السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«العاشرة مساء» يروج لتقنين «الحشيش»

«العاشرة مساء» يروج لتقنين «الحشيش»
«العاشرة مساء» يروج لتقنين «الحشيش»




كتبت - هايدى حمدى
«كل ممنوع مرغوب»، مقولة يتم تداولها على أسماعنا كثيرًا، لكن أن تكون هناك دعوة لإتاحة كل ما هو ممنوع للحد من استهلاكه أو أضراره، فهذا ما استجد علينا، حيث قام وائل الإبراشى، مقدم برنامج «العاشرة مساء» المذاع عبر فضائية «دريم2»، بطرح مقترح تم تقديمه إلى لجنة الإصلاح التشريعى عبارة عن تقنين مخدر «الحشيش» للاستفادة اقتصاديًا من عائده المادى والمساهمة فى حل عجز الموازنة التى تواجهها مصر، وكان أسامة سلامة، رئيس رابطة تجار السجائر فى القاهرة والجيزة، هو صاحب تلك الفكرة، فقال: «لما عملنا مجموعة أبحاث أو حاولنا ندور على الأرقام الصحيحة للموضوع وضح لنا أن حجم التداول فى السوق المصرية لعقار الحشيش مايقرب من 40-42 مليار جنيه سنويًا ودا بناء عن تقارير رسمية تصدر عن منظمة الأمم المتحدة وبعض الصحف العربية والدولية اللى بتتكلم فى التقارير الخاصة بالإدمان أو بعقار الحشيش بصفة خاصة، والتقنين هيكون كنشاط مشروع بالطريقة اللى تناسب كل دولة، احنا حاطينه تحت بند الممنوع او المحظور صحيا وفى نفس الوقت الدولة بتستفاد منه كقيمة مالية»، وهى قضية يمكن توصيفها بـ«العبثية المدمرة»، فكيف لمجتمع متدين محافظ أن يسمح بإتاحة مثل هذه التجارة غير المشروعة.
وقوبل المقترح بهجوم شديد من عدة جهات، حرص «الإبراشى» على تنوع مصادرها للتأكيد على مدى الضرر الواقع إن تم تنفيذها على أرض الواقع، وذلك للرد على أى ميول لتأييد هذا المطلب، فقام «الإبراشى» بعمل مداخلة هاتفية مع إبراهيم الإمبابى، رئيس الشعبة العامة للدخان والسجائر، الذى أكد عدم شرعية أو قانونية الرابطة التى يترأسها «سلامة»، فهى هيئة غير معترف بها رسميًا، وهاجم «الإبراشي» لاستضافته مثل هذا الشخص، الذى وصفه بـ«منتحل الشخصية»، فقال: «مش أى حد عامل صفحة على الفيس بوك اجيبه يقول أفكار تثير بلبلة ويهد الصناعة اللى كيانها مليارات، وأصلا مفيش حاجة فى الغرف التجارية أو اتحاد الصناعات المصرية اسمها رابطة «تجار السجاير»، كما كشف عن تهديد «سلامة» من قبل لصناعة السجائر، الأمر الذى أدى إلى إشاعة حالة من البلبلة الشديدة، فقال: «دا قال تصريحات قبل كدا خرب شركات السجاير، احنا ناس محترمين وشركات محترمة، ايه حشيش والكلام دا، قبل كدا طلع تصريح قال إن مصانع السجاير قللت الإنتاج  وعمل بلبلة فى السوق»، إلا أن «سلامة» فاجأه بسؤاله: «بما إنك رئيس الشعبة قدمت ايه خلال الفترة اللى فاتت اللى زادت فيها أسعار السجاير تخدم بيه على الشركات والمستهلك»، ليرد منفعلا: « أنت اصلا ملكش صفة، والرابطة دى كونتها فيه على الفيس بوك؟! كدا انتحال شخصية».
