الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشاد كامل يكتب: مدرسة للضحك تسعدك.. وفضائيات تضحك عليك!

رشاد كامل يكتب:  مدرسة للضحك تسعدك.. وفضائيات تضحك عليك!
رشاد كامل يكتب: مدرسة للضحك تسعدك.. وفضائيات تضحك عليك!




هذا خبر مهم جداً يسعدنى أن أهديه بكل تفاصيله إلى أصحاب الفضائيات الكوميدية فى عالمنا العربى!!
ووسط هذا الكم من الهموم العربية التى تنقلها الفضائيات السياسية ثانية بثانية ولحظة بلحظة لا مفر أمام المشاهد العربى المسكين والغلبان إلا الهروب إلى محطات الكوميديا والضحك ليهرب ولو مؤقتاً من مشاهد جز وقطع الرءوس للدواعش أو هلاوس فضائيات الجماعة وتكفيرهم لكل شىء على أرض مصر!!
أما الخبر المهم فعنوانه «مدرسة للضحك فى إثيوبيا» وجاء فى تفاصيله:
«أسس رجل إثيوبى - صاحب الرقم القياسى لأطول ضحكة فى العالم.. مدرسة فى العاصمة «أديس أبابا» لتعليم الضحك (!!) كأسلوب لتهدئة الأعصاب والتخلص من الهموم».
وكان الإثيوبى - الذى لم يذكر كاتب ومترجم الخبر اسمه وهو تقصير مهنى فادح يستحق قرصة ودن أو خصم خمسة أيام من راتبه- قد دخل موسوعة جينز بعد أن استغرق فى الضحك لمدة ثلاث ساعات وست دقائق من دون توقف فى عام 2008، وهو أيضا يحمل درجة الماجستير فى علم النفس والاجتماع.
ويضيف الخبر أيضا: وتوفر مدرسته نوعين من الدورات التدريبية، دورة تدريبية مدتها 8 ساعات لكبار السن والحوامل، والأخرى دورة للتدريب المهنى وتستغرق 36 ساعة، وهى مخصصة لأصحاب المهن مثل علماء النفس والممرضات والأطباء وربات البيوت!
ويخطط صاحب أطول ضحكة لبناء جامعة السعادة، وقرية الضحك فى محاولة لنشر الفرح بين مواطنيه، ولفت إلى أن إثيوبيا هى البلد الأول الذى يحتفل بيوم الضحك الوطنى فى الأول من نوفمبر سنويا.
انتهى الخبر المنشور بتاريخ 28 مارس الماضى وتبقى دلالته ومغزاه.
أفكار الرجل تدعو للإعجاب والانبهار، إنها ليست أفكار رجل هلفوت أو نخبوى فاشل، أو محلل لا يعرف الألف من كوز الدرة، بل من رجل حاصل على درجة الماجستير فى علم النفس والاجتماع!!
لكن على ما يبدو فإن أفكار هذا الرجل بشأن إنشاء مدرسة لتعليم الضحك كأسلوب لتهدئة الأعصاب والتخلص من الهموم لن يلقى رواجاً فى عالمنا العربى وفضائياتنا العربية ففى مقابل عشرات الفضائيات الكوميدية والضحك فهناك مئات ومئات من فضائيات الحزن والهم والنكد والبكاء والنواح فى كل المجالات.
ولو طبقت الفضائيات الضاحكة والضحكوكة هذه الفكرة وتخصيص مدرسة داخل المحطة لتعليم المشاهدين الضحك - ولو بأسعار رمزية - ويجتازون الامتحانات المقررة، مع تشديد الرقابة حتى لا تحدث حالات «غش جماعى» أقصد - ضحك جماعى- وربما تساعد هذه المدرسة على تقليل الخسائر المادية التى تعانيها أغلب الفضائيات هذه الأيام!!
ولا مانع أن تقوم مجموعة متضامنة من هذه الفضائيات الكوميدية بالتعاون معاً لإنشاء «قرية الضحك» كمشروع استثمارى جديد يعود بالمكسب الوفير والكبير على أصحاب هذه الفضائيات فأغلبهم رجال أعمال يبحثون عن المكسب بجانب رسالة المحطة من تنوير وإضاءة ومسرح وتحرير العقل من الظلام إلخ.
وتقوم هذه الفضائيات بعمل مسابقات للمشاهدين من أجل اختيار أكثر المشاهدين ضحكاً عمال على بطال، وأكثر المشاهدات من الإنسات والسيدات «سخسخة» على روحها من الضحك ولا مانع أن تمنحها المحطة شهادة معتمدة تقدمها لأولى الأمر وكذلك منحها لقب «سيدة الضحك الأولى»!
وربما كانت المشكلة الوحيدة والعقبة التى تواجه تنفيذ هذه الفكرة فى فضائياتنا العربية، أنها تمارس بالفعل «الضحك» كهدف ومبدأ طوال ساعات البث الممتدة طوال اليوم.
ومنذ لحظة البث الأولى لهذه الفضائيات وهى قد احترفت «الضحك علينا» تضحك علينا باسم السياسة وباسم الدين وباسم العلم، لا تجد موضوعات إلا وتتفنن فى استخدامها للضحك علينا.
وربما يتساءل مشاهد عبيط مثلى ولماذا تتبنى هذه الفضائيات سياسة الضحك على عقول المشاهدين؟! والإجابة ببساطة أن هذه المحطات كلها اكتشفت منذ زمن طويل قيمة وفائدة الضحك بالنسبة للبنى آدمين، فهى أدركت أن الضحك رسالة سامية وصحية مهمة كما أكدت الأبحاث العلمية المحترمة فالضحك يبعد الملل ويخفف التوتر بل يعزز الجهاز المناعى بما يساعد الجسم على تفادى الكثير من الأمراض!
هذه هى الحكاية أنت تضحك، وهم يضحكون، وكله يضحك على كله.. لكن أصدق بيت شعر عن الضحك كان البيت القائل: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!