الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«إسرائيل» تقاتل لإحباط اتفاق «إيران» النووى

«إسرائيل» تقاتل لإحباط اتفاق «إيران» النووى
«إسرائيل» تقاتل لإحباط اتفاق «إيران» النووى




ترجمة - أميرة يونس وسيد مصطفى
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قرار الأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولى فى تل أبيب الأسبوع المقبل لمنع التجارب النووية، بمشاركة خبراء من مائة دولة بينها عربية وإسلامية لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عدا «مصر ـــ الأردن».

وأشارت صحيفة معاريف إلى أنه من المقرر أن يكون على رأس المشاركين فى المؤتمر المدير العام للمنظمة، الدكتور «لاسينا جربو»، ومن المتوقع أن يلتقى وزير الشئون الاستخبارية الإسرائيلى، «يوفال شتاينتس»، ورؤساء لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية.
وأوضحت صحيفة معاريف أن المندوبين العرب المقرر مشاركتهم فى حضور المؤتمر طلبوا تعهد وزارة الخارجية الإسرائيلية بالحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وأن الخارجية من جانبها تعهدت بالحفاظ على أمن وسلامة المشاركين فى المؤتمر من الدول التى ليست لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

إقناع تل أبيب بالتوقيع
ولفتت الصحيفة إلى أن المؤتمر سيتم تحت رعاية منظمة منع التجارب النووية «CTBTO»، التى تمثل إسرائيل أحد أعضائها، مشيرة إلى أن أحد أهداف المؤتمر هو إقناع إسرائيل بالتوقيع على المعاهدة، فرغم توقيعها على المعاهدة إلا أنها لم تصدق عليها، وهو ما ينطبق أيضا على سبع دول أخرى هى «الوﻻيات المتحدة، إيران، كوريا الشمالية، باكستان، الهند، الصين، مصر»، ودون توقيع الدول الثمانية، لن تدخل المعاهدة التى انطلقت عام 1996 حيز التنفيذ.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنظمة سبق لها أن وضعت مائة محطة رصد تجارب نووية فى أنحاء العالم، اثنتان منها فى إسرائيل فى إيلات وجبل ميرون فى الجليل، ناهيك عن وجود جهاز كشف تجارب نووية فى معهد «سوريك» النووى الإسرائيلى، موضحة أن من بين الدول العربية والإسلامية التى من المقرر حضورها هى مصروالأردن، ومن المتوقع أن يناقشوا موضوع منع التجارب النووية.
وفى سياق متصل كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» نقل رسالة إلى إسرائيل لوضع حد للخلافات بينهما، فى محاولة لتهدئة الأوضاع بعد سلسلة من الخلافات نشبت بينهما فى الفترة الأخيرة حول الإتفاق بشأن الملف النووى الإيرانى.
وأضافت القناة فى تقريرها أن أوباما بعث برسالة إلى مسئولين إسرائيليين تدعوهم إلى وضع الخلافات وراء ظهورهم، مقابل استخدام الفيتو الأمريكى ضد الاعتراف بدولة فلسطينية فى مجلس الأمن الدولى، كما أنه على استعداد تام لوضع كل القضايا على الطاولة بما فى ذلك الفيتو، ويأتى ذلك فى الوقت الذى أعربت فيه اسرائيل عن معارضتها التامة للاتفاق النووى الخاص بطهران مع الدول الكبرى.

