الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أشعلوها ثورة فى الفكر الإسلامى.. لا ثورة على الإسلام

أشعلوها ثورة فى الفكر الإسلامى.. لا ثورة على الإسلام
أشعلوها ثورة فى الفكر الإسلامى.. لا ثورة على الإسلام




كتب: د. حسن على
تعلمنا من سادتنا العلماء الكبار ان الرجال يعرفون بالحق (أى باتباعهم الحق) ولا يعرف الحق بالرجال، وهناك مثل صينى يقول: يشير الحكيم الى الشمس باصبعه، فينظر الغبى الى الاصبع.. هذا هو حال بعض مثقفى مصر، كثير منهم ينظر الى الاصبع ولا ينتبه للحقيقة الواضحة وضوح الشمس، والدليل على ذلك أن بعضا من هذه النخب المصرية تقع على يمين اليمين تشددت وتطرفت فى فهم الدين ودعوا الى تكفير مخالفيهم! ومن يقرأ فى الفرق والمذاهب الإسلامية يجد عجبا، هؤلاء ليسوا حجة على الإسلام وانما الإسلام حجة عليهم.
 وهناك على يسار اليسار، متطرفون أيضا، منهم طيف احتكر الوطنية لنفسه دون غيره من ابناء الامة واحتكر معها الحقيقة وأراد التحرر من قيود الدين والتحلل من قيم المجتمع وصال وجال فى الاقصاء للجميع دون تفرقة فى مكارثية بغيضة!! يمنحون صكوك الوطنية لمن يلف لفهم ويمضى على طريقهم وطريقتهم وذاك خائن وطابور خامس ان خالفهم.
وبدعوى الوطنية وتحت ستار دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى أشعل هؤلا القابعون على يسار اليسار ثورة على الإسلام لا ثورة فى الفكر الإسلامى، وهذا هو أول خلاف بيننا وبين السيد بحيرى وقناة القاهرة والناس الذين أرادوها ثورة على الإسلام وكأنه مارتن لوثر كينج جديد، أرادوها تجارة لرفع نسب مشاهدة القناة والا لو كان بحيرى على الحق لقام بنشر فكره فى مؤلفات أو بحوث او منتديات فكرية يناقشها متخصصون وليس عرضا عبر الشاشات للعامة والدهماء والشباب يشككهم فى دينهم ثم نصرخ بعد ذلك من ازدياد معدلات الالحاد !!
بحيرى مغرور، لا يمتلك ولا يتحلى بفضيلة التواضع وهذا خلاف ثان بيننا وبينه، فهو يدعى فهم صحيح الدين وحده، فلا الازهر فيه احد يفهم ولا علماء السلف بينهم عالم واحد وصل الى علم بحيرى! ثم فوق غروره يحتقر علماء الامة، يقول بحيرى فى برنامجه الذى يحمل اسمه (مع إسلام): (أنا كفيل بفضح الأئمة الاربعة السفلة) هكذا!! ماذ تقول لواحد (متربى) يصف علماء السلف على الهواء مباشرة بأنهم (قتلة) فيرده خيرى رمضان فى حواره التليفونى فيبهت ولا يجد جوابا؟ رجل لا يرى فى علماء الامة سوى (قتلة، سفلة، جهلة) هل هذه لغة عالم يمتلك قدرا من المعرفة ام لغة سوقى جاء من الحوارى وليس من جامعة؟
حسبكم تلك اللغة الفظة الخشنة تنضح بما فيه بحيرى وتكشف عن أخلاقه، رجل يصف مخالفيه بأن ما سطروه فى مؤلفاتهم لا يزيد على كونه (جهلا او باطلا او تخريفا وتجديفا أو نصبا) بالمناسبة هذه ألفاظه تحديدا فى وصف علماء الامة الإسلامية فى حلقات مختلفة من برنامجه المعجزة..والذى سوف نتناوله بالقراءة الهادئة لنكشفه على الملأ لعله يثوب الى الحق.
اننا لسنا ضد تجديد الفكر ولسنا ضد تجديد الخطاب لكننا ضد الحماقة وضد الفرقعات والاكاذيب وادعاء البطولات، هذا الولد لم يخرج من عباءة زويمر ومن لف لفه من المستشرقين، ما الجديد الذى أتى به؟ ولماذا عمد فى نشره الى التليفزيون وسيلة العوام فى المعرفة لماذا لم يلجأ الى الكتاب أو الندوة أو المؤتمر فى نشر افكاره ومناقشتها.. انها الاعلانات ياسيدى.
نعم، نكرر اشعلوها ثورة فى الفكر الإسلامى تجديدا وتنقيحا ومراجعة ومتابعة، اشعلوها ثورة فى التفكير العلمى وليس مجرد (هيصة بحيرى)، اشعلوها بحوثا متقنة تردنا الى ديننا الصافى الوافى ونحن معكم لأننا فعلا بحاجة الى تطوير الخطاب الدينى ليفهم الناس صحيح الدين، ولنكشف المدلسين والمتحذلقين الذين يبيعون دينهم بدنياهم.
لا عصمة لاحد كائنا من كان ولكن هناك فارقًا بين ان نناقش كلاما علميا دقيقا يمس العقيدة وينال من الثوابت فى عصبية وضوضاء بقصد جلب الاعلانات للقناة واحداث شوشرة واتخاذ موقف سياسى لنقول لرئيس الدولة نحن نشعل ثورة على خطاب دينى متطرف ونجدد فى الدين وبالتالى نحن معك يا سيادة الرئيس وكل من ينتقدنا اما اخوانيًا موتورًا او سلفيًا جهولًا او ازهريًا متكلسًا متجمدًا.. فقط يظل بحيرى وحده العالم الفاهم الحويط الغويط الذى لم تلد نساء مصر مثله فى القرن الحادى والعشرين، والحديث مستأنف لنرد عليه ردا علميا رقيقا دقيقا فلن نحذو حذوه فى سوقيته وعصبيته ولك الله يامصر.