الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عاصفة الحزم» دليل على فشل الولايات المتحدة فى حل أزمات الشرق الأوسط

«عاصفة الحزم» دليل على فشل الولايات المتحدة فى حل أزمات الشرق الأوسط
«عاصفة الحزم» دليل على فشل الولايات المتحدة فى حل أزمات الشرق الأوسط




ترجمة - وسام النحراوى

تناول موقع «ديلى بيست» الإخبارى فى تقرير مفصل له الوضع الامريكى الحالى فى الشرق الأوسط وسط التغييرات المتعاقبة التى تمر بها المنطقة وتقلب موازين القوى فيها بشكل مستمر، فى إشارة منه إلى الحرب التى يشنها تحالف عربى مشترك بقيادة كل من السعودية ومصر ضد الحوثيين الشيعة فى اليمن، والمدعومين من إيران.
ويرى الموقع أن هذه الحرب تضع أمريكا فى موقف لا تحسد عليه، لأنها تدور بين واحدة من أقرب حلفاء واشنطن  فى الشرق الأوسط وبين إيران التى تحاول باستماتة أن تتودد إليها، واصفًا ما يحدث بـ«التطور الفوضوى» للمنطقة برمتها، ومؤكدًا أن اليمن بما يحدث فيها تمثل نموذجًا صارخًا للفشل المطلق للسياسة الخارجية الأمريكية.


وأوضح «ديلى بيست» أن هذه الحرب مدمرة بالنسبة لواشنطن لأنها تضع حلفاءها الرئيسيين فى الشرق الأوسط كلهم تقريبا فى مواجهة إيران ووكلائها فى معركة يمكنها أن تخرج سريعاعن نطاق السيطرة.
وأشار الموقع الأمريكى إلى تراجع دور واشنطن فى المنطقة ككل وفى الخليج بشكل خاص، فقد تم إبرام الاتفاق الدفاعى المشترك دون مشاركة أمريكية كبيرة، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لديها أيادى كثيرة داخل مراكز العمليات العسكرية السعودية، إلا أن هذا الائتلاف شكل وبدأ العمل من دون القيادة الأمريكية، على عكس ماحدث فى عمليتى «درع الصحراء» و«عاصفةالصحراء» فى عامى 1990 و1991، مشيرة إلا أن إطلاق السعودية على هذه العملية اسم «عاصفةالحزم» دليل على استقلالها فى قرارها ولديها العزم على إنهاء الأمور لصالحها.
وأشار التقرير الصادر عن الموقع إلى قدرة السعودية على حشد القوات العربية حولها، حيث تشترك عشرة بلدان عربية فى هذا التحالف ولا يقتصر على الخليج فقط بل ضم التحالف أيضًا الأردن ومصر والمغرب وحتى السودان، وربما تكون تركيا، وهى صاحبة ثانى أكبر قوات مسلحة فى حلف «الناتو» بعد الولايات المتحدة، هى الدولة الحادية عشر التى تنضم إلى هذا الائتلاف.
وأكد الموقع أن أمريكا عليها أن تستعد لما أطلق عليه الموقع «الحرب الشرق أوسطية الكبرى التالية»، مضيفًا أن واشنطن عليها أن تحدد موقفها إما أن تقدم الدعم الكافى والملموس لحلفائها القدامى أو أن تخاطر بتنفير شريكها التفاوضى الجديد فى  طهران.
وأوضح «ديلى بيست» أن إدارة أوباما تجد نفسها فى موقف مليء بالتناقضات ويكاد يكون غير منطقى بالكلية،فهى تقدم بعض الدعم الاستخباراتى من وراء الكواليس للهجوم المناهض لإيران الذى تقوده السعودية فى اليمن، لكنها فى الوقت نفسه تستخدم القوة النيرانية الجوية الأمريكية لتعزيز هجوم تقوم به قوات مدعومة إيرانيًا تحارب ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق،والأهم من هذا كله هو أن إدارة أوباما تسعى إلى التفاوض على اتفاقية شاملة مثيرة للجدل لاحتواء طموحات إيران النووية.
وعلى الرغم من تحذير الدول العربية المصطفة الآن ضد إيران فى اليمن مرارًا أو تكرارًا من استحالة احتواء طموحات إيران فى الهيمنة على المنطقة لو استطاعت الحصول على أسلحة نووية، وفى ظل المكاسب التى تحققها الميليشيات المدعومة إيرانيا فى لبنان وسوريا والعراق واليمن بشكل كبير، إلا أن واشنطن مقصرة بشكل كبير فى رد فعلها تجاه ما يحدث بدلا من مواجهة الحقيقة على أرض الواقع بمعطياتها المؤلمة والخطيرة.
وسخر الموقع من استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما فى اليمن حيث ظلت الطائرات الأمريكية دون طيار وقوات العمليات الخاصة الأمريكية وقوات الكوماندوز المحلية التى دربتها الولايات المتحدة منهمكة بشدة فى تركيزها على حربها ضد «القاعدة» فى جزيرة العرب، لدرجة أنها أخفقت فى إدراك القوة الصاعدة لإيران والمتمردين الحوثيين الشيعة الذين ساندتهم، مشيرا إلى أنه تم إخلاء القوات العسكرية الأمريكية الموجودة فى اليمن بصورة عاجلة فى ظل هذه الظروف، تاركين وراءهم كنوزا من الوثائق الحساسة، حسبما ذكر الموقع.
ونقل الموقع عن سكوت أتران،محلل شئون الشرق الأوسط لدى شركة «أرت يسرى سيرتش» للبحوث والذى عمل عن كثب مع الوكالات الحكومية الأمريكية كاستشارى، تصريحه بأن دوائر السياسات الأمريكية العليا لم تكن  مستعدة لكل هذا، وغير مدركة لحقيقة أن الصراع السنى الشيعى الأوسع هو محور الصراع القادم فى الشرق الأوسط،بينما كان السعوديون يشعرون  بكل هذا وبالتالى فهم يحاربون من أجل الحفاظ على وجودهم بمعنى الكلمة.
وأكد «ديلى بيست» أن السعودية بنت وجهة نظرها هذه على عدة شواهد أهمها أن إيران تكتسب قوة فى سوريا – التى تعتبر فيهاإيران أهم حليف لنظام الأسد المحاصر – وفى العراق – حيث تدعم إيران الحكومةالمركزية التى يهيمن عليها الشيعة– وبعد ذلك جاء الدور على اليمن، وكل هذه البلدان واقعة على حدود المملكة العربية السعودية، بل والأدهى من ذلك أن اكتساب القوات الشيعية الموالية لإيران زخمًا وثقلاً، يهدد ذلك بحدوث خلل فى التوازن الهش فى المنطقة الشرقية المنتجة للنفط والتى تسكنها أغلبية شيعية بالمملكة العربية السعودية، وقد شهدت أسعارالنفط ارتفاعًا دراماتيكيًا الفترة الماضية لأسباب من بينها المخاوف من تعطل الإنتاج السعودى بالغ الأهمية.
وبناء على جميع هذه المخاوف السابقة فقد اكتفت الرياض بإخطار واشنطن بشأن ضرباتها الجوية،فقد قالت بوضوح إنها لاتنتظر مجىء القوات المسلحة الأمريكية لنجدتها.
وانتقد الموقع موقف الإدارة الأمريكية التى لم تساعد هادى عبد ربه منصور منذ زمن طويل ضد أكبر تهديد يواجه وهو الحوثيون وليس فقط تنظيم «القاعدة» فى جزيرة العرب، لأنهم لو كانوا فعلوا ذلك لما وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن، مضيفا أن واشنطن عليها أن تنضم الآن إلى صفوف الفريق الذى يحارب إيران فى اليمن.
وأبرز الموقع أن السعودية أعلنت عن دعمها العسكرى والسياسى لحكومة هادى بشكل قوى وعلنى وفوري، فى إشارة إلى زيارة الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع ونجل العاهل السعودى، إلى المنطقة الواقعة على الحدود مع اليمن،  وأشاد الموقع الأمريكى بالأمير بن سلمان، الذى لايتجاوز 34 سنة، ويعتبر أصغر وزير دفاع فى العالم و«النجم الصاعد» داخل الحكومة السعودية.
وأوضح التقرير الصادر عن «دير بيست» أن الرياض تهدف من وراء الطريقة التى ترد فيها على الحوثيين إلى إرسال رسالة ليس إلى إيران فحسب بل إلى قيادات «القاعدة» وما يسمى تنظيم «داعش» مفادها أن الرياض وحلفاءها جادون كل الجد،وجاهزون للقتال ضد أى عدو، فى خطوة مفادها أن ثمة نواة قوةعربية مشتركة مستعدة أن تقف فى وجه التطرف الإسلامى بجميع صوره.
وتشير الضربات  الجوية للسعودية إلى طموح للدفاع عن مصالحها الإقليمية مع عدم الاعتماد بشكل كبير على المظلة الأمنية الأمريكية التى ظلت لفترة طويلة الاتجاه الرئيسى لعلاقات واشنطن مع المملكة.
فقد أصبحت الرياض أكثر حزما منذ أوائل عام 2011 عندما أدى إحجام واشنطن عن دعم الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك فى مواجهة احتجاجات حاشدة إلى تشكك السعوديين فى التزامه تجاه حلفائها العرب التقليديين.
وكان لقرار أوباما فى صيف 2013 بعدم التدخل عسكريًا فى سوريا بعد استخدام الغاز السام هناك إضافة إلى إعلان واشنطن المفاجئ عن إجراء محادثات سرية مع إيران أثره فى زيادة قلق السعوديين.
وفى السياق نفسه، حذر «ديلى بيست» من أن السعوديين وشركاءهم ربما لايكون بمقدورهم الإبقاء على العملية العسكرية ضد الحوثيين لفترة طويلة، مضيفة أن هذه الحالة ستجبر واشنطن بما لا يدعو مجالا للشك على الانضمام إلى المعركة بشكل علنى وحاسم.
وأكد الموقع أن الأمل فى الرياض، هو أن يضطر الحوثيون ومؤيدوهم الإيرانيون إلى الدخول فى مفاوضات جدية حول مستقبل اليمن، من جانبه صرح وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، إن من شأن القصف السعودى أن يؤدى إلى المزيد من الخسائر فى الأرواح فقط، داعيًا إلى «حوارعاجل» بين الفصائل اليمنية دون تدخل خارجى، لكن الوقت أصبح متأخرًا جدًا لفعل لذلك.