الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مصر» أكبر قوى عسكرية + «السعودية» أكبر قوى اقتصادية فى المنطقة

«مصر» أكبر قوى عسكرية + «السعودية» أكبر قوى اقتصادية فى المنطقة
«مصر» أكبر قوى عسكرية + «السعودية» أكبر قوى اقتصادية فى المنطقة




كتبت: د. فاطمة سيد أحمد

لم يشهد العالم منذ عام 1973 هذا الرابط القوى للحفاظ على أمتنا العربية بتحالف القوى بشقيها العسكرى والاقتصادى، هذه القوة التى ينضم لها متحالفون مثل باكستان كدولة إسلامية «سنية» فى وجه الطائفية «الشيعية» التى تقودها «إيران» عن طريق الجماعات التابعة لمذهبها فى كل من «العراق - اليمن - سوريا- لبنان - البحرين» وبالنظر إلى الشيعة فى البلدان السابقة يمكننا معرفة تحفظ بعض حكومات هذه الدول ضد «عاصفة الحزم» كونها من وجهة نظرهم تحالفا «سنيا».
ويبقى نظرة أمريكا والغرب لتضامن القوى العربية التى تعيش عصرا مليئا بالتوتر وأيضا مليئا بروح التضامن والمسئولية تجاه الشعوب العربية الطامحة للعيش فى سلام وحقن الدماء، فى ظل هذا تطل علينا صحيفة «واشنطن بوست» زاعمة عدة تحليلات أولا سلطت الضوء على العلاقة التى تقول إنها عدائية بين السعودية وروسيا وتأثيرها على مصر التى تعتبر حليفا قويا لكلتا الدولتين وتناست الصحيفة التى تريد أن تصطاد فى الماء العاكر من باب الثأر لبلدها «أمريكا» من علاقة القاهرة بموسكو خاصة فى مجال التسليح والتفاهم والتقارب فى الآراء بين «السيسى- بوتين»، من ناحية أخرى لم تدرك الصحيفة أن ما يربط مصر بالسعودية ليس تحالفا ولكنه تضامن أشقاء فى وجه مخاطر تحيق بمنطقتهم العربية وما يلقى على كاهل تلك الدولتين بشكل خاص من مسئوليات كأكبر دولتين تضامنهما يمثل ثقلا استراتيجيا لحماية العرب ككل.
وفى إشارة من الصحيفة عن الخطاب الذى بعثه «بوتين» للقمة العربية أثناء انعقادها معلنا عن دعم موسكو للدول العربية فى جهودها الرامية إلى ضمان مستقبل آمن وحل المشكلات سلميا دون أى تدخل أجنبى.. إلا أن الصحيفة وجدت فى تعليق وزير الخارجية السعودى «سعود الفيصل» الذى قال لـ«روسيا» لا يجب أن تتخذى مواقف متناقضة حيث تدعمين النظام السورى بالسلاح على الرغم من فقده شرعيته ووجدت الصحيفة ضالتها عندما قالت إن «الفيصل» اتهم موسكو بالنفاق.
وقد تناولت الصحيفة على جانب آخر العلاقات المصرية - السعودية وما تشهده من تقارب وازدهار ملحوظ منذ تولى السيسى الرئاسة إنما يرجع إلى الدعم المالى السعودى لمصر خصوصا بعد سقوط الإخوان ولم تنس الصحيفة أن تذكر أن الرياض والقاهرة هما أكبر قوتين عسكريتين بالتحالف العربى للحد من التمدد الشيعى فى المنطقة.. ولم تكتف الصحيفة بذلك بل تمادت فى سرد تاريخى للعلاقة بين السعودية وروسيا منذ الحرب العالمية الثانية وكيفية وقوف الملك عبدالعزيز بن سعود مع روزفلت.. كما أشارت الصحيفة إلى نقطة خلاف أخرى وهى أسعار النفط حيث يرى الخبراء حسب الصحيفة أن الرياض قامت بإغراق السوق النفطية كوسيلة لإيذاء اقتصاد روسيا.
