الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«القوى العاملة» تمنح تصاريح لـ«النصب» على المواطنين

«القوى العاملة» تمنح تصاريح لـ«النصب» على المواطنين
«القوى العاملة» تمنح تصاريح لـ«النصب» على المواطنين




الإسكندرية - نسرين عبد الرحيم


 يبدو أن مسلسل منح التصريحات من قبل القوى العاملة لإنشاء النقابات المستقلة والعامة مازال مستمراً، على الرغم من الجدل القائم حول قانونيتها ومدى إضرارها بالأمن القومى والاقتصاد، حيث اكتشف مؤخراً وجود نقابة لـ«المعالجون الروحانيون» أو «الباحثون الروحانيون»، على الرغم من أن الأزهر لا يجيز قضية العلاج بالقرآن ولا يقرها منعاً لانتشار الدجل والشعوذة، وكان شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى قد هاجم أدعياء العلاج بالقرآن، الذين يقومون بفتح عيادات خاصة لذلك ويتقاضون مبالغ طائلة ويخدعون البسطاء.
حيث أكد طنطاوى: أن العلاج بالقرآن المعترف به شرعاً،  هو ما يقوم به بعض الصالحين الحافظين لكتاب الله بالدعاء بالشفاء للمرضى قائلين: «اللهم ببركة القرآن الكريم وبركة ما قرأت منه اشف فلانا فإنك أنت الشافى»، هذا هو العلاج القرآنى المعترف به، أما أن يتحول القرآن إلى كتاب لعلاج كل الأمراض العضوية، فهذا مرفوض شرعا ويأثم من يساعد على ذلك.
لكن الغريب فى الأمر هو رد فعل  وزارة القوى العاملة إذ وافقت على منحهم ترخيص لانشاء تلك النقابة دون الرجوع لمركز الفتوى بالازهر، مكتفيه بحصول طالب الترخيص على 65 توكيلاًً وصور بطاقات من يريد أن ينتسب لتلك النقابة.
ومن الطرائف أن نقيب المعالجين بالقرآن ليس حافظاً للقرآن الكريم ولا يشترط فى الأعضاء ان يكونوا حافظين له أو أن يكونوا من خريجى الأزهر.
محمود محمد رئيس  نقابة «المعالجون الروحانيون»  أكد أنه قام بمنح  520 كارنيه عضوية لأشخاص من مختلف محافظات مصر، لافتاً إلى أن شروط منح العضوية لا تتطلب منه أكثر من أن يكون حافظاً لسورتى يس والجن، وحافظًا للرقية الشرعية، وليس شرطاً ان يكون من خريجى الأزهر الشريف أو من حفظة القرآن الكريم، وبمجرد أن يدفع ثمن الاشتراك، يمكنه الحصول على العضوية ويكون معالجا روحانيا.
وأشار إلى أن هناك كثيرًا من الأمراض تنتج بسبب القرين، على حدى زعمه : لافتاً إلى انه يحارب الدجل والشعوذة ، وأضاف أن هناك قنوات تروج للمشعوذين، وكل ذلك نصب وجميعهم لا يعرفون القراءة أو الكتابة!  
وعن مدى مصداقية العلاج الروحانى على الرغم من عدم إقرار الأزهر به، أشار إلى أن العلاج بالقرآن كان موجودا فى معظم كتب الغزالى، لكن تلك الكتب أخفيت على حد قوله، وهناك كتاب واحد به صفحة تتحدث عن ذلك!
من جانبه، أكد وكيل المشيخة الصوفية أن السماح بانشاء تلك النقابة شىء لا يصدق، ويعتبر ردة، فلابد من عودة دور الأزهر الشريف ودور الواعظين فى نشر الوعى الإسلامى والتعريف بصحيح الدين. وشرح أصول الدين فبسبب المتشددين، ظهر الالحاد بالرغم من أن الآية الكريمة تقول» وأنزلنا من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين» ،لكن للأسف التشدد وظهور التنظيمات المتطرفة مثل داعش جعل هناك من هم ليسوا مقتنعين بالدين.. فلابد من تحرك الأزهر الشريف لمنع ظهور تلك البدع ومنع أيضا المتطرفين من اعتلاء المنابر وإفساد عقول الشباب.  
فيما أكد الشيخ احمد عبد المؤمن وكيل وزارة الأوقاف، أن وزارة القوى العاملة أصبحت تعطى تراخيص لكل من هب ودب، وكان يجب عليها الرجوع للجنة الوعظ بالأزهر الشريف.