الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل حب إلى الحبايب فى رحاب الله

رسائل حب إلى الحبايب فى رحاب الله
رسائل حب إلى الحبايب فى رحاب الله




كتب: مديحة عزت
أولا هذه الأبيات إلى سيدة الصحافة أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف فى ذكرى رحيلها إلى رحاب الله منذ «57» سنة.. كتب لها دكتور سعيد عبده
دنيا الصحافة يا روز أنت باريزها
وانتى الصبية الحلوة من عواجيزها
غنى القلم يوم ميلادك والورق زغرط
يا مدرسة كلنا كنا تلاميذها
رحم الله سيدة الصحافة فاطمة اليوسف التى تمر الأسبوع القادم ذكرى رحيلها «السابعة والخمسين»، 57 عاما فى رحاب الله وغفرانه ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقى الشاعر العظيم وصديق صاحبة الذكرى وصاحب العمارة التى خصص منها الشقة التى بدأت فيها سيدة الصحافة عملها الصحفى وصدر منها العدد الأول من روزاليوسف صحيفة أسبوعية أدبية مصورة صاحبة ومديرة المجلة السيدة «روزاليوسف». هذه كانت «الترويسة».
تمر ذكرى رحيل فاطمة اليوسف القمة الشامخة والشخصية المجاهدة العنيدة.. الفنانة الرائدة التى كانت تقاوم الظلم والطغيان بكل قسوة وضراوة وتدعو إلى الحق والعدالة، وكفاها فخرا أنها رحلت عن عالمنا منذ من نصف قرن وسوف تمضى السنوات وسيبقى ذكرها يتردد على كل لسان، فقد عرفت كيف تحفر اسمها فى سجلات التاريخ وسيعترف بفضلها على مر الزمان كل من تربى وتخرج فى ومن دار روزاليوسف حتى أصبحت «مؤسسة» هذا المعهد الحى المتدفق وسيذكرها بالاحترام كل من تأثر بها من قريب أو بعيد.. وهم من الكتاب السياسيين.. والأدباء.. والزجالين.. والشعراء.. والفنانين. والفنيين.. والعاملين والعمال والبعض منهم مازال يعمل فى مؤسسة روزاليوسف والبعض الآخر توزع وانتشر هنا وهناك بين دور الصحف المختلفة.. وهى إذا ما كانت تركتنا بجسدها من زمن إلا أن روحها الخالدة مازالت باقية تطوف حولنا، هذا لأن الحق باق والخير باق والحب باق «وهى كانت كل هذا»، وبعد وبالمناسبة ومن ذكرياتى مع أستاذتى العظيمة التى كانت تنادينى «يا تلميذتى النجيبة» من الذكريات التى حكتها لى صاحبة الذكرى أنها قد أصدرت عدة صحف ومجلات أخرى غير «روزاليوسف» لأنه كلما كانت تصادر الحكومات «روزاليوسف» كانت تصدر مجلة بديلة بأسماء مختلفة منها «مجلة الرقيب» ومجلة «الشرق الأدنى» ومجلة «صدى الحق» ثم مجلة «مصر الحرة» ومجلة «الصرخة» وكانت كلما تصادر مجلة تصدر الأخرى طبق الأصل لروزاليوسف الأصلية.. حتى إنها أخيرا أصدرت «روزاليوسف» الجريدة اليومية عام «1935» ولم تسلم من المصادرة.. وكانت تقول لقد خاصمت كل الأحزاب ولم تهتز من المصادرة والتعطيل والسجن والتشريد وحاربت الملك ووزراءه.. وكانت تقول «ما ضاع شعب حافظ أبناؤه على كرامتهم».
هكذا كانت السيدة العظيمة فاطمة اليوسف التى عاشرتها كتلميذة وصديقة رغم فرق السن وأستاذة ومعلمة ولو أننى عدت إلى الماضى وحاولت أن أكتب عن الذين علمونى صغيرة وتأثرت بهم فى حياتى وفى بناء شخصيتى وكان لهم فضل كبير فيما وصلت إليه من العلم بالحياة وأسرارها والمعرفة بشئون الحياة والناس والفن والصحافة بلاشك فإن أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف هى صاحبة الفضل الأول فى حياتى وحياة الكثيرين غيرى من الذين عاصروها وعاشروها وعملوا معها.. فقد كانت هذه السيدة العظيمة رائدة ومعلمة وقائدة لجيل من أهم كتاب وصحفيى مصر الذين بدأوا خطوطهم الأولى فى مدرسة روزاليوسف وبكل الحب أبعث إليها فى رحاب الله فى ذكرى رحيلها هى والذين معها الدعاء بالرحمة والغفران وفى جنة الخلد بإذن الله جزاء عطائهم لمصر وحب مصر!
ومنذ أسبوع تقريبا مرت ذكرى رحيل الصديق عبدالحليم حافظ المطرب الفنان الذكى رحمه الله.. ورغم مرور «38» سنة على رحيله ورغم مرور كل هذه السنين يا عبدالحليم عليك رحمة الله وغفرانه، مازالوا يتقولون ويعلنون معلوماتهم المذوقة وعبدالحليم قال لى وقلت له وهكذا «38» سنة يا عبدالحليم وسيرتك عن الحب والصداقة واللى يقولوه يعيدوه وبعد كل هذه السنين وناقص يقولوا إنهم سبب شهرتك.. ومن بينهم القائل بكل جهل إنك «صوت مصر» وهكذا بلا أى خجل ولا رحمة بك وتاريخك الذى سقط بين أكاذيبهم رحمك الله.. فقد تذكرت فى هذه الزحمة لم يذكر أحد فضل محمد عبدالوهاب عليك.. وتذكرت يوم أخذتك أنا وصلاح عبدالصبور الزميل الشاعر الذى غنيت له أول أغنية فى أول حفل «صافينى مرة» وعرفناك على أستاذنا إحسان عبدالقدوس الذى أحتضنك صحفيا ومثله فعل أستاذنا مصطفى أمين عندًا فى محمد عبدالوهاب لأنه كان أيامها «أليطًا» على الصحافة حبتين وفجأة نجدك تنضم إلى محمد عبدالوهاب وبدأت تقلل لقاءك بإحسان بعد اللى عمله لك وعن مصطفى أمين.. ويومها قلت لك يا مجرم ازاى تلجأ لعبدالوهاب ولا تسأل إحسان ولا تكلم مصطفى أمين.. فقلت لى يا عبدالحليم:يا ستى لا إحسان عبدالقدوس حيلحن لى ولا مصطفى أمين حيكتب لى أغانى.. استنى علىّ يا ست مديحة حبتين لما أصل لمكانة عبدالوهاب.. حيسمحونى. رحم الله عبدالحليم حافظ الصديق والإنسان الذكى جدا الذى أصبحت سيرة وذكرى رحيله صدقة جارية على كل مدعى صداقته وعشرته وتاريخه.. رحم الله الجميع.
وإلى الفنان القدير أحمد زكى الذى تمر ذكرى رحيله أيضا هذه الأيام، أحمد زكى الفنان الذى كان عظيما فنا وخلقا وإنسانية فى تاريخه الفنى الذى لم يطل أحمد زكى الممثل الرائع فى كل أدواره وأعظم من قدم صورة الزعماء جمال عبدالناصر وأنور السادات.. إليهم جميعا الدعاء بالرحمة والغفران هم والذين معهم فى رحاب الله.
ونصل إلى ذكرى رحيل الشاعر نزار قبانى ولو أننى لا أحبه رغم أننى عرفته شخصيا فى لبنان وعاصرت أشهر قصة حب فى حياته مع من أطلق عليها أيامها ملهمته الأدبية والشاعرة «كوليت» التى سمعنا أنه تزوجها وأنجبت له الطفلة والتى من أجل أن تستدر حبه أطلقت عليها اسم «لنا» وبعد أن أنكر بنوتها ونشره ثم كتب نزار زيادة فى تكديرها وفضح العلاقة التى عرفتها «بيروت» كلها بعد نشره القصيدة التى حكى فيها كل ما دار بينهما بعد أن قالت له إنها «حبلى» وكانت هذه أهم أبيات القصيدة والتى تعرض نزار بعد نشرها إلى الكثير من النقد من كثير من شعراء مصر ولبنان لألفاظه فى القصيدة..
لا تمتقع هى كلمة عجلي
لإنى أشعر أننى حبلى
وصرخت كالملسوع بى كلا
سنمزق الطفل
وأخذت تشتمنى لا شيء يدهشنى
لقد عرفتك دائما نذلا
يا من زرعت العار فى صلبى
لتخيط لى كفنى هذا إذن ثمنى
ثمن الوفا يا بؤرة العفن
أنا لم أجيئك لمالك النتن
شكرا سأسقط ذلك الحملا
أنا لا أريد له أبا نذلا
وبعد هذه القصيدة الشهيرة فى حياته بدأ ينشر أشعار الحب والعذوبة حتى إنه أطلق على نفسه شاعر المرأة.. ويسلط شاعريته على زوايا كيانها.. ومع معرفتى به شخصيا ومعاصرته فى لبنان ومن معاصرتى لقصة حبه وظلمه لأم «لنا».
وعندما كان فى سفارة سوريا فى مصر.. لا أقبله ولا أحبه ولا أحب اللى يحبه بعد أن تطاول على الزعيم العزيز أنور السادات رغم أنه أهدانى كل كتبه!!
والذكريات كثيرة والأيام مهما طالت قليلة، وما عندى عن سيدة الصحافة التى صاحبتها كما لم أصاحب أحدا قبلها أو بعدها.. الكثير عن تاريخها وأيامها وأمجادها.. والتى أراها فى منامى مع الحبايب فى رحاب الله وأتذكر قول عمر الخيام..
يا ثرى كم فيك من جوهر
يبين لو ينبش هذا التراب
نفسى خلت من أنس تلك الصحاب
لما غدوا ثاوين تحت التراب
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب