السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الرى» تحطم «الأمن الغذائى» بتدمير «محصول القمح» فى «بنى سويف»

«الرى» تحطم «الأمن الغذائى» بتدمير «محصول القمح» فى «بنى سويف»
«الرى» تحطم «الأمن الغذائى» بتدمير «محصول القمح» فى «بنى سويف»




بنى سويف- مصطفى عرفة


خلال الأسابيع الماضية دب النشاط فجأة فى مشروع الصرف المغطى بالأراضى الزراعية بقرى مركزى ببا واهناسيا محافظة بنى سويف وهو المتوقف من العام الماضى ليصدم الفلاحون بمعدات ثقيلة وأوناش تقتحم أراضيهم وتدمر مساحات هائلة من محصول القمح، ليسارع المئات بالذهاب إلى مبنى مديرية الرى والموارد المائية للاستفسار والاعتراض على تلك المهازل ـ على حد قولهم، إلا أن الرد كان كارثيا بضرورة تنفيذ تعليمات البنك الدولى وإلا سيتم سحب تمويل المشروع.
ما دفع المزارعين إلى اعتراض مهندسى وعمال المشروع الذى يتولاه أحد مقولى الباطن بل وصل الأمر الى التهديد بحرق المعدات والمواسير إن واصلت تدمير محاصيلهم وحرمانهم من ثمرة شقاهم، خاصة أنهم يطالبون بتأجيل تنفيذ المشروع شهرًا واحدًا فقط لحين الانتهاء من حصد المحصول، ولكن أصبح الأمل معلقا بتدخل محافظ بنى سويف وتواصله مع وزير الرى لتأجيل التنفيذ أسوة بما حدث فى محافظة المنوفية خاصة أن المشروع متوقف العمل به فعليا منذ أيام نتيجة تهديدات المزارعين باتخاذ إجراءات عقابية.
بداية يقول جمال عبدالمنعم، مهندس زراعى، إن مشروع الصرف المغطى فشل فى التصدى لمشكلات الأراضى الزراعية رغم ان تكلفته تجاوزت ملايين الجنيهات بل تسبب فى تدمير آلاف الافدنة ونتج عنه ضياع المحاصيل الزراعية بقرى المحافظة، بالإضافة إلى أن ما يحدث الآن من إصرار على تنفيذ المشروع يعد جريمة فى حق محصول القمح القومى، منوها إلى أن ما يشاع عن صرف تعويضات للتلفيات التى حدثت غير صحيح على الاطلاق.
فى قرى بنى مؤمنة وفازرة التابعة لمركز ببا يؤكد المزارعون انهم فوجئوا بدخول معدات المشروع الأراضى الزراعية دون سابق انذار ما تسبب فى تلف مئات الأفدنة المزروعة قمحا، حيث أشار عبد الحميد علوانى الى ان المعدات الثقيلة رابضة فى ارضه منذ ثلاثة اسابيع دمرت فى طريقها 12 قيراط قمح وتسببت فى منع رى نحو 3 قراريط أخرى، مطالبا بسرعة إخلاء أرضه من المعدات خاصة أن المشروع توقف العمل به منذ أيام  نتيجة ضغط الأهالى.
ويوضح ناجى زهير، أحد المضارين، انه يستأجر فدانًا مزروعًا قمحًا  تم تدمير 6 قراريط منه نتيجة الحفر الرأسى والأفقى لتوصيل مواسير الصرف المغطى وبلغت خسائره اكثر من 1800 جنيه، وأصبح مهددا بفقد ارضه نتيجة عجزه عن دفع القيمة الايجارية للفدان «6 الاف جنيه»، قائلا: «كنت معتمد على الله ثم على المحصول، ولكن كل شىء راح».
ويشير ناجى مهدى عبد الحليم، مزارع، الى انه قام باستئجار فدان و15 قيراطًا بقيمة 9 آلاف جنيه ضمن حوض مرسى ابو وزير، وزرع منها 30 قيراطًا قمحًا والباقى بقدونس وكسبرة، منوها إلى إصابة 15 قيراطًا فى اليوم الأول من تنفيذ المشروع، اصيب بسببها بارتفاع فى ضغط الدم كاد يودى بحياته.
ويطالب حمدى محمد احمد، مزارع، بتأجيل تنفيذ المشروع شهرًا واحدًا فقط لجمع المحصول، لافتا إلى أن المهندسين القائمين على عملية التنفيذ رأفوا بحالنا حيث قام بعضهم بمغادرة موقع العمل وفضل العودة إلى بلده، فضلا عن أن أحد الخفراء وعدونا بنقل المعدات بعيدا، ولكن يبدو أنها كانت مسكنًا فقط للأزمة.
وينتقد محمد احمد جمعة، متضرر، من أهالى قرية بنى مؤمنة، غياب التنسيق بين وزارتى الزراعة والرى وهيئة الصرف المغطى لإعلاء مصلحة المزارعين الغلابة والحفاظ على محصول القمح باعتباره قضية امن قومى والغريب أن الدولة تسعى الى استيراد القمح بالعملة الصعبة من الخارج فى الوقت الذى يضيع فيه انتاج 3 آلاف فدان قمح فى غمضة عين والغريب ان هيئة الصرف ترفض تنفيذ المشروع فى المساحات المنزرعة بالبرسيم او البقدونس لسهولة جمعها فى ساعات وتؤجل القمح شهرًا واحدًا فقط  وتصر على التنفيذ فى تحد صارخ لا مبرر له.
المفاجأة كانت فى قرية صفط راشين والتى انتهى فيها المشروع العام الماضى، حيث كشف المزارعون عن ضياع محصول 700 فدان كانت مزروعة قمحا فى نفس الوقت من العام الماضى وبنفس الطريقة تم تنفيذ المشروع بعد ان تم اقناع الفلاحين بدفع تعويضات مالية عن المساحات التالفة والى الآن لم يتم صرف اى مليم للمتضررين.
ويشير حمدى سيد محمد، من أهالى قرية صفط راشين، الى أن مواسير الصرف المغطى بالقرية ليست مغطاة بالكامل وبعضها ظاهر فوق سطح الارض معرضة للكسر والشرخ وتعانى الانسداد الدائم كما ينتج عنها تجمعات مياه فى مناطق أخرى تسببت فى وجود حشرات وتسرب للمياه داخل التربة وهو مايؤثر على الأراضى الزراعية بالإضافة إلى وجود فتحات الصرف المغطى بجوار الطلمبات والمنازل، ناهيك أنها تفتقر الصيانة الدورية ما يصيبها بالانسداد الذى يتسبب فى تبوير الأراضي.
من جانبه كشف رئيس الادارة المركزية لقطاع الرى ببنى سويف، أن هيئة الصرف مستقلة، وأن الصرف المغطى يساهم فى زيادة انتاجية جميع المحاصيل الزراعية بنسبة 25%، مشيرا الى ان هناك قائمة يتم عملها بواسطة لجنة وزارية لتقدير تالف الزراعة لجميع أنواع المحاصيل معتمدة من وزير الرى والاعتمادات المالية مدرجة ضمن ميزانية المشروع.
وعن مشكلة الصرف المغطى التى تفجرت بقرى مركزى ببا واهناسيا مؤخرا قال وكيل الوزارة إ ن مديرية الرى بالمحافظة أوصت لدى وزير الرى بتأجيل تنفيذ المشروع مدة زمنية شهرًا أو اكثر لمنح المزارعين الفرصة لجمع المحصول ونقل المعدات إلى مناطق غير مزروعة بالقمح.