الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«فتنة البيانات» تهدد كرسى «البابا»

«فتنة البيانات» تهدد كرسى «البابا»
«فتنة البيانات» تهدد كرسى «البابا»




تحقيق - داليا سمير

تضاربت الآراء داخل المجتمع المسيحى حول الدور الذى تلعبه دائرة الإعلام داخل الكنيسة، والمختصة بصياغة البيانات التى تصدر عن البابا تواضروس، حيث اتضح أن المكتب الإعلامى لا يملك الحرفية فى صياغتها، كما أنه لا يتحرى الدقة فى معلوماته، واتفق عدد كبير من المسحيين على أن مكتب العلاقات العامة داخل الكنيسة، يعمل  على تفتيت الشمل القبطى وإثارة الغضب بين مسيحى مصر، لأنه من المفترض يكون وصلة الخير بين شعب الكنيسة والبابا إلا أنه يبث روح الكراهية.


فى البداية يقول عاطف بشاى «كاتب» إن الإعلام الكنسى بعيد تماما عن الموضوعية والحرفية ولا يتحرى الدقة بشأن المعلومات التى يصدرها، مشيرا إلى أن مكتب الإعلام والعلاقات العامة بالكنيسة عليه توخى الحذر والدقة فى بياناته التى من شأنها إحداث فجوة بين أبناء الكنيسة، لافتا إلى أن «الكاتدرائية» مسئولة عن صياغة البيانات المقدمة للجمهور المسيحى.
وأضاف بشاى أن البيانات الكنسية الأخيرة الخاصة بمشكلة وادى الريان أبرزت الكثير من الخلل داخل النظام الإعلامى للكنيسة، لافتا إلى أن البابا تواضروس هو الرجل ذو العقل الحكيم الذى قال إن الجميع عليه العمل لتوطين مبدأ المواطنة وطالب بأن تكون مصر فوق الجميع، موضحا أن دائرة الإعلام والعلاقات العامة لا تملك الحرفية، كما أن لديها حساسية عقائدية تدعوها للشعور دائما بالاضطهاد، وبالتالى على القيادة الكنسية من الداخل أن يكون لها دور فى تصحيح مسار تلك الدائرة الإعلامية حتى لا يحدث بلبلة بين الشباب المسيحى. وعلى جانب آخر قال نبيل عزمى إن الكنيسة هى مؤسسة وطنية ولابد أن يوجد لديها متحدث إعلامى مثلا، موضحا أن التصريحات التى تصدر من البابا تواضروس يجب إحترامها باعتباره الأب الروحى.
وتابع عزمى أنه بالرغم من وجود حالات من الغضب بين الشباب المسيحى نتيجة بعض التصريحات الإعلامية التى صدرت مؤخرا عن الكنيسة، والتى كان يجب أن تتسم بالشفافية حتى لا تثير الشباب، ويجب أن توجد حالة من الشفافية خاصة فى الأمور الدينية، ولابد أن يتسم الاختلاف بأدب الحوار واحترام الكهنوت، وهذا لايمنعنا من الاعتراض بل يجب أن يكون اعتراض الشباب داخل الكنيسة وليس على وسائل الإعلام، لأن الكنيسة والوطن يمران بمرحلة حرجة يجب احتواؤها، مضيفا أن الشباب من حقه الاعتراض على ما يرونه غير مطابق للعقيدة أو تجاه بعض الأوضاع داخل الكنيسة وعلى مسئولى الكنيسة الاستماع إليهم والتواصل معهم لحل للمشكلة، حتى لايلجأ بعضهم إلى التهور ثم يلقون التهم على الكنسية، كما يجب اجراء حوار معهم عن طريق العقلاء.
فيما قال مدحت بشاى إن ما نشر حول موقف البابا تواضروس فى الأزمة الأخيرة أو ما يعرف بأزمة «دير وادى الريان» المعروف بـ«دير الأنبا مكاريوس السكندرى» ويأتى البيان الصادرعنه ليضع الفصل الاخير فى الازمة، وجاء ذلك فى أعقاب أزمة نشأت بين رهبان الدير، وشركة المقاولات المشرفة على إزالة السور، واقتطاع جزء من الدير لإنشاء طريق إقليمى، الأمر يتسق ويؤكد على مقولة سابقة لقداسته «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن» فى فترة ما أبشعها قرر فيها إخوان الشر والتشدد الحرق والهدم والاعتداء على عشرات الكنائس والمؤسسات الدينية المسيحية، بل وسلب ونهب محتوياتها عبر هجمات انتقامية بعد فض اعتصام «رابعة» الاحتلالى الفوضوى، لكن يبقى فى حقيقة الأمر العديد من الأسئلة لدى الناس بشكل عام، ولدى المواطن المسيحى عدة أسئلة تعقيبا على البيان الكنسى، ما معنى ماجاء فى البيان على لسان قداسة البابا ونصه «أن وادى الريان منطقة محمية طبيعية، سكنها قديما عدد من النساك والمتوحدين، وحديثا حاول البعض إحياء الحياة الرهبانية فيها على ارض لم يتملكوها قانونيا ولم يصدر بها اعتراف كنسى حتى الآن».. قداستكم على كرسى البطريركية ما يزيد على 24 شهر، لماذا تأخر صدور ذلك القرار ببيان حتى كانت الواقعة وكان الصدام؟ وأضاف البيان «عندما قررت الدولة إنشاء طريق ضمن خطة مشروعات التنمية القومية فى مصر، اعترض بعض الساكنين هناك وبصورة غير لائقة أمام المهندسين ومعداتهم ولم يكن هذا موقف الكنيسة الرسمي».. ويسأل المواطن: يعنى إيه لم يكن هو موقف الكنيسة الرسمى؟! ماذا فعل متخذ القرار سوى التوهان حتى كانت الأزمة والخلاف ونشوب الصدام ورد الفعل الغاضب؟ ويعنى إيه الكلام ده وبالصياغة دى « تعلن الكنيسة أن هذا المكان ليس ديرا كنسيا معترفا به حتى الآن، وتخلى مسئوليتها مع التأكيد على حق الدولة القانونى فى التصرف، مع مراعاة الحفاظ على الطبيعة الأثرية والمقدسات والمغائر والحياة البرية فى هذه المنطقة».. خلاص ياحكومة منكم للرهبان وباللبنانية «اصطفلوا» معاهم أنتم وهمه شورة خيرى «بالمصرى»؟ مضيفا: «همه مش تبع الإدارة الكنسية والقرار قراركم يا قداسة البابا وأنتم اللى تخلوا وتشرفوا على تنفيذ قراركم، كما أن البيان قد أشار إلى أن الكنيسة قد تبرأت من اثنين من الساكنين، انتحلا صفة راهب، لافتا إلى أن اللجنة بذلت محاولات عديدة لإثنائهم عن هذا العناد لكن دون جدوى.. يعنى إيه برضه حاولنا وهمه عاندوا.. همه مين وأنتم مين؟ قولوا لينا بوضوح هو ده دير ولا إيه بالضبط يا كنيستى وياحكومتى وترد الكنيسة فى بيان تالى «ولذا تعلن الكنيسة أن هذا المكان ليس ديرا كنسيا معترفا به حتى الآن. كما تخلى مسئوليتها وتعلن أن للدولة الحق القانونى فى التصرف مع هذا الموضوع مع مراعاة الحفاظ على الطبيعة الأثرية والمقدسات والمغائر والحياة البرية فى هذه المنطقة».. مقدسات إيه وانتم بتقولوا ده مش دير وخشوا براحتكم ياحكومة !!! ويضيف البيان «وإذ تدين الكنيسة بشدة كل هذه التجاوزات ترجو من شعبها عدم التجاوب مع المغالطات التى يتداولها البعض بصورة خاطئة وبمعلومات غير صحيحة والتعاطف مع هؤلاء الأشخاص دون التأكد من الكنيسة الرسمية لمعرفة الحقائق الدقيقة والأمنية أمام الله».. طيب ليه مافيش جدية من ساعة الأزمة والمطالبة مجددا بتجريم الزى الدينى المسيحى بكل درجات الخدمة والكهنوت؟ قائلا: «يا كنيستنا العظيمة العتيدة أن الشفافية والجدية والإدارة الرشيدة والإعلام المهنى حكاية ملحة قداسة البابا الإصلاحى المجدد جالسوا الناس أبوس إيديكم وافهموا منهم وفهموهم، فنحن فى مرحلة لا تحتمل الهزل.. نعم نحن جميعا للوطن نفديه بأرواحنا وكنائسنا ومساجدنا، لكن نسأل: هو الوطن ده لمن؟ حتى نتابع مثل تلك العروض الهزلية والتى يصل فيها الأمر  إلى أن يُصدر رئيس الجمهورية المنقذ العبقرى روح الوطن من براثن الجهل والتخلف وعصور ماقبل التاريخ أن يُصدر قرارا ببناء كنيسة باسم شهداء مجزرة داعش على أرض ليبيا ولا يتم تنفيذ القرار لحساب أخوة «داعش» على أرض الوطن.
