الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«شم نسيم» مدن القناة «شكل تانى» فيه يتحرق «المندوب السامى»

«شم نسيم» مدن القناة «شكل تانى» فيه يتحرق «المندوب السامى»
«شم نسيم» مدن القناة «شكل تانى» فيه يتحرق «المندوب السامى»




الاسماعيلية - شهيرة ونيس
بعد سنوات طويلة من غياب مظاهر الاحتفال بـ« شم النسيم»، التى تميز محافظتى الإسماعيلية وبورسعيد، عادت الإسماعيلية مرة أخرى للاحتفال بأعياد الربيع، وحرصت ان تكون من اكبر الاحتفاليات على مدار سنوات طويلة، اذ تنافس الجميع فى الحارات والمناطق الشعبية فى صنع دمية «اللنبى» الشهيرة، التى غابت عن الساحة لأكثر من 12 عامًا، بدعوى الحفاظ على البيئة من التلوث أوالحرائق، وكانت الاحتفالات بشم النسيم مستمرة، لكن على استحياء، بعيدًا عن أعين المسئولين والجهات التنفيذية، حرصًا على هذه العادة من الاندثار.
وكانت العائلات التى اشتهرت بصنع “اللنبي” تستعد قبل الاحتفالية بشهر تقريبًا، وتجهز القماش اللازم لصنع الدمية، والتى كانت لا تعبّر فى وقت ما عن شخصية بعينها، وإنما اكتفت بالتعبير عن ” اللنبى ” أواللورد “اللنبى” صاحب القصة الحقيقية، ثم أصبحت شخصيات ترمز إلى أحد الشخصيات المكروهة فى المجتمع أوعلى المستوى الدولى، كاختيار “شارون” رئيس وزراء اسرائيل الأسبق، فى إحدى السنوات كرمز للطغيان، أوالرئيس الأمريكى “جورج بوش” بعد حربه على العراق، واختلفت الشخصيات مؤخرًا، خاصة بعد الثورة وكان من أشهرها مبارك، وأحمد عز وحبيب العادلى، وصفوت الشريف.
وتعود احتفالات حرق الدمية ليلة شم النسيم إلى عشرينيات القرن الماضى “طبقًا لما ذكره الكاتب ضياء الدين حسن القاضي، فى موسوعة تاريخ بورسعيد”، عندما كان الجنرال «اللنبى» المندوب السامى البريطانى والذى عرف عنه قسوته فى التعامل مع المصريين ومساهماته الكبيرة فى توطين اليهود بأرض فلسطين وقمعه وارتكابه للمذابح فى ثورة 1919 ونفيه للزعيم سعد زغلول ورفاقه لجزيرة سيشل ومعه شاعر الشعب حينذاك بيرم التونسى وعندما حان موعد رحيله وأثناء مروره فى إحدى السفن بمدن القناة الثلاث خرج أهلها ومن بينهم اهالى الإسماعيلية يحملون دمى صنