السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأسماك تهجر «الدخيلة».. والصيادون على أبواب «الجوع»

الأسماك تهجر «الدخيلة».. والصيادون على أبواب «الجوع»
الأسماك تهجر «الدخيلة».. والصيادون على أبواب «الجوع»




الإسكندرية - نسرين عبد الرحيم  
«الدخيلة» من اشهر مناطق الاسكندرية، اذ يوجد بها واحد من اهم موانئ مصر، كما انها أحد مصادر الثروة السمكية بالثغر، وتتميز بموقعها الفريد حيث يعيش سكانها فى شبه عزلة نظرا لموقعها، حيث يحدها شمالا البحر المتوسط، وجنوبا بحيرة مريوط والملاحات، وشرقا الامن المركزي والكيماويات، وغربا الميناء.
وتشتهر المنطقة بوجود عدد كبير من الاقباط، اذ تضم ثانى اكبر تجمع للاقباط، وتأتى فى المرتبة الثانية بعد منطقة «غيط العنب» إلا أنها فى الوقت نفسة تعانى لعنة التلوث الذى يحاصرها من جميع الجهات نظرا لوجود عدد كبير من المصانع والشركات التى تعمل فى مجال الكيماويات والبترول والملاحة والأسمنت وغيرها، ما تسبب فى وجود كارثة بيئية تهدد الحياة البحرية وتقضى على الثروة السمكية، اذ يوجد اكثر من 10 آلاف أسرة تمتهن الصيد، ويعد مصدرها الوحيد للدخل، اذ تقوم احدى محطات تنقية مياه الصرف الصحى تسمى «منطقة الأرض الهيشة» بالقاء ما يزيد على 15 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحى فى البحر، بالقرب من سور ميناء «الدخيلة»، ما تسبب فى انخفض نسبة الأكسجين بالمياه، وجعل الاسماك تهجر المياه، ليس هذا فحسب بل وتسعى الشركة فى اضافة خط اخر يسع 70 الف متر فى نفس المنطقة، وهو الامر الذى رفضته ادارة الميناء، لكن الشركة تسعى للتفاوض لتمريره، وعلى جانب اخر اكد أهالى المنطقة أن شاطئ الدخيلة كان من الشواطئ المجانية التى كانت توفر المتعة لرواده، لكن اهمال الحكومة له تسبب فى هجر المصطفين له، اذ تسببت المياه الملوثة فى إصابة رواد الشاطئ بأمراض جلدية خطيرة.
فيما اكد احد الاهالى ويدعى غريب الشيخ ان منطقة «الدخيلة» من المناطق الصخرية بمعنى ان تلك المنطقة كانت تأتى اليها الاسماك وتقوم ببخ زريعتها فى مواسم معينة حيث كانت تعد مفرخة حقيقية للاسماك، كما كانت تمثل إحدى ركائز الثروة السمكية بالاسكندرية ومصدر رزق لاكثر من 10 آلاف أسرة، الا انه بسبب التلوث هجر عدد كبير من الصيادين المهنة ومن يقومون ببيع الاسماك بالمنطقة يجلبونها من رشيد او من مناطق اخرى، اذ بلغت نسبة جلب الاسماء من مناطقى اخرى 70 % .
واضاف: فى فترة حكم مرسى صدر تقرير بان مياه المنطقة تحتوى على اقل نسبة أكسجين، ما اضطر الاسماك للهجرة، لافتًا إلى ان هناك شركات تقوم بالقاء مخلفاتها ايضا بالدخيلة مثل شركة الاسكندرية لتكرير البترول وشركة اسكندرية للبتروكيماويات ومجموعة من الشركات الصغيرة الاخرى، مضيفا أن شركة البترول تلقى مخلفاتها ايضا فى مياه المكس ويتسرب للبحر الاحمر.
اما مؤمن محمد فأكد ان الرحل ابوالعز الحريرى كان قد تقدم بمشروع أو دراسة قام باعدادها نخبة من المتخصصين عام 76 لتنقية ومعالجة مياه بحيرة مريوط وتقضى بتحويل مياه الصرف بعد تنقيتها للبحيرة، بدلاً من البحر، تلك الدراسة كانت تكلفتها تقترب من 25 مليونًا الا ان المحافظة اعدت دراسة مشابهة بتكلفة 385 مليونًا.
واضاف عوض من صيادي المنطقة ان الاسماك اصبحت نادرة جدا بعدما كان اجداده يستخرجون كميات كبيرة منها، لكن بسبب التلوث اصبحت الاسماك نادرة والرزق منعدمًا.
واضاف: ان شاطئ الدخيلة يعد من الشواطئ المجانية ويخدم على العامرية وميناء البصل الا أنه أصبح الآن غير صالح للسباحة ولا يصلح كمصيف فهناك الكثير من الاصدقاء اصيبوا بامراض جلدية بسبب تلوث مياهه بمياه الصرف الصحى ومياه شركات البترول.