وكان «الإبراشى» استضاف معه الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى والإدمان بجامعة عين شمس، الذى وصف حواره بـ«فيلم الكيف الجزء التانى 2015» أو الحشاشين والطائفة الإسماعيلية، فقد وجه له سؤالًا كشف من خلاله عن تعاطى «سلامة» لمخدر الحشيش، بالتالى قد يكون هذا هو دافعه للمطالبة بتقنين ذلك وليس مجرد رؤية اقتصادية كما ادعى، وكان «سلامة» شديد الجرأة فى الإقرار بهذا الاعتراف الخطير، الأمر الذى تمت إدانته به، وأعطى الفرصة لإمكانية القبض عليه بتهمة التعاطي، فقال: «أيوة بتعاطى ايه المشكلة فى كدا أنا عارف أنا بعمل ايه وبتعاطى ازاي، أنا بتعاطى فى المناسبات بس».
وتدخل نجيب جبرائيل، المحامي، خلال مداخلة هاتفية، معلنًا عن المسئولية الجنائية التى حمّلها «سلامة» لنفسه والتى بموجبها أصبح من حقه تسليمه للشرطة للمثول أمام الجنايات، فهو إلى جانب اعترافه بهذه التهمة الكبيرة، ورّط نفسه بتهمة أخرى وهى إفساد البلد بهذه الأفكار المسمومة، فقال: «والأستاذ اللى مع حضرتك دا ارتكب جريمة واعترف بها فهو فى حالة تلبس وهى تعنى أن يتم إبلاغ أى جهة قريبة، دا بيفسد الأمة وجريمة ضد الشعب المصرى بأكمله وأنا شخصيا سأتقدم ببلاغ ونستعين بهذا الشريط، احنا دولة محافظة وليها عادات وأعراف مينفعش أقلد برا فى أى حاجة وخلاص».
والمفاجأة الكبرى التى فجرها السياسى البارز أسامة الغزالى حرب، من خلال مداخلة هاتفية، هو تأييده لهذا المقترح، واضعًا المقارنة بين «الحشيش» و«الخمور»، وقد اتبع نظرية أنه كلما كان الممنوع متاحًا قل استهلاكه، كما اتفق مع «سلامة» على رؤيته الاقتصادية، فقال: «هو حاول يقدم حل وأنا شايف إنه حل له منطق، لأن الحاجات الممنوعة الكل بيقبل عليها وكلنا فاهمين كدا، وحسب كلام الراجل إن من خلال اقتراحه هقدر أراقبها وفى نفس الوقت أنا كدولة استفيد من مثل هذا ومش معنى إنى أبيحها الكل هيشربها، والأمر دا بالظبط زى تقنين الخمور، فهل منعها بيساعد على الحد من استهلاكها ولا إباحتها هى اللى بتساعد على الحد من استهلاكها، يعنى لما تمت إباحة الخمور نسبة استهلاكها لو بصيت هتلاقيها اقل من 1%، يبقى الأمور تتناقش بشكل موضوعى أكتر من كدا وهى فكرة فى جوهرها حل للقضاء على المخدرات مش انتشارها».
وأثار ذلك حفيظة الدكتور «إبراهيم مجدى» الذى كان فى حالة ذهول من موقف «حرب» الذى نبع من عائلة مليئة بالأطباء، ما يعنى إدراكه الكامل لخطورة هذا المخدر، واعتبر أن المقارنة بين «الخمر» و«الحشيش» غير عادلة مبررًا بقوله: «الخمر فى نص صريح فى القرآن بيحرمه بالتالى نسبة استهلاكه مش كبيرة، أما الحشيش فى مناطق بتعتبره مش حرام ولما كمان اقننه يبقى أنا كدا بزود فى نسبة ارتفاعه».
وتلقى «حرب» هجومًا لاذعًا أيضًا من رئيس نادى الزمالك الذى وصف تصريحه بـ«السطل»، فقال: «أنا دلوقتى عرفت الأحزاب ليه بتكون هشة، وبقول لرئيس لوزراء متقعدش معاهم تانى لأنك هتلاقيهم مساطيل زى مانت شايف، حشيش ايه يا د. الغزالى اللى عايز تقننه دا».
واعترض على استضافة «الإبراشى» لـ«سلامة» الذى وصف كلامه بـ«الأخ دا مسطول اللى بيتقال دا كلام قلة أدب، دا المفروض تقوله روح غرزة يابنى وخدلك نفسين وقول انا جدع، الحشيش حرام ايه اللى احنا فيه دا».