الحظوظ! وعلى الماشى.. إن 21 مارس عيد الأم تاريخ ميلاد أم أستاذنا مصطفى وأستاذنا على أمين توأمه جعلاه عيدًا للأم تكريمًا لأمهما.. ومن الذين كانوا يبجلون أمهم وكان قسمهم الغالى «وحياة أمى».. هم الموسيقار محمد عبدالوهاب وأستاذنا الحبيب إحسان عبدالقدوس وأستاذنا أنيس منصور وإبراهيم عزت وإسماعيل الحبروك وأنا وأنتم أكيد والشاعر أبوالعلاء المعرى القائل:
العيش ماض فاكرم والديك به
والأم أولى بإكرام وإحسان
سقتنى درها ودعت وباتت
تعوذنى وتقرأ أو تسمى
أيضًا كان أبوالعلاء المعرى من المحبين لأمهم رغم أنه كان أعمى كان لا يترك مناسبة إلا وذكرها بالأشعار.
على فكرة كلما تصفحت ديوان شاعر الغفران أبوالعلاء المعرى تذكرت يوم كنت واحدة من الوفد المرافق لشهيد العلا الزعيم أنور السادات وكان رئيسًا لمجلس الأمة فى زيارة إلى سوريا وفى جولة حرة أصر رحمه الله على زيارة قبر أبوالعلاء المعرى فى قرية معرى النعمان صاحب رسالة الغفران.. وكتب فى سجل الزيارة: إلى صاحب رسالة الغفران الذى «لا جحدوه»
و«جحدوه أديبا بدعوى أنه فيلسوف»
و«جحدوه فيلسوفًا بدعوى أنه أديب»
وصوته يأتى من وراء القبور
«أولو الفضل فى أوطانهم غرباء»
أعاد الله عيد الأم وجميع أعيادنا علينا وعلى بلدنا بالحب والسعادة والسلامة.. كاذب من يقول إن أحوالنا النفسية بخير.. فى جولة بين المحلات فى الأسواق التجارية لم تشعر أن هناك عيدًا للحب والهدايا وهو عيد الأم الذى كان متهمًا أنه عيد تجارى من أجل هدايا عيد الأم.. لقد تأثر بما يحمله الإنسان المصرى من هموم وما يحدث وما يمكن أن يحدث لا قدر الله.
وكل عام وأنتم بألف خير وسلام وسعادة وحب.. وقلبى مع أم الشهيد ومع كل يتيم.. وكفانا وكفاهم هم الدنيا.. وإليكم الحب كله.. وتصبحون على حب.