بينما رأى اللواء نبيل لوقا المفكر القبطى إن الأعلام الكنسى ملتزم فقط بما تصدره قيادة الكنيسة من قرارات، مشيرا إلى أن دور الكنيسة ماهو إلا دور دينى وليس سياسى وأن المكتب الإعلامى يقوم بتنفيذ قيادات الكنيسة حيث إنه لم يصدر أى بيان إلا بعد عرضه على القيادات الكنسية والمسئولين.
وطالب لوقا شباب الكنيسة بالاصطفاف حول الكنيسة وقياداتها والالتزام بما يصدره الإعلام الكنسى وأيضا احترام الأب الروحى والدينى ألا وهو البابا تواضروس الثانى.
وعلى صعيد آخر قال ممدوح رمزى محامى بالنقض إن المكتب الكنسى يستند على الكتابة بحكمة الشيوخ ورجاحة العقل المتمثلة فى البابا تواضروس ولكن شباب هذا الجيل خارج عن كل القيم والعادات والتقاليد الدينية الذى تربينا عليها منذ الصغر وأن هؤلاء الشباب نظرته للدين أيضا تغيرت وأصبح نقد الكهنة والأسقف أمرا طبيعيا لم يعدونه خطأ وأنهم يريدون أن يتعاملوا مع رجال الدين بشكل عام.
وأشار رمزى إلى أن كل من يقوم بانتقاد الكنيسة هم النشطاء أصحاب التمويلات والمصالح الشخصية الذين يريدون الشو الإعلامى وسرقة الشهرة. فيما قال كمال زاخر الكاتب السياسى إن البيان هو نوع من أنواع التواصل الذى يبنى على معلومات دقيقة والبيان الكنسى الأخير الذى صدر بخصوص وادى الرهبان قد حدث به بعض الأخطاء وذلك لعدم إتمام إستكمال المعلومات حيث إنه قد وردت معلومات للكنيسة بخصوص الوادى قد تكون مغلوطة أو غير مكتملة وهذا ما أحدث إثارة وبلبلة عند البعض.
وأشار كمال زاخر إلى أن الكنيسة قد لجأت لتصحيح البيان بصدور بيان آخر حتى تتجنب التأثير السلبى الذى قد حدث بسبب البيان الأول، مضيفا إن التحدث عن البيان أو مشكلة وادى الريان الخاصة بدير الرهبان قد تكون مشكلة غير سياسية وغير اجتماعية ولايجوز لطرف ثالث التدخل لأن هذه المشكلة فى جميع أوقاتها تحل بين الطرفين فقط. وقال نادر صبحى سليمان مؤسس حركة شباب كريستيان إن مكتب الإعلام الكنسى يقوم بعرض بيانات الكنيسة على صفحة المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية على صفحته الشخصية بالفيس بوك، موضحا أنه يجب عليه الخروج لكل الأقباط على القنوات المسيحية لأن الكثير من الأقباط بسطاء وفلاحين ولا يوجد لديهم صفحات تواصل اجتماعى.
وأشار سليمان إلى أن القس بولس حليم هو المتحدث الرسمى بإسم الكاتدرائية وأنه لم يخرج للناس إلا بعد وقوع المصيبة التى تكاد تؤدى بالشباب إلى الفتنة بينهم، ولم يخرج إلا بعد هجوم الأقباط عليه فى وسائل الإعلام المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة، موضحا أنه على الكنيسة امتصاص غضب الشباب وجميع الأعمار المسيحية حتى نتجنب الفتنة التى تحدث والخروج على الأقباط بالبيانات الكنسية على القنوات المسيحية وليس على الفيس بوك وذلك لأن الكنيسة الأرثوذكسية لها ثقلها على مستوى العالم وأنها هى الكنيسة التى تضم أكبر عدد من الأقباط وبها أكبر تجمع قبطى.
وأضاف مؤسس كريستيان أن بعض البيانات الكنسية تكون فى أغلب الأوقات مغلوطة وليست مفهومة وذلك لفقدان معديها للحرفية.