السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سلفى» يعاير «ناعوت» بالتحرش.. وهى ترد «عيب على دقنك»

«سلفى» يعاير «ناعوت» بالتحرش.. وهى ترد «عيب على دقنك»
«سلفى» يعاير «ناعوت» بالتحرش.. وهى ترد «عيب على دقنك»




كتب - عمر حسن


يبدو أن فكر السلفيين واحد مهما اختلفت البلدان والثقافات، إلا أن الموضوع يُعد مقبولا طالما وُضع فى قالب تناظرى يستوضح عقيدة هؤلاء والأسس التى يبنون عليها أفكارهم وتوجهاتهم، فبغض النظر عن أن شريحة كبيرة من السلفيين مهووسون بالتفكير بالجنس وحصر المرأة فى هذه العملية فقط، إلا أنهم يدّعون غير ذلك و يتهمون الطرف الآخر بالتحرر الزائد وتلويث العلاقة بين الرجل والمرأة، ولكننا هنا حينما نتحدث عن مفهوم السلفية بلغة العصر فإننا نقصد السلفية المُسيّسة التى ظهرت على يد مجموعة من الشيوخ المولعين بفكرة الخلافة الإسلامية، لأننا حقيقة سلفيون أبا عن جد نتبع السلف الصالح ونسير على هديه، لكن المصطلح تم تشويهه ليرمز إلى دلالة أخرى أساءت إليه مما ترتب عليه تملّص البعض من انتمائه له.
مناظرة ساخنة على احدى القنوات المغربية عن الحرية التى تتمتع بها المرأة فى الإسلام  جمعت طرفين متناقضين إلى حد بعيد، فالأولى كاتبة مصرية ومفكرة ليبرالية متحررة تؤمن بحرية المرأة ووضعها فى اطار مختلف عن كونها مجرد وسيلة لإشباع رغبة الزوج وهى «فاطمة ناعوت»، والثانى شيخ سلفى وداعية اسلامى مغربى يُدعى «محمد الفزازى»، وكما يتضح هنا حجم الخلاف الفكرى بينهما والذى نتج عنه حدوث تصادم كاد أن يُنهى المناظرة فورا.
بدأ النقاش يحتدم عندما ذكرت «ناعوت» أن هناك احصائية تؤكد أن دولة أفغانستان التى تغطى المرأة من رأسها وحتى قدميها تحتل المركز الأول فى حوادث التحرش على العالم، فرد عليها خصمها بأن  تغطية المرأة جسدها ووجهها ليس دليلا على عدم ارتكابها الفواحش فهذا شىء وذاك شىء آخر، متسائلا: «كم عملية اغتصاب حدثت فى ميدان التحرير؟»، فيصفق له أعوانه الحاضرون بقاعة المناظرة، وهنا انفجرت الكاتبة فى وجه الشيخ السلفى الذى تجاوز فى حق مصر مهددة بالانسحاب من الجلسة، قائلة: «سأنسحب من الجلسة.. فليس من حقه أن يخوض بكلمة فى مصر ولا شرفها»، موجهة حديثها له بلهجة حادة: «مصر التى علمتكم»، وتابعت «ناعوت» قائلة: «أنا احترم المغرب واقدرها واقدر شعبها فلا بد أن تحترم مصر كما احترم المغرب».
عادت المذيعة لاستيضاح ما يقصده ضيفها، فقال لها نصا: «هناك اغتصابات حدثت بالجملة فى ميدان التحرير»، فأعقبته بسؤال «ما هو دليلك على ذلك»، ليتلعثم قليلًا ثم يرد «الصحافة المصرية»، لتعاود الرد عليه: «من ذكر ذلك هى صحف بعينها ونحن لا نعتد إلا بمن رأى، فهل رأيت أنت بنفسك؟»، ليرد الضيف متهكما على مصر وشعبها: «ما شاء الله الملائكة فى مصر والأطهار فى مصر»، الأمر الذى أدى إلى انفعال مديرة المناظرة شخصيا بسبب تطرفه فى أسلوب الرد حيث قالت له: «اذا استمريت على ذلك فساضطر أنا شخصيا للاعتراض على ذلك.. فلا يجوز لأى شخص أن يتحدث عن دولة أخرى هكذا خاصة أن تلك الدولة لم تتجاوز فى حق الأولى»، وهنا عقّب السلفى معترضا: «لماذا يذكرون أفغانستان»، لترد «ناعوت» مُعللة أنها لم تتجاوز فى حق أفغانستان بكلمة وأنها فقط ذكرت احصائية موثقة.
تصاعدت أجواء التوترات ووقفت «ناعوت» تأهبا للانسحاب من المناظرة قائلة: «هذا الشخص يجرنى للكلام عن المغرب وانا لن أزل زلة وأتكلم عنها بسوء مثلما يفعل هو مع مصر»، موبخة اياه: «العالم يحترم مصر فمن أنت لتتكلم عنها»، ورهنت استمرارها بالمناظرة بتقديم اعتذاره عن تلك الإساءة فى حق مصر، ليرد عليها بلهجة ساخرة: «يوم القيام ان شاء الله»، بما يثبت اصراره على الاساءة التى مهما تلفظ هو بها، لن تتزعزع صورة دولة بحجم مصر، فمصر ما كانت يوما لتتأثر بكلام شراذم متطرفة مثل ذلك الذى تحدث عنها بكل سوء فى حين أن دولته لم تُمس بمكروه من جانب خصمه.
وصل الاحتدام إلى أوجّه خاصة بعدما تعمّد مؤيدو الشيخ التصفيق له على كل كلمة سواء تستحق ذلك أو لا تستحق، فتعلق «ناعوت» مستنكرة: «واضح أن الأستاذ جايب الهتيفة بتوعه عشان يصقفوله ويطبلوله»، متسائلة: «اذا كنتم لا تحترمون مصر فلماذا تستقدمون ضيفة من مصر»، فيرد الجمهور هاتفا: «تحيا مصر .. تحيا مصر»، ومن ورائهم الشيخ السلفى الذى وجد أنه لا مناص من احترام مصر وشعبها بعد هتاف الجمهور ليقول: «مصر فوق رؤوسنا»، وهنا هدأت حفيظة الكاتبة قائلة: «يكفينى هذا الرقى من الجمهور، فهذا رأيه لا يهمنى فى شىء، أما أنتم فرأيكم على رأسى وأشكركم».
ولم تكتف «ناعوت» بما قالته فى المناظرة بل كتبت مساء السبت عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «عيب على ذقنك يا فزازى الأكاذيب التى سأفضحها بنشر فيديو الاجتماع الذى سبق تصوير الحلقة، سيرى المخدوعون فيك كيف يكذب داعية أفاق».
وتابعت: «سأنشر فيديو يفضح هذا الفزازى الكذوب وليُصدم فيه من يصدم.. حاولت أن أحافظ على شىء من ماء وجهه أمام الناس لكنه لا يستحق».