رفض اقتراحات أوباما
واختتمت القناة الإسرائيلية تقريرها بقولها إن رسالة أوباما لن تغير من الوضع شيئا وأن تل أبيب سترفض فى هذه المرحلة أية اقتراحات من قبل أوباما، كما أنها ستعمل على الانضمام إلى معارضيه من الجمهوريين فى الكونجرس الأمريكى للتعبير عن معارضتهم للاتفاق النووى.
ومن جانبه حذر نتانياهو أنه لا شىء يمنع طهران من استخدام الأموال التى تم الإفراج عنها فى إطار الاتفاق، نحو 100 مليون دولار من أجل تمويل الهجمات الإرهابية فى الشرق الأوسط.
وفى سياق متصل كشف مسئول إسرائيلى أن تل أبيب تنوى العمل فى اتجاهين خلال الأسابيع القليلة المقبلة لإحباط الصفقة النووية بين إيران والدول العظمى أو على أقل تقدير تحسين بنودها حسب ما ترى إسرائيل، مؤكدا أن تل أبيب تحاول حشد التأييد فى الكونجرس لمشروع القانون الذى طرحه السيناتور الأمريكى «بوب كوركير» والذى يهدف إلى وضع عراقيل أمام توقيع الاتفاق، فى الوقت الذى تواصل إسرائيل اتصالاتها مع البيت الأبيض بشأن تحسين بنود الاتفاق.
وأشار المسئول إلى أن مشروع القانون المذكور لا يستطيع بصيغته الحالية منع توقيع الاتفاق وإنما تأجيل تطبيق بنوده فقط، موضحا أن إسرائيل تسعى إلى إدخال بند يضمن أن يكون الاتفاق ميثاقا دوليا، من شأنه إلزام إجراء تصويت عليه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكى.
ولفت المسئول الإسرائيلى إلى أن نتانياهو يعتقد أن باستطاعته أن يملى شروط الاتفاق التى وضعت بعد عام ونصف العام من المفاوضات ليس فقط من قبل حليف إسرائيل «الولايات المتحدة»، ومن «بريطانيا فرنسا ألمانيا روسيا الصين».
وعلى صعيد متصل تحدث الكاتب الإسرائيلى، «عامى دور أون»، عبر موقع «نيوز وان» الإخبارى الإسرائيلى، عن الوسائل التى يمكن أن تستخدمها تل أبيب فى تدمير المفاعل النووى الإيرانى «عن بعد»، وبأقل خسائر ممكنة للجانب الإسرائيلى، خاصة بعد حالة الإحباط الدبلوماسى التى أصابت السياسيين بعد توقيع الاتفاق النووى الإطارى بين كل من طهران والدول الست الكبرى، وعلى رأسهم نتانياهو، بعد خطابه فى الكونجرس والذى لم يسفر عن شىء.
ووصف الكاتب المشكلة النووية بـ«عيد الفصح»، حيث إن الله فى كل جيل يخلصهم من أيدى الأعداء الذين تجمعوا حولهم لتدميرهم على حد وصفه وفى هذا العام ومع التوقيع على مذكرة تفاهم بين إيران والقوى العظمى، الذى اعتبره اتفاق كتب التاريخ به ميلاد الإمبراطورية الإيرانية النووية، منوها إلى أنه حاليا لا يمكن الاستمرار فى الاعتماد فقط على المنح الإلهية، وعلى إسرائيل أن تصيغ سياسات استراتيجية للهجوم العلنى والسري، وبعد ذلك يمكن للعالم أن يبدأ فى فهم، حتى لو بشكل غير مباشر، قائلا: اتفاق لوزان كتب ميلاد الإمبراطورية الفارسية النووية بختم «موافق للشريعة اليهودية» الأمريكى.
وأكد الكاتب أن مفاعل بوشهر الموجود على الضفة الغربية من الخليج العربى، بمثابة مفاعل لتوليد الكهرباء ويعتبر «إشكالية» لأنه الأكثر خطورة على إيران وجيرانها، فضلا عن أن به الكثير من العيوب التكنولوجية ولا يمكنه مواجهة أى حدث استثنائى مثل هجوم عدائى أو زلزال، وتلك العيوب تعتبرها إسرائيل ميزة استراتيجية، لافتا إلى أنه من الممكن وقف نظام التبريد من خلال إرسال غواصة «دولفين تمساح» تظهر على الشواطئ وترسل عددا من الغواصين السريين لتخريب التبريد الذى سيشل شبكة الكهرباء وينذر طهران بـ«تشير نوبل» جديد.

