الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفضائيات» وكلمات سيئة السمعة!

«الفضائيات» وكلمات سيئة السمعة!
«الفضائيات» وكلمات سيئة السمعة!




فى كل فترة تخرج علينا الفضائيات خاصة المهتمة بالسياسة وشئونها بمصطلحات جادة وجافة، سرعان ما يلوكها ضيوف هذه البرامج بمناسبة وبدون مناسبة، وسرعان ما تموت هذه المصطلحات لتظهر بعدها مصطلحات جديدة يلوكها المذيع والمذيعة وضيوفهم، ويظن المشاهد المسكين أنها مصطلحات من ذهب والماظ، وأنه لكى يكون مثقفاً وفاهماً فى السياسة وكواليسها ودهاليزها فلا بد وأن يلوكها كما يلوكها النخبجية!
ولكل زمن مصطلحاته الجامدة، ومصطلحات الأمس تختلف تمامًا عن مصطلحات اليوم، ولكل مذيع مصطلحاته، ولكل مذيعة مصطلحاتها.
ومن فرط استخدام هذه المصطلحات والمفردات بمناسبة وغير مناسبة فقدت معناها ودلالتها بل وربما أصبحت تثير السخرية والقهقهة من المشاهدين!
ويبدو أن السادة ضيوف البرامج وما أكثرهم أعتقدوا أن استخدام هذه المصطلحات باستمرار الذى يجعل منه محللاً لا نظير له، ونخبوى زمانه.
فى أى برنامج سياسى يتناول قضية الصراع العربى - الإسرائيلى سوف تخبطك المذيعة اللهلوبة التى لا تعرف الفرق بين قناة بنما وقناة التت بمصطلح «دفع عملية السلام»، ويتلقف الضيف المصطلح ثم يرزعك فى وشك (وجهك بالفصحى) بتحليلاته الخايبة والنايبة، وكأنه جايب التايهة من بطن الحوت.. كلام ورغى وهلفطة!
ومن فرط تكرار هذا المصطلح العبيط طوال أربعين سنة فقد معناه هذا إذا كان له معنى أصلاً!
لا عملية السلام تم دفعها! ولا عملية السلام نفسها نجحت! ثم أى عملية تلك التى يتحدثون عنها بكل هذه الجدية والرزانة؟!
ربما يقصدون بعملية السلام عبارة «العملية فى النملية» و«العملية ناقصة تقلية».
وإذا كان مصطلح «دفع عملية السلام» قد راحت عليه قليلاً، فقد اخترع أفندية السياسة وبهوائها مصطلح لا يقل بواخة وسخافة بات شيئاً ثابتاً فى برامجهم التى لا يراها أحد وهو مصطلح «دفع عجلة السلام» ويتكرر نفس الرغى واللت فى طول الفضائيات وعرضها!
ربما أدرك أصحاب البرامج أن مناقشة «دفع عملية السلام» كانت تحتاج لاستضافة أطباء ودكاترة، فالموضوع عن «عملية» لا يهم إذا كانت جراحية أو سياسية! أهى عملية والسلام!
ومن هنا جربوا استخدام مصطلح «دفع عجلة السلام» أى استبدال كلمة «عملية» بكلمة «عجلة»! لاحظ إنهم لم يستخدموا كلمة «دراجة» وهى الأصح، إلا إذا كانوا يقصدون بعجلة شيئًا آخر أى العجلات الأربع التى تسير بواسطتها السيارة!
ولانهم مصرون على استخدام مصطلح «دفع عجلة السلام» فما زالت عجلة السلام تسير ببطء لا نظير لها، وربما لو استخدموا مثلا يعنى مصطلحات من عينة «دفع عربة السلام» أو «دفع توك توك السلام» أو «دفع مقطورة السلام» ربما.. أقول ربما كان الوضع تغير قليلاً فى الشرق الأوسط وربما الشرق الأدنى أو حتى الأقصى!
ثم نأتى لأحدث المصطلحات السياسية التى لا تخلو منها نشرة أخبار فى الفضائيات أو مناقشة حادة وحارة فى برنامج توك شو وهى مصطلح «الغطاء السياسى» كل أزمة وكل مصيبة تحتاج إلى «غطاء سياسى»!
الكل يتحدث عن ضرورة وجود «الغطاء السياسى»، لكن لا أحد تحدث عن أشكال وألوان هذا الغطاء الذى صدعوا رءوسنا به!
من أشكال وألوان هذا الغطاء مثل: اللحاف، البطانية، الملاية، الكوفرتة، وبالتالى هناك اللحاف السياسى، والبطانية السياسية، والملاية السياسية، والكوفرتة السياسية!
وليس هنا مجال الحديث عن أشياء أخرى لا يكتمل «الغطاء» إلا بها مثل المخدة، والمرتبة حتى نصل إلى السرير ومكوناته.
وبطبيعة الحل فإن مثل هذه المصطلحات السياسية الليبرالية العلمانية الماسونية الصهيونية الكافرة الملحدة لن تسمعها على الإطلاق ولن تأتى على شفاة أفندية فضائيات رابعة ومكملين ومصر الآن، فهناك مصطلح واحد لا يتغير ولا يتبدل وهو «الشرعية» وكل ما يتعلق به، تحالف دعم الشرعية، مصر مع الشرعية.
منذ ثلاثين يونيو عام 2013 وهم ينامون ويفيقون ويأكلون ويثرثرون شرعية فى شرعية!
يا أيها السادة فى الفضائيات المختلفة، يابتوع «دفع عملية السلام» و«دفع عجلة السلام» و«الشرعية ودعم الشرعية»! دقيقة سكوت ! شوية سكوت!