الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفراعنة» أول من احتفلوا بـ«يوم اليتيم»

«الفراعنة» أول من احتفلوا بـ«يوم اليتيم»
«الفراعنة» أول من احتفلوا بـ«يوم اليتيم»




الأقصر - حجاج سلامة
فى دراسة تاريخية مصرية أثبتت أن قدماء المصريين كانوا يعتزون كثيرا بأطفالهم، ويعتبرونهم نعمة من الإله، وكان الزوجان إذا حرما من الأبناء يتوجهان إلى المعابد لمناجاة الأرباب؛ طمعا فى العون والمساعدة ، وإذا استمر فشل الزوجان فى الإنجاب؛ فكانا يلجآن الى تبنى طفل يتيم.
وأوضحت الدراسة أن أطفال قدماء المصريين اعتادوا على اللعب بالدمى، وغيرها من لعب الأطفال، حتى يكبروا، وكان الصبية الصغار يتعلمون حرفة من آبائهم أو من حرفى ممارس خبير. واشتغلت الفتيات أيضا، وتلقين تدريباتهن بالمنزل على أيدى الأمهات. وكان الأغنياء يبعثون أبناءهم، بداية من سن السابعة، إلى المدارس لتعلم الدين والكتابة والحساب، ومع غيبة الدليل على وجود مدارس للبنات، فإن بعضهن تلقى تعليمهن بالمنازل، وكان بعض الفتيات يقتصر تعليمهن على أساس القراءة والكتابة، بينما أصبح بعضهن طبيبات، وقد حفلت حياة الأطفال المصريين بما يناسب مراحل عمرهم من ألعاب. فكان منها ما يشبع الميول إلى النشاط والمتعة، ومنها ماكان يساعد على الإدراك والتخيل.
وأوضحت الدراسة، أن احتفالات مدينة  الأقصر وغيرها من المدن التاريخية بصعيد مصر بيوم اليتيم لها طابع خاص يرجع تاريخه لآلاف السنين، مشيرة إلى أن الرسوم والنقوش الفرعونية التى تمتلئ بها مقابر ومعابد قدماء المصريين وخاصة مقابر الأشراف ودير المدينة وذراع أبو النجا ومقابر ملوك وملكات الفراعنة ومعابد هابو ومعابد الكرنك وغيرها فى غرب الأقصر وشرقها تؤكد أن الفراعنة اهتموا بالأطفال الأيتام وقدموا الرعاية الاجتماعية لهم وعملوا على إسعادهم قبل آلاف السنين، وأوضحت منسقة لجنة نجدة الطفل بمحافظة الأقصر أن المصريين القدماء حرصوا على الترفيه عن الأطفال الأيتام وتوفير الألعاب لهم لتعويضهم عن فقد ذويهم، وأن الود الاجتماعى كان سائدا وكان الجميع يحرص على تقوية الصلات المنزلية والعائلية ومن بينها رعاية الأبناء الأيتام والنساء الأرامل، كما عرف المصرى القديم بأنه كان مخلصا لبيته، وكان يحترم الأمهات والأطفال إلى درجة العبادة، وانه كان على الطفل الذى يرحل والده عن الدنيا أن يتولى المهمة المقدسة المتمثلة فى أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر ، وكان الابن يشعر بأنه ملزم بتكريم والده بعد وفاته بدفنه وإقامة تمثال له فى معبد مدينته، وإن كل فئات المجتمع فى مصر القديمة كانت تحرص على أن يرث الأيتام آباءهم وكان الابن يرث الأرض وكانت الابنة ترث المجوهرات والأثاث.
موضحين أن الفراعنة كانوا يقومون بتوفير الألعاب وإتاحة اللعب لأطفالهم، خاصة الأيتام بهدف الترويح والتخفيف عنهم ولان اللعب قديم قدم الإنسانية فان مقابر ومعابد الفراعنة تعج بالحكايات والرسوم التى تسجل وتصور الألعاب واللعب فى  مصر القديمة، والمثير أن المصريين القدماء عرفوا لعبة الطاولة والعرائس المتحركة، أما الفتيات المصريات -  كما تروى كتب المصريين فقد لعبن الكرة منذ عصور الفراعنة.
ورصدت الدراسة التى شارك فيها الباحثتان  دعاء توفيق وهبة حسن مأمون صور مناظر تاريخية لكثير من الألعاب التى يحتمل أنها كانت خاصة بالصغار، ومنها ما يشبه لعبة جوز أو فرد وهى لعبة تخمين، ولعبة المربعات، كانت عبارة عن لوحة مقسمة إلى عشرين مربعا، وكانت تشبه لعبة الشطرنج. ولقد لاقت آلة السيستروم أو الشخشيخة رواجًا كبيرًا بين الأطفال الصغار لما تصدره من أصوات تلاقى استحسانًا من الاطفال، اذ توجد ألعاب صنعت من الفخار، حيث كانت تناسب الذكور والإناث منهم، وقد ترك لنا المصرى القديم بعضا من هذه الألعاب التى تبين الاهتمام الكبير الذى كانت توليه الأسرة بالطفل، فكان الطفل الذكر يفضل اللعب بالحصان المصنوع من الفخار، حيث إنه بالفطرة يتخيل نفسه ممتطيًا هذا الحصان، أما الطفلة فإنها كانت تحب أن تمسك بعروسة من الفخار وتحتضنها وتأخذها معها حين تنام، حيث إنها بالفطرة تمتلك حس الأمومة. كما كانت توجد أشكال لحيوانات صنعت من الفخار، ويعتقد أنها كانت تنتمى إلى مناطق ريفية، لأن الألعاب كانت روح المجتمع الذى تصنع فيه.