«إبراهيم الجعفرى» وزير الخارجية العراقى: «القوة العربية المشتركة» بداية لمواجهة إرهاب الجماعات المتطرفة

جاءت القمة العربية السادسة والعشرين، والتى تم انعقادها بشرم الشيخ، وعلى رأس جدول أعمالها مقترح مصرى بتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات المحتملة، خاصة من جماعات العنف والإرهاب، فضلاً أن المشهد السياسى فى اليمن وتطورات الضربة العسكرية «عاصفة الحزم» ودعم الدول العربية والخليجية للشرعية اليمنية كان حديث الكثير من ضيوف القمة العربية، لكن دولة العراق ورغم ما تواجهه من عنف وارهاب تحفظت على فكرة المشاركة فيها.
قال «الجعفرى» إن المبادرة رغم أنها ايجابية وتنم عن وعى عربى بحجم التحديات التى تواجهه المنطقة إلا أنها لم تأخذ حقها فى الدراسة على هامش مشاركته فى القمة إلى أن العراق له باع كبير فى مواجهة الإرهاب وإدارة الحرب على المتطرفين، وكان يجب أن يأخذ حقه فى التشاور حول تشكيل هذه القوة المشتركة.
 الملف العراقى كان فى مقدمة أولويات القمة السادسة والعشرين.. كيف ترين هذا الأمر؟
- نحن نتوقع مزيدا من الدعم العربى للعراق فى ظل الظروف التى تمر بها، وذلك على المستوى السياسى والأمنى والإعلامى والإنسانى والعسكرى أيضا، وهذا ليس معناه أننا نطلب قواعد أو جيوشاً عربية على الأراضى العراقية فهذا خط أحمر لا نقبل به.
 أقرت القمة العربية تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات.. هل تشارك العراق فيها؟
- القوة العربية المشتركة بادرة جيدة وطيبة وتهم كل الدول العربية ولكن تحتاج اعدادا ودراسة كافية فى المقدمات قبل البت فيها بشكل نهائي، فقرار بهذا الحجم يجب أن تراجع فيه الدول خاصة صاحبة التجارب العسكرية والابتلاء فى مواجهة الإرهاب مثل العراق.
 معنى ذلك أنكم من الممكن أن تتحفظوا على المشاركة فى تلك المبادرة رغم ما تواجه من عنف وإرهاب؟
-العراق يشارك بشروطه، واعتقد أن المشروع لم يستوف مستلزماته من التشاور والنقاش لانجازه، وبالتالى نحن لسنا ضد هذه المبادرة باعتبار أننا ندرك أن التحديات كبيرة وتتطلب مبادرة بهذا الحجم ولكن يجب أن تكون مدروسة وتستوفى المستلزمات الخاصة بتشكيلها.
 لكن وزراء الخارجية العرب والمندوبين الدائمين فى الجامعة العربية ناقشوا هذا المقترح قبل عرضه بشكل نهائي؟
- الاجتماع التشاورى لوزراء الخارجية العرب تداول فيه وزراء الخارجية فى مصر والسعودية والعراق تطورات المشهد فى اليمن والمبادرة المصرية لتشكيل قوة عربية موحدة والضربة التى تم توجيهها للحوثيين هناك فقط.
 كيف ترى «عاصفة الحزم» التى تم توجيهها من قبل الدول الخليجية والعربية بقيادة السعودية لدعم الشرعية فى اليمن وسحق المتمردين الحوثيين؟
- هى صفحة جديدة من صفحات استخدام العنف والعنف المقابل وليست الصفحة الأخيرة فى وجهة نظري، علاوة على أن العراق خاض تجربة متميزة فى مواجهة الإرهاب وفى إدارة الملف دون تدخل أجنبي، لذلك نحن مع حل سياسى للمشكلات فى كل بلد بحيث يكون حلا داخليا سياسيا وطنيا يتحرك فى اطار الدولة وهويتها من الداخل، ونحن لا نعتقد أن استبدال الحلول السياسية بالبندقية صحيح كما لا نعتقد أن استجلاب القوة من خارج كل بلد لداخل كل دولة أمر غير صحيح، والأصل أن يكتفى البلد بقواته بأمنه لإدارة مشاكلهم بنفسهم.
 لكن المبادرة تعكس وجود تضامن وتوحد عربى فى مواجهة التحديات المشتركة؟
- اتحاد التوافق العربى، والمبادرة المصرية بتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات موجودة من قبل، وأصل المبادرة تنم عن وجود وعى بتحديات مشتركة تواجه الدول العربية وتنم عن وعى بضرورة وجود درع عربية، لكن كما قلت مثل هذه المبادرات بذلك الحجم تحتاج إلى وجود التشاور الثنائى والتحضير بين الدول العربية حتى يكون الوليد العسكرى قد استكمل دورة حياته بشكل صحيح.
 العراق له تجربة فى مواجهة العنف والإرهاب.. لماذا لا يكون هناك تبادل فى الخبرات مع الدول العربية لمواجهة تلك المشكلة؟
- بالفعل العراق له باع طويل فى الدفاع العربى وتشهد سماء مصر وفلسطين والأردن وسوريا  بالنسور العراقية عندما حلقت فى سمائها وقامت بدورها بكل شجاعة.
 كيف تقيم مشهد القمة العربية فى شرم الشيخ وهل تتوقع تحقيقا فعليا لنتائجها؟
- القمة العربية كانت عبارة عن رد فعل لما يحدث فى الشأن العربي، لذا يجب أن تتحول لتكون صاحبة زمام المبادرة لصناعة الفعل العربى على المستويات «الأمنية ـ الاقتصادية - السياسية».