اغتيال العلماء الإيرانيين
ولفت عامى إلى أن «النبض الكهرومغناطيسى» الذى سينتج عن التدمير سيؤدى إلى انفجار نووى على ارتفاع كبير فوق الأرض يخلق موجة كهربائية غير مرئية، مماثلة فى سرعة ظهور البرق، وقوة قادرة على تعطيل جميع وسائل الإعلام الإلكترونية، منوها إلى أن الاستمرار فى اغتيال العلماء الإيرانيين سيثير الذعر فى الأوساط العلمية المعادية للدولة العبرية.
إلى ذلك علقت صحيفة هاآرتس العبرية على زيارة الرئيس التركى، «رجب طيب أردوغان» إلى طهران، والاستقبال الحافل له هناك، ورأى الكاتب الإسرائيلى، تسيفى بارئيل، أن زيارة، أردوغان، تأتى فى إطار الرقص على كل الحبال.
وأضاف الكاتب فى تقرير نشر فى صحيفة «هاآرتس» العبرية، أنه رغم إعلان تركيا تأييد السعودية فى العملية العسكرية باليمن، إلا أن العلاقة مع إيران مهمة جدًا لأنقرة، التى تعرف حجم الفرص الاقتصادية المرتقبة لها إذا مّا تم توقيع الاتفاق النووى الذى سيؤدى إلى رفع العقوبات.
وأشار إلى أنه على الرغم من وجود بعض النزاعات بين أنقرة وطهران إلا أن هناك مصالح مشتركة تجمعهما، حيث يبلغ حجم التبادل التجارى بينهما 14 مليار دولار، كما يتفقان على خطر قيام دولة كردية مستقلة.
وأردف أن تركيا تحاول التمركز من جديد فى الشرق الأوسط، بعد أن عانت سياستها الخارجية حتى الآن من ضربة تلو الأخرى، كانقطاع العلاقات مع إسرائيل وسوريا، والخسائر الكبيرة فى ليبيا، الشرخ مع مصر، فضلا عن العلاقات الباردة من جانب السعودية والمواجهة مع الولايات المتحدة، على خلفية رفض تركيا الانضمام إلى التحالف ضد «داعش».

وقف الصراعات فى المنطقة
وأشارت إلى أنه عقب الزيارة التى قام بها الرئيس التركى الى طهران، للقاء نظيره الايرانى حسن روحانى، عقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً، تحدّثا فيه حول ضرورة ايقاف الحرب ونزيف الدماء المستمر فى اليمن، والتصدّى للعنف وضرورة وقف الصراعات فى المنطقة.
بينما تحدّث روحانى عن القضايا التى تمّ تناولها فى الاجتماع، والتى تمثّلت فى النقطة التى تمّ التوصل إليها بشأن اتفاقية التجارة التفضيلية التى دخلت حيّز التنفيد، وأمن الحدود، والتعاون فى مجال مكافحة الارهاب، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى مع تركيا بلغ 14 مليار دولارٍ أمريكى العام المنصرم، وأن البلدين يهدفان إلى زيادته إلى 30 مليار دولار، مع نهاية العام الجارى.
وحول المفاوضات بين إيران ودول 5+1، أكّد روحانى أن تركيا لطالما قدّمت دعماً لتلك المفاوضات، معقبا: إن رفع العقوبات عن ايران التى ستفضى إليها الاتفاقية، ستكون له نتائج مهمة فى المجالات بين تركيا وإيران.
فيما وقّع البلدان بعد المؤتمر ثمانى اتفاقيات متعلّقة بـ«الأكاديمية الدبلوماسية الصحة، الطب، البيئة، الصناعة، الملكية الفكرية، أعمال المرأة والعائلة، تبادل البيانات الالكترونية بينهما بشأن حركة نقل البضائع الدولية».
وحضر مراسم توقيع الاتفاقيات من الجانب التركى وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، ووزير الاقتصاد، نهاد زيبكجى، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية، طانر يلديز، ووزير الجمارك والتجارة، نورالدين جانيكلى، ووزير التنمية، جودت يلماز، ووزير الثقافة والسياحة، عمر تشليك، ورئيس جهاز المخابرات العامة، هافان فيدان.
وعن الجانب الإيرانى حضر وزير الخارجية، جواد ظريف، ووزير الاقتصاد، على طيب نيا، ووزير النفط، بيجان زنغينه، ووزير الصناعة والتجارة والمعادن، محمد رضا نعمه زاده، ووزير الثقافة والارشاد، على جنتى.