الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجندى: الأزهر أكبر من مواجهة شخص بحجمك.. و«البحيرى» ينسحب

الجندى: الأزهر أكبر من مواجهة شخص بحجمك.. و«البحيرى» ينسحب
الجندى: الأزهر أكبر من مواجهة شخص بحجمك.. و«البحيرى» ينسحب




كتب - عمر حسن
أثار اسلام البحيرى جدلا واسعا حوله منذ ظهوره على الشاشات التليفزيونية بسبب آرائه الدينية التى يعتقد انها صحيحة، فقد تطاول على كل ما ورد فى الدين، فقد وصف الأئمة الأربعة بـ«النصابين الأربعة»، بيد أنه يطلق بعض أسماء السخرية على الأئمة، فمثلا ينعت الإمام أحمد بن حَنْبَل بــ«حمادة»، ما دفع الأزهر الشريف أن يتصدى لهذا الهزل الذى دمر صورة المذاهب الإسلامية وأئمتها، والذى نشر فكرة الدموية فى المناهج الإسلامية، وهو الأمر غير الصحيح بالمرة، فتقدم ممثلون عن مؤسسة الأزهر الشريف ببلاغ رسمى للنائب العام يطالبون فيه بإيقاف برنامج «البحيري» المذاع عبر فضائية «القاهرة والنَّاس»، حيث أصبح أحد العوامل الرئيسية للتأثير على عقول الشباب، ما يجعله يلجأ إلى التطرّف أحيانا.
قام أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتى» المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، بعقد مناظرة بين الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامية، وإسلام البحيري، من خلال القيام بمداخلة هاتفية مع كل منهما، والتى بدأها «البحيري» باستنكار ما تقدم ضده من قبل الأزهر، فقال بانفعال: «أنا اعتبر أن هذا تصرف أهوج ومتسرع من قبل الأزهر، الموضوع دا متعملش مع داعش نفسها، يبقوا عايزين يكفروني، انا لا أورد نصا على لسانى من غير أن أرجعها للآيات طالما موضوع نقاش فكري، وبعدين أنا بقول نقد علمى واكاديمى لا شىء فيه».
وزاد فى تطاوله بالاعتراض على أن الأزهر هو راعى الشئون الدينية، موضحا أن الأزهر ليس الجهة الوحيدة التى لها ان تفكر وتقرر التعاليم الدينية، لكن يجب علينا إعمال عقولنا أيضا، فالتفكير ليس فيه ضرر بل انه يصل بنا إلى الحقائق، فكان معترضا على تكفير الأزهر له لانه قام بالتفكير، الا أنه تناسى أن ما يورده فى حلقاته لا علاقة له بالتفكير إنما هو هجوم صارخ على جميع الأعراف الإسلامية، فقال: «كفرونى وزندقونى، ونحن فى أزمة كبرى، وبعدين حكاية ان الأزهر هو الراعى الرسمى للشئون الدينية هذا أمر يخص الدولة، فلا يجب أن يكون تعليم الدين نظاميًا، ومنذ متى والتفكير جريمة، فى العصور الوسطى كان فيه المعتزلة والأشاعرة وجماعة ابن حَنْبَل، وكانوا مختلفين زى السما والأرض ومع ذلك محدش عارض التانى فيهم، من امتى الأزهر بيلغى الفكر ويكون هو بس اللى بيتكلم فى الدين».
وحاول البحيرى الظهور بأنه مستعد للرد على جميع المشككين فيه، فادعى أنه دعا أعضاء من المجمع العلمى للمناظرة حول جميع القضايا الجدلية التى تم الاعتراض عليها، واستعرض رفضهم لذلك بل قاموا بسبه وليس مناقشته، إلا أن الدليل على كذبه هو هروبه من جميع المناظرات التى دعى إليها لتوضيح موقفه العدائي، والتى كان آخرها برنامج «٩٠ دقيقة»، فقال: «دعيتهم للمناظرة اكتر من مرة وروحتلهم لحد عندهم اللى كانوا بيشتمونى تقريبا مش بيناقشوني، لكن للأسف هم بيتكلموا عن شخص مش عارفينه، وماشافوش حلقاتى وكل اللى اعتمدوا عليه مجرد عناوين كاذبة ومضللة، فتخيل كتبوا فى تقرير كفرونى بيه من غير ما يتابعوا حلقة واحدة على بعضها».
