الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قمة «الأول مرة».. وأحضان «السيسى وتميم»

قمة «الأول مرة».. وأحضان «السيسى وتميم»
قمة «الأول مرة».. وأحضان «السيسى وتميم»




كتب: أشرف بدر
كلمة «أول مرة» بلغة الصحافة تعنى الكثير لأهمية الحدث، وتلفت انتباه القارئ بأن الخبر يستحق القراءة.. ولكن أن يتكرر فى حدث واحد كلمة «أول مرة» فيعنى «استثنائية» وتفرد هذا الحدث، وهو ما ينطبق على القمة العربية التى تستضيفها - لأول مرة - شرم الشيخ بعد ثورة 25يناير  2011، و«لأول مرة» بعد عهد مبارك، و«لأول مرة» برئاسة «السيسى».
 كما يحضرها  -  لأول مرة - 14 - رئيسا وملكا وأميرا من بينهم أربعة حكام يمثلون بلادهم للمرة الأولى، وهم «العاهل السعودى الملك سالمان بن عبدالعزيز، والرئيس العراقى فؤاد معصوم، والرئيس التونسى الباجى قايد السبسى»، إضافة الى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.
 ويشارك فيها أمير قطر تميم بن حمد فى زيارة لمصر هى الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم فى 25 يونيو 2013، والذى استقبله الرئيس السيسى بمطار شرم الشيخ بالأحضان!
كما - لأول مرة - لم يدع رئيس شرعى للبلاد وهو الرئيس السورى بشار الأسد، ويظل المقعد السورى شاغرا للدورة الثالثة على التوالى.
ايضا بحثت القمة العربية و- لأول مرة- جدول أعمال يختلف عن ذلك الذى تم بحثه على مدار تاريخ دوراتها منذ قمة الإنشاء عام 1946، فالقمم العربية اعتادت على الاجتماع بنفس الوجوه فى كل عام ودراسة نفس الموضوعات، وربما الخروج بنفس القرارات التى لا تجد طريقها للتنفيذ.
كما تميزت أن نتائجها تمت قبل أنعقادها، وذلك لأول مرة فى تاريخ العمل العربى المشترك، وبقرارات حاسمة وقابلة للتنفيذ وفى مقدمتها تشكيل قوة انتشار عسكرية سريعة لمن يرغب فى الانضمام إليها، وستمثل مجموعة الدول التى انضمت فى تحالف السعودية ضد الحوثيين النواة الأساسية لهذه القوة.
 كما تضمنت القرارات الموافقة على إعداد «نظام للإنذار المبكر» لرصد العوامل المؤدية للنزاعات العربية والخارجية.
وبالنسبة لهيئة الحكماء، يختار مجلس الجامعة على المستوى الوزارى هيئة للحكماء من شخصيات بارزة تتمتع بالتقدير والاحترام، تكلف بمهام الوساطة أو المساعى الحميدة، متى دعت الضرورة إلى ذلك.
وفى شأن «قوة حفظ السلام العربية»، تنشئ الدول الأعضاء قوة حفظ سلام عربية من فرق عربية جاهزة متعددة الأفرع تضم عناصر عسكرية ومدنية تتمركز فى دولها الأصلية، تكون مستعدة للانتشار السريع عند الحاجة لذلك.
ويتم تمويل أنشطة ومهام مجلس الأمن والسلم العربى من ميزانية الأمانة العامة للجامعة العربية، على أن يتولى الأمين العام متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن المجلس. ويتم إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بما يتخذه المجلس من قرارات وإجراءات.
 من المؤمل أن يدخل مشروع النظام الأساسى المعدل لمجلس السلم والأمن العربى بعد إقراره حيز النفاذ بالنسبة لكل الدول الأعضاء بعد انقضاء 15 يوما من تاريخ إيداع وثائق تصديق 7 دول لدى الأمانة العامة للجامعة العربية.
 ولأننا نتحدث عن قمة عربية، تعد الثانية من حيث الزخم والأهمية، حيث كانت الأولى عقب هزيمة 67، رغم انها تأتى ضمن دورية انعقادها لكن الظروف الاستثنائية منحتها هذا الاهتمام العربى والاقليمى والدولى.. فقد لفت نظرى تقرير نشره موقع فلسطينى «زمن برس،» متزامنا مع انطلاق القمة، كاشفا الستار عن مشاركة الموساد الإسرائيلى اجتماعات قمة المغرب عام 1965، مبينا أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت - لأول مرة - منذ 60 عامًا، بنشر معلومات مفادها أن جهاز الموساد الإسرائيلى تجسس على الزعماء العرب فى القمة العربية التى عقدت عام 1965 فى الرباط.
وفى التفاصيل فإن الموساد الإسرائيلى كان قد أقام فرعًا له فى دولة مغاربية وأنه كان من هناك يتجسس على الدول الأعداء لإسرائيل وفى مقدمتها مصر التى كان يرأسها جمال عبدالناصر، حيث بدأت العلاقة بين الموساد وتلك الدولة بعد طلب زعيمها، مساعدة الموساد فى تصفية معارض بارز لنظامه.
 وطلب رئيس وزراء إسرائيل تخصيص جناح فندقى كامل لرجال الموساد، كى يتمكنوا من توثيق وقائع المؤتمر الذى كان مغلقاً فى قسمه الأهم، إلا أنه وفى اللحظة الأخيرة أمر بإلغاء الحجز، بل والخطة كاملة خشية انكشاف تواجد رئيس الموساد ورجاله داخل الفندق.
 ووفقًا لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت فإن عدم تواجد رجال الموساد داخل الفندق لم يقلل من أهمية الحدث، حيث إنه وبعد انتهاء المؤتمر، حصل الموساد على جميع المعلومات والوثائق والمستندات التى قدمت فى المؤتمر، من خلال تواجد أحد العاملين بالفندق، وكان يخدم على الرؤساء فى المؤتمر، ولفت رئيس الموساد الأسبق مئير عميت خلال حديثه للصحيفة، إلى أن أهم ما كان ضمن تلك الوثائق هى تلك الوثائق المتعلقة باستعدادات الجيوش العربية لمحاربة إسرائيل.
 وقال عميت إن تلك المعلومات كانت «أكبر كنز إستراتيجى» بالنسبة لإسرائيل، حيث قام الموساد الذى يتبع مباشرة لرئيس الوزراء بتوريد جميع المعلومات للمستوى السياسى الإسرائيلى.
 وأشار عميت إلى أن جميع الزعماء العرب فى تلك القمة أكدوا فى خطاباتهم أن الجيوش العربية ما زالت غير مستعدة لأى مواجهة مع إسرائيل.
 ولم تكتف الصحيفة بما صرح به رئيس الموساد الأسبق، بل نقلت عن مصادر إسرائيلية كانت فى مواقع قيادية استخبارية آنذاك أن تلك المعلومات كانت السبب الرئيسى فى اتخاذ إسرائيل القرار بشن الحرب على الدول العربية، وتحقيق النصر على مصر وسوريا والأردن.
 وتابعت الصحيفة: «صناع القرار الإسرائيليون سارعوا فى استثمار المعلومات، من أجل ضرب الرئيس المصرى فى تلك الفترة جمال عبدالناصر».. ولا أدرى لماذا الإفراج عن تلك المعلومات المزعومة؟