على الجانب الآخر قامت الصحيفة بعرض للعلاقات المصرية - الروسية التى شهدت ازدهارا غير مسبوق من وجهة نظرها منذ تولى الرئيس السيسى ملقية الضوء على البدايات منذ دعم قياصرة روسيا المسيحيين الأرثوذكس فى مصر فى القرن الـ16 منتقلة إلى فترة الرئيس عبدالناصر حيث كان الاتحاد السوفيتى الحليف المقرب والداعم العسكرى والسياسى لمصر.
ولم يقف الأمر عند هذا بل خرجت علينا أيضا صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» لتعلن معلوماتها عن القوة العربية المشتركة والتى ذكرت أن قوامها 40 ألف مقاتل ومقرها القاهرة أو الرياض وأن القوات تم انتقاؤها من النخبة المدربة قتاليا على الانتشار السريع وأكدت الصحيفة أن هذا القرار يمثل لحظة حاسمة بالنسبة للمنطقة كلها.. ووصفت الصحيفة إنشاء مثل هذه القوة بـ«النقلة النوعية» بالنسبة للسعودية التى لم تعهد اتخاذ مثل هذه المواقف عادة، مضيفة: أن المنطقة ككل بحاجة لتكون أكثر حزما واعتمادا على قدراتها الذاتية العسكرية للسيطرة على مستقبلهم وليس الاكتفاء بالمحافظة على علاقات مع الغرب لضمان أمنهم.. بختام تلك الجملة نستنتج حجم ما تعانيه أمريكا من قلق وتوتر لتضامن القوى العربية فى شكل قوات مشتركة أو رأى موحد أو تحالف ضد تفتيت المنطقة طائفيا ومذهبيا ولعل هذه القوى تخيف أمريكا والغرب أكثر من تمنيهم أن تكون الدول العربية معتمدة على نفسها ولا تطلب دعمهم.
وأخيرا تذكر صحيفة «واشنطن» تايمز» أن التحالف العربى يشير إلى الخطورة الحقيقية التى تشكلها إيران على دول المنطقة والحاجة إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدى لها فى ظل التراجع الصارخ للدور الأمريكى فى المنطقة ومن هنا نجد أن الصحف الأمريكية تحاول إلقاء اللوم على إدارة أوباما الذى جعل دور أمريكا متراجعا بل إن كانت بعض الدول الخليجية تلجأ إلى الاعتماد عليها وفى الوقت نفسه تحاول الصحف إشعال فتيل «الطائفية المذهبية» بذكرها الخطر «الإيرانى» متخفية فى رداء «ثعلبى» تحاول به ضرب «طهران» بالزج بقوتها النووية فى ظل تناول مفاوضات بهذا الخصوص الآن فى الأمم المتحدة.
كما بدلت الصحيفة المصطلحات العالمية من حيث ذكرها الحرب الباردة التى كانت بين أمريكا وروسيا لتجعلها الآن فى الشرق الأوسط، ووصفت أن هناك حربا ساخنة بين قوتين إقليميتين «السعودية - إيران» وأنها تتوقع أن يستمر هذا فترة طويلة.
بالطبع هذا ما تأمله واشنطن فى ظل تأجيجها للحرب «المذهبية» التى تريد أن تضرب بها المنطقة بعد فشل حروب «الجيل الرابع» وما ادعته من «ربيع عربى- وفوضى خلاقة» وفى إطار «شعللة» المنطقة تذكر الصحف الأمريكية أن «طهران» تفتخر بالهيمنة على أربع عواصم عربية فى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.. وحاولت الصحيفة إصلاح ما أفسدته فى تحليلها لتذكر أن الدبلوماسية الماهرة التى يتمتع بها الملك السعودى سلمان بن عبدالعزيز واستعداده لاستخدام القوة فى اليمن جاء استجابة لمزيج قاتل من الفوضى العربية والعدوان الإيرانى وضعف إدارة الرئيس «أوباما» وأن هذه الدبلوماسية ستعيد تشكيل المنطقة لسنوات.