وفى استمرار منه للاستفزاز، أعرب عن سعادته بهذا البلاغ المقدم ضده، فهو يرى ان حكم القاضى سيكون عادلا، فهو سوف يخلع عباءة القداسة عن أى شخصية متقدمة بالبلاغ أمامه، فيكون حكمه بناء على ادلة، ويظن ان الغلبة ستكون له، حيث يتساءل: «مينفعش الأزهر يكون الخصم والحكم، هم قدموا فيا بلاغ ازدراء أديان وأنا فرحان جدًا بيه، لما نشوف بقى مين اللى بيزدرى الأديان أنا ولا النصوص التى وردت فى كتب التراث البشرى؟».
وتدخل «الجندي» بأن مؤسسة الأزهر اكبر من أن توجه ردا لشخص بحجمه، فهى حامية المذهب السنى فى العالم أجمع، ومن يقلل من شأن هذه القيمة التراثية والدينية الكبيرة لا قيمة له، فقال: «الأزهر ليس له الرد على أى جهة، فهو اقدم وأعرق مؤسسة دينية وهى كفيلة بحماية الاسلام السنى فى العالم أجمع، إنما طبعا الحض من قيمة الأزهر والعلماء والتطاول على المشايخ، والادعاء أن الأزهر لا قيمة له هو هراء، ونرى إن مسألة الإعلام دى طارئة على المسائل الدينية، بالتالى هتلاقى اللى بيتعامل معاهم من مشايخ الأزهر فئة قليلة، وهذا يعكس ما يضمه الأزهر من علماء أجلاء كثر».
وعن تطاول «البحيري» على التراث الدينى ووصفه بـ«العفن» كذلك الأئمة الأربعة، اعترض الجندى بأن هؤلاء ليس لهم قداسة، لكن لهم الاحترام على آرائهم المفيدة، مستعينا بالحديث النبوى الشريف: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»، كما وصف الإمام ابن تيمية بإمام التيسير وصديق الأمة، فكيف لشخص بضآلة «البحيرى» الفكرى والاطلاعى أن يعطى الحق لنفسه فى أن يسب ويلعن هذا العالم الجليل، وأرجع السبب إلى وجود بعض المفاهيم التى تحتاج لحوار لإيضاحها ليس أكثر.
واستنكر «الجندي» بشدة وصف التراث الإسلامى بـ«العفن»، حيث أعطى مثالا، وإن لم يكن فى محله، فقال: «تخيل لو واحد مسيحى قال إن التراث الإسلامى عفن، كانت البلد هتولع، هل يعقل أن يقال على البخارى كاذب وكتابه هو ثانى كتاب بعد القرآن الكريم»!.
واعترض «البحيرى» على ادعاء «الجندي» بنعته للبخارى بهذه الصفة وتحداه إن جاء له بفيديو يحمل حديثًا له عن ذلك، فهو مستعد لإيقاف البرنامج دون حكم قضائى، وعاد للحديث عن ابن تيمية مرة أخرى، فقد أورد فتوى له بإباحة القتل، إلا أن «الجندى» ظل يجادله حتى وجد نفسه غير قادر على مجابهته، فما كان له إلا أن انسحب من تلك المناظرة التى لم يعد قادرًا على الاستمرار فى الرد على أدلة الشيخ «الجندى»، فكان انسحابه وسط انفعال عارم منه وهدوء شديد من «الجندى»، فلم تنته هذه الجولة لصالح «البحيرى»، لكنه ظهر على حقيقته خلال تلك المناظرة بأنه لا يفقه شيئا فيما يتحدث فيه بل يقتطع الجزء الذى قد يدين التراث الاسلامى دون إكماله، ما يؤدى إلى التأثير على العقول بما ليس صحيحا.