الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

غلق 120 مسبكًا بسبب الركود الاقتصادى

غلق 120 مسبكًا بسبب الركود الاقتصادى
غلق 120 مسبكًا بسبب الركود الاقتصادى




تحقيق - إلهام رفعت


أزمات طاحنة تعانى منها الصناعات الصغيرة والحرف اليدوية منذ ثورة 25 يناير.
مناطق صدرت حرفها لدول العالم يشتكى أهاليها من وقف الحال وزيادة الضرائب ليس ذلك فحسب ولكن الحرف نفسها أوشكت على الاندثار.
يقول الحاج أحمد أحد قاطنى المنطقة القدامى بأبى الدرداء واللبان أنشئت عام 1928 وكانت منطقة خالية من السكان ونمت المنطقة ولقيت صناعات مثل المسبوكات للحديد والنحاس والألومنيوم رواجاً شديدًا حيث كانت تقوم بصناعة خطوط إنتاج وماكينات صناعية ومشغولات نحاسية ولكن دوام الحال  من المحال وبعد مرور 87 سنة تغير فيها شكل المنطقة وأقيمت حولها المساكن وتعانى حاليًا من أزمات طاحنة يهدد أصحابها بالغلق وتهدد هذه الحرفة بالاندثار وبعد أن كان السكان يشكون من ضجيج الماكينات التى لا تهدأ والأدخنة المتصاعدة أصبح الحال يدعو للشفقة.
ويضيف أشرف شيحة صاحب مسبك هناك معاناة شديدة من ركود السوق لدرجة أن كثيرًا من المسابك أغلق خاصة منذ 5 سنوات ويناير أثرت بشكل واضح على الحالة الاقتصادية خاصة المسبوكات وعن صناعته يقول نحن نصهر المعادن ( زهر ونحاس وألومنيوم) لتصنيع خطوط إنتاج  المصانع والمواسير للمياه والصرف الصحى وأغطية بلاعات الصرف كلها كانت قديمًا من إنتاج المسابك أما الآن فقد دخل الشغل الصينى وهدد الحرفة العريقة ولكن الزبون يعرف الفرق بين الصينى الذى لا يتحمل وبين شغلنا.
ويؤكد أن كثيرين تأثروا بحالة الركود الاقتصادى ولا يستطيعون دفع يوميات العمال مما هدد معظم المسابك بالغلق وبعد أن كان عددها 140 مسبكًا فى أبى الدرداء واللبان لم يعد إلا حوالى 20 مسبكًا.
ويضيف شقيقه سيد ورثنا المهنة عن والدنا ولكن أولادنا رفضوها لما لمسوه من معاناتنا ورغم الأزمة الاقتصادية إلا أن الضرائب لم ترحمنا وفوجئنا بمطالبة بمبلغ 160 ألف جنيه ضرائب الثلاث سنوات الأخيرة تقديرات جزافية يقوم بها موظف الضرائب الصناعات الصغيرة تحتاج دعم ومساندة الدولة ويلفت إلى تجربة ماليزيا فى تشجيع الصناعات الصغيرة مطالبين فقط بالتزامات ضريبية دن أى خدمات وحقوق مما أثر على الصناعة محذرًا من اندثارها لو لم تلحقها الحكومة بدلًا من مضايقة أصحابها ومطالبتهم بضرائب مبالغ فيها.
ويضيف صاحب مسبك آخر لقد بعنا متعلقاتنا الشخصية خلال السنوات الأربع الماضية لنستطيع الانفاق على أولادنا واختفى الزبون من منطقتنا ويلفت إلى ظهور أغطية جديدة للبلوعات مستوردة من تركيا ومصنوعة من مادة بديلة للزهر وخفيفة واستخدمتها إحدى الشركات فى شوارع الإسكندرية ولم تتحمل الضغط وبعد ما اشتروها وتعاقدوا عليها لم يكملوا ورجعوا تانى شغلنا لأنه الأكثر صلابة وتحمل، وبالانتقال لمنطقة اللبان الصناعية المجاورة لأبى الدرداء يقول الحاج محمد على بإحدى الورش معظم ورش اللبان أغلقت ولم يعد يعمل إلا 5 ورش فقط  وأكد أن شغل النجف النحاس المصرى اختفى للأسف بسبب غزو النجف الصينى الأرخص ثمناً وبنفس الأشكال لكن الجودة والخامات الأرخص ثمنًا وبنفس الأشكال لكن الجودة والخامات تختلف، مؤكدًا أن الزبون حاليًا ينظر للشكل أما المتانة والصنعة والخامة فلم تعد تهمه خاصة مع الظروف المادية الضعيفة، ويضيف صاحب ورشة مشغولات نحاس ونجف: زمان كان الشغل كتير والزبائن تقدر شغل النحاس وتعرف قيمته وكان الورشة فيها من 5 إلى 6 عمال وصنايعية لكن الحال اختلف والصنعة فى طريقها للانقراض.
عندى منشأة وحرفة ونفسى تكبر لكن أعبائى كتير وهمومى تثقل كاهلى ويزيد عليها الضرائب، وقابلت مسئولين بهيئة تنمية الصناعة وعرضت عليهم فكرة إسقاط الضرائب وإعطائنا فترة سماح بعد ذلك وتطوير المنطقة الصناعية وجاءت لجنة خبراء من جامعة القاهرة، منذ أكثر  من عامين لبحث إمكانية تطوير المنطقة ولم يحدث أى شيء ومجرد كلام على ورق عايزين نساعد نفسنا وبلدنا بس عايزين دعم ومساندة وقروض حسنة.