الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.حسن على يكتب: سوق الإعلانات فى مصر... قليل من الفن كثير من الفهلوة!! «2»

د.حسن على  يكتب:  سوق الإعلانات فى مصر... قليل من الفن كثير من الفهلوة!! «2»
د.حسن على يكتب: سوق الإعلانات فى مصر... قليل من الفن كثير من الفهلوة!! «2»




نعم.. تسود الفهلوة الآن شاشات التليفزيون المصرى الخاصة والحكومية..المجد للفهلوية الشطار.. أصبحوا نجوما فى التوك شوز وفى كل الاعلانات.. «معلش احنا بنتكلم»، لا تحدثنى عن مواثيق الشرف الإعلانية أو الإعلامية أو خارطة الطريق أو المجلس الأعلى للإعلام.
ها هو دكتور فى الجامعة العريقة ضيف مزمن على الشاشات وجدهم يأكلون بقلاوة، فلم لا يأخذ نصيبه.، الآن بقوة الفهلوة تحول مذيعا.. وذاك صحفى «ملحلح» كان معدا للبرامج، أصبح مذيعا شهيرا يشار له بالدولارات..!، لم تعد الساحة وقفا على «النخبة» فهناك من هو «أكثر لحلحة وفهلوة وجدعنة» مثلا ثمة راقصة «لهلوبة» يشار لها بالصاجات الآن مذيعة وصاحبة قناة.
المشكلة الأساسية الآن فى الساحتين الاعلامية والاعلانية.. أن المواطن المصرى بات مخيرا بين السيىء والاسوأ ولم يعد مخيرا بين الجيد والردىء، المشكلة فى أن الاعلام المصرى «خاص وحكومى» بات مسموما، منطويا على قدر من الرداءة والبذاءة لم يشهدهما جمهور الاعلام عبر عقود مضت!
مثلا ... اعلانات بنك الطعام على درجة كبيرة من القباحة، اعلانات مقززة تخلو من الذوق والفن ومراعاة مشاعر الناس.. هل هذه اعلانات تسعى الى الخير ام الى تشويه صورة البلد الذى اطعم المنطقة كلها وكان سلة غذاء الامبراطورية الرومانية سنين طوالاً!!
تفجعنا اعلانات التبرعات الى حد التسول لنقف حائرين امام هذا السيل من اعلانات التبرع لمرضى الكبد والسرطان وشلل الاطفال ومستشفى مجدى يعقوب وكأن مصر ليست دولة فيها حكومة مسئولة عن صحة المصريين ..!
إعلان شركة الملابس الداخلية اياها..، نال قدرًا كبيرًا من الاستهجان بين جموع الناشطين على موقع التواصل الاجتماعى، فرغم استخدام الشركة لوجه شهير هو الفنان هانى رمزى، إلا أن فكرة الإعلان لا يبدو وأنها تلقى استحسانًا لدى الجماهير، أيضا، اعلانات البنك الاهلى المصرى غريبة جداً فى الاضاءة والموسيقى وكم «الجليطة».. مثلا الإعلان «بتاع» الفازة اللى بنت حضرتك كسرتها دى بألف ومتين جنيه» مع رداءة الاضاءة و زاوية التصوير و الموسيقى.
ليس من المنطقى أن يعرض إعلان عن الجوع والتبرعات والتسول ويعقبه إعلانات عن الثراء والشقق الفاخرة والفيللات فى الساحل الشمالى والغردقة وسيناء انه التناقض الذى صنعته الفضائيات فى سعيها نحو الاعلان بأية طريقة لكسب المال.
هل أحدثكم عن بذاءة اعلانات المقويات الجنسية التى انتشرت اذاعيا وتليفزيونيا؟ هل أحدثكم عن برامج التثقيف الجنسى «دكتورة قطب مثلا»؟ هل أحدثكم عن اعلانات عشبية طبية تشفى كل الامراض فى غياب تام لوزارة الصحة ؟ هل أذكركم باعلانات مكملات غذائية غير مرخصة لا يعرف عنها جهاز حماية المستهلك شيئا؟ هل أحدثكم عن اعلانات مسروقة أفكارها من اعلانات أجنبية حرفيا، افتح «اليوتيوب» واكتب: - افكار اعلانية مسروقة - ستخرج لك فضائح لشركات كبرى لا تعرف الابداع وتتعيش على لهف الافكار بفهلوة عجيبة غريبة؟
إعلانات عام 2014 هى الأسوأ مقارنة بالأعوام الماضية من حيث الأحكام الفنية وليست الأخلاقية انها تفتقر الى اللمسة الذكية خفيفة الظل بالإضافة إلى وجود جرعة زائدة فى إعلانات التبرع والجوع من ناحية ومن ناحية أخرى جرعة زائدة فى إعلانات الثراء.
 المشكلة فى أن سوق الإعلانات فى مصر تسير بعشوائية شديدة «مسموعة، مطبوعة، مرئية، أوت دور» لا توجد قواعد تحكمها ولا قوانين تنظمها ولا مواثيق شرف تضبط جموحها!، ولا مجلس اعلى يراقب، ولا نقابة للمعلنين تحاسب!!
خذ عندك مثلا: اعلانات الطرق الداخلية فى جميع محافظات مصر، والطرق السريعة بين المحافظات  «صحراويا وزراعيا» وطرق «القاهرة / اسكندرية الصحراوى» «القاهرة /أسيوط شرق النيل»، أو «القاهرة / الغردقة» أو الميادين والكبارى «كوبرى 6 أكتوبر مثلا بطول 40 كيلو» من امام وزارة الزراعة الى مدينة نصر، ثم فوضى اعلانات أسطح المنازل والعمارات والبيوت والفيللات.
من يتحكم فيها؟ من يضع أسعارها ويحدد مددها الزمنية؟ ويضع شروطا وقواعد للمساحات والمواقع؟ هل هيئة الطرق والكبارى؟ هل المحليات؟ هل الشركة الوطنية للاعلان؟ هل الوكلاء والوكالات؟ هل شركات الاعلان بالصحف القومية؟؟ هل شركة طارق نور؟ هل الاهرام؟؟ هل الجمهورية؟ هل اتحاد عصام الامير؟ هل غرفة صناعة محمد الامين؟
من يعبث فى 3 مليارات جنيه قيمة سوق اعلانات الطرق!، أين نصيب الدولة منها من رسوم ودمغات وضرائب؟ ثم ما هذه الهمجية فى إعلانات الطرق التى لا تخضع لمقاييس ولا موازين ولا مراجعة.
صاحب العمارة حر فى عمارته..، يحملها باعلانات..، ثقيلة، خفيفة..، حالة العقار تسمح...، لا تسمح كله اعلانات وخلاص، كوبرى أكتوبر مزدحم عن آخره باعلانات تفسد الذوق.. تنمى الذوق، من يهتم؟؟ جهاز التنسيق الحضارى؟ أين هو؟ مشغول بايه؟