السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخلطة الجهنمية




 كتب - د.حسن على يكتب

 

القاهرة والناس فى الأساس قناة اعلانية ترفيهية (منوعات يعني)،  أطلقها صاحبها فى شهر رمضان وظلت تعمل شهرا واحدا فى العام حيث سيل الاعلانات المنهمر ثم يوقفها الى رمضان الذى يليه..،  أعجبته اللعبة، حقق نجاحا..، فهو ماهر فعلا فى صناعة الاعلانات، فلماذا لا يأكل قطعة أكبر من تورتة الاعلانات التليفزيونية..؟
لم يضع الرجل وقتا، حول القناة من موسمية (شهر رمضان) من كل عام الى قناة تبث ارسالها على مدار الساعة مما يعنى انتاجا برامجيا ومسابقات وتكاليف ومصاريف قد تأكل ما جناه من أرباح..، تفتق ذهن الرجل عن حيلة أو وصفة معروفة لكل من يلعب فى ملعب الاثارة والعزف على أوتار الغرائز او العواطف أو الغرائب..، قرر أن يلعب فى المضمون الذى يجذب الناس ويرفع معدلات المشاهدة ويضاعف الارباح، فما هو المضمون ؟
المضمون..  وتميمة النجاح عبارة عن تلك الخلطة الملعونة فى كل وسائل الاعلام، لجأ اليها صاحب القاهرة والناس، انها بهارات حراقة فى موضوعات تثير الجدال والأقاويل وتتعاطى مع العواطف (الدين) والغرائز (الجنس) والغرائب (السياسة) ..!!
 فى الدين، وضع خلطته (خلطة اسلام بحيرى وبرنامجه)..!!، ماذا يضر لو جئنا بشاب غرير مغرور، عصبى المزاج، قلق، متوتر،  لينسف كتب التراث الصفراء المؤلفة فى عصور الظلام والانحطاط فيفرقع عددا من القنابل البدائية الصنع فى هذا التراث المتخلف  ويشعلها نارا فيلفت الانتباه ويزداد معدل المشاهدة ويرتفع سعر الدقيقة الاعلانية وتتراكم الارباح ؟
 طبعا هناك حمقى من الطرفين:
المؤيدون..، سيبادرون الى دعمه ويجعلون منه مجددا ومفكرا وامتدادا لرفاعة ومحمد عبده وعبد الرازق ثم فوده ويصنعون منه بطلا قوميا تنويريا وترتفع أسهم القناة التنويرية لدى السلطة التى تنادى بتجديد الخطاب الديني!. (هامش : دخل الاخوة المسيحيون على الخط لمؤازرة بحيرى – محمد أمين، المصرى اليوم 6/4).
الرافضون.. سيجعلون منه شريرا، سوفسطائيا، غوغائيا يريد هدم الدين، ومن ثم لا بد من محاربته فيجعلون منه رمزا للضلال وربما اخرجوه من الملة فينال تعاطفا لا يستحقه لأن الرجل لم يقدم جديدا أكثر مما قدمه القس المشلوح زكريا بطرس الذى قدم فى قناة الحياة عددا من الحلقات المرتكزة على كتب صفراء متخلفة من عصور الانحطاط الفكرى ثم قال لنا هذا هو اسلامكم ؟؟!!
ولهذا قلنا من أول لحظة:  ان الاخ البحيرى وبرنامجه الدينى ماهو الا شو اعلامى القصد منه زيادة معدلات المشاهدة  لرفع سعر الدقيقة الاعلانية فى القاهرة والناس... ولم ينتبه لما قلناه أحد.
أما الخلطة الثانية، ففى الجنس، وهى خلطة مضمونة الرواج وتجذب المراهقين الذين تضع شركات الاعلانات أعينها عليهم فهم يزيدون قليلا عن 18 % من سكان مصر، وفى نفس الوقت فإن الخوض فى الجنس (برامجا ومسلسلات مستوردة او محلية أو اعلانات) تثير حفيظة وغضب حراس الفضيلة فى الازهر أو بعض التيارات الاسلامية أو المتأسلمة فنوقعهم جميعا فى الفخ إن ثار وغضب أحد منهم، أو نثير غضب الآباء الذين يودون حماية اولادهم من البرامج الفاضحة مثل أسرار تحت الكوبرى أو ابلة فاهيتا أو هالة شو أو ( لا سوستا ) وسما المصرى أو برامج التثقيف الجنسى تحت دعاوى أننا شعب جاهل جنسيا؟؟ المهم تثور المعارك بين مؤيدين ومعارضين فيتنابزون بالمقالات والبرامج والهرتلة والضوضاء..، المهم أن نصنع زيطة فتهل علينا شركات الاعلانات..!!
أما الخلطة الثالثة، فهى معترك السياسة وغرائبها..، برامج حراقة وصراعات الاحزاب.. والخبير الاستراتيجى جاهز..، نحن مع الرئيس ونلبى دعوة الرئيس للتجديد ونحارب الى جوار الرئيس فى صراعه مع اسلاميين متخلفين ومن يعارض أسلوبنا هو طابور خامس ضد الرئيس..، ضد تطوير الفكر ضد الدولة ويريد تغيير هوية الدولة.. المهم أن المعارضين دواعش حتى لو كان الازهر..!!
خلطة ذهبية جهنمية صاحبها يكسب من كل ناحية، فى هذا السياق ولد اعلاميا اسلام البحيرى وبرنامجه، وحين هم خيرى رمضان بالاستفادة من الفرقعات التى أحدثها البحيرى ودعاه على الهواء الى حوار لا مناظرة مع الحبيب الجفري، غضب صاحب القاهرة والناس..، كيف يسرق خيرى زيطة أنا صانعها وكيف يأخذ رجلا صنعناه على أعيننا لقناة أخرى فتذهب اليها الاعلانات ؟؟ هنا أسرع بالاعلان عن حوار بين مندوب الازهر والسيد بحيرى (الفرقعة بتاعتنا والموضوع بتاعنا) كيف يذهب لقناة أخرى ؟
وبسرعة تم الاعلان عن حوار يجمع ولا يفرق، يبنى ولا يهدم على حد قول المذيع المحترم أسامة كمال، حوار نستبين منه الحق ونعرف منه الحقيقة ، ولكن كان الموضوع يذهب فى اتجاه آخر رغم أنف أسامة كمال الذى كان الضحية الاولى من حوار لم يتم لأنه تحول من حوار الى مناظرة تخلو من قواعد المناظرات، كان أقرب الى المصارعة الحرة الخالية من أية قواعد.
ونلاحظ على هذا الحوار او المناظرة او المنازلة ما يلي:
تم الاتفاق بين الطرفين المتحاورين على عدم عرض فيديوهات ونقض الاتفاق الاخ البحيرى وطلب بل قل امر اسامة كمال وفريق العمل ان يعرض فيديو هو قد اعده مسبقا ومن ثم فقد اخل باول قاعدة فى الحوار او المناظرة .
لم يتم الاتفاق على موضوع المناظرة وهذا إخلال بأبسط قواعد المناظرات، ولم يتم الاتفاق على وقت المناظرة (فقد اعلن أسامة كمال ان البرنامج مفتوح ولا سقف للوقت وسرعان ما اضطر الى قفل البرنامج بعد تزايد خروقات البحيرى للقواعد).
لم يكن مندوب الازهر للمنازلة فقد قيل له حوار هادئ ونريد (لم الموضوع ) لهذا اعد مندوب الازهر بعض سقطات للبحيرى وطرحها فى استفسارات عجز البحيرى عن الرد عليها فى الدقائق الاولى من البرنامج فهاج وماج ..!! ، لكن بهدوء يغبط عليه مندوب الازهر عاود الطلب فى ادب وهدوء فكان رد البحيرى عصبيا متوترا قلقا افتقد اللياقة وادب الحوار فاضطر اسامة كمال الى نهره على الهواء.
حاول البحيرى شخصنة الموضوع وبادر بالهجوم وقام بتأويل بيان الازهر او بلاغ الازهر واعتبره تحريضا على قتله..!!
حين اشتد الخلاف اضطر اسامة كمال الى فاصل اعلانى ثم قام فجأة  بتحويل الحوار الى مناظرة، اعطى فيها لكل متحدث 3 دقائق يعنى كانت هناك مصيدة لمندوب الازهر دعوه الى حوار فوجد نفسه فى مناظرة.
فى الفواصل المقصودة كان فريق البرنامج يمد البحيرى بالردود والاوراق اولا باول كما اشارت جريدة الوطن 6/4 /2015 فى حوارمع مندوب الازهر.
كان البحيرى زاعقا، متوترا، متجاوزا متدنيا فى لغة الحوار، مما جعل اسامة كمال يعتذر مرتين لمندوب الازهر.
باختصار، كان الامر كله شو اعلامى وقع فيه الجميع.. رسب فيه الجميع..،  ولم ينجح أحد سوى صاحب القناة، فقد زادت معدلات المشاهدة وارتفع سعر الدقيقة الاعلانية.. ألم أقل لكم من البداية انها الاعلانات فى قناة اعلانات مع رجل من كبار صناع الاعلانات.. انها الفوضي.. متى نرى المجلس الاعلى للاعلام يا سيادة الرئيس؟