الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسلام بحيرى.. قربانًا للوسطية!

إسلام بحيرى.. قربانًا للوسطية!
إسلام بحيرى.. قربانًا للوسطية!





كتب: وليد طوغان
بعضهم السبب ثم يقولون لك: إسلام بحيرى.
بعض مشايخنا هم الذين صنعوا التطرف.. هم الذين صنعوا داعش، وابتكروا افكار القاعدة، وقننوا ادبيات جماعات الجهاد، هؤلاء هم الآن الذين يذبحون اسلام بحيرى قربانا.. على عتبات الدين.. والاسلام.
بعض أزهريينا دواعش، لكننا مازلنا مجتمع «نعام».. ندفن انفسنا فى الرمال، ونظن ان لن يرانا احد.. وان لن يقدر علينا احد، نبحث عن حريتنا فى السياسة، وفى الانتخابات.. ثم نطرب، بلا اعتراض، لتداول مشايخنا فى المساجد، قصصا عن «تحريف الانجيل».. وحرمانية مصافحة المسيحى، أو تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.
لماذا نحن مجتمع «نعام»؟
لأن الكتابة عندنا عن المشايخ، مازالت أشبه بالنقش على جلد الغزال.. تشم بعدها فورا، روائح شياط، وتوصيف، وتكفير وشك فى سمعة الكتاب، ووصم اما بالخروج عن الدين.. وإما بسوء النية.. والعلمانية!
يقول أزهريون ان داعش لا تعرف الدين.. يقولون ايضا انهم الوسطية.. وانهم هم الاسلام السمح.. وانهم القائمون على الدين القيم.. لكن كل هذا ليس صحيحا، هناك وقائع تقول غير ذلك، وهناك شواهد تدل على خلاف هذا.
قبل شهرين طالب الرئيس السيسى رجال الدين والمشايخ، بإقامة الدين الصحيح، والبحث عن طريق لاعادة نشر الوسطية بين الشباب . رد وقتها الازهريون ومشايخ الاوقاف انهم أهل لذلك، اليوم يتكتلون على اسلام بحيرى.. واحد يقولك خارج عن الدين، وآخر يوصمه بالخطورة على العقيدة.
أذكر ان الازهريين رفضوا وقتا ما تكفير داعش، استبشرنا وقتها، اذ ان اخراج داعش من الدين، كانت سابقة فى سلسلة تكفر عمال على بطال، وتخرج من الملة عاطلاً مع باطل.
طيب اشمعنى اسلام بحيرى؟ هل لانه تكلم فى المسكوت عنه؟ هل لانه كشف اكوامًا من التراب، غرق فيها التراث آن الاوان وبسرعة للقيام منها، ونفض ترابها عنا؟ هل لانه دخل بقلب قاعد، وغاص.. وحلل ومنهج، وفرش التراث امام الاعين وقالك: هذا مشكوك فيه.. وهذا لا يمكن ان يكون عقيدة؟
ما الذى فعله إسلام بحيرى؟ ما الذى هاجمه..  لا يجرى؟ ما الذى قال انه يحدث بيننا كل يوم على خطورته.. بينما هو لا يحدث.. وإسلام كذاب؟
حتى الآن  يتداول مشايخ وائمة الاوقاف من على المنابر، مصطلحات عن بلاد المسلمين باعتبارها دار اسلام.. ويتداولون اثباتات شرعية فى الغرب باعتباره دار حرب.
على منابر المساجد، للان، نسمع يوم الجمعة احاديث عن الاقباط باعتبارهم مستأمنين، لا مواطنين، ويتناقل مشايخنا احاديث نبوية، قفزت من زمان الى كتب التعليم الابتدائى عن تحريف الكتاب المقدس.. وتفاصيل عديدة عن وهم عقيدى لدى المذاهب المسيحية كلها، وان الدين عند الله هو الاسلام!  
فى مدارسنا،  يدرس اطفالنا  ان الدين عند الله الاسلام، بحق يراد به باطل، وان من يبتغى غير الاسلام دينا لن يقبل منه.. بغير فطنة، وفى غير محله، ويدرسون ايضا كلاما عن علامات يوم القيامة، عندما يكون المسلم القابض على دينه، كالقابض على الجمر.. وانه حتى يخرج المسيح الدجال، سيكون الاسلام مستضعفًا، وان امة الاسلام «الضعيفة» سيخرج منها من يستقوون بالله، فيقاتلون الطاغوت.. ويقتلون الخنزير!
الخوف ان تخرج فئة من مشايخ الازهر، فيعتبرون انهم الأمة الباقية الممسكة على الدين فى اخر الزمان، وانهم يظلون على تمسكهم، حتى ينزل المسيح عيسى ابن مريم، وينقذهم من فتنة المسيح الدجال، ويقتل اليهودى، ويقتل الجنزير!
كل ما يقوله مشايخ الازهر عن الوسطية  طلع كلام ابن عم حديث. واضح أن أحاديثهم عن الوسطية، اشبه بأحاديث ابطال مسرحيات شكسبير عن عالم الجنيات السبع، والملائكة المجنحين، والعفاريت المستأنسين، عالم خيال فى خيال مشايخ الازهر يتحدثون عن الاسلام الوسطى، ثم يعزلون اسلام بحيرى لخوضه فى البخارى؟!
علامة وسطية صحيح ان نقدس كتابا كتبه بشر.. ونشره بشر.. ويتداوله بشر.. لكن تقول لمين؟
قبل عشرات السنين.. عندما دخل جيش نابليون القاهرة.. وقصف المنازل بالمدافع، اجتمع المشايخ داخل الازهر يقرأون البخارى، لما استتب الامر للفرنسيين، استغربوا استعاضة الازهريين بقراءة البخارى، عوضا عن القرآن، استغربوا لجوء بشر، لما كتبه بشر.. تقربا الى الله لحماية البشر من بشر.
كانت أزمة.. تتكرر الان، بعدما رفع مشايخنا لواء التقديس.. وربطوه فى كتاب البخارى.. وذبحوا إسلام بحيرى على عتبات الوسطية.. باسم الوسطية!
يا عينى على الوسطية.. سلام مربع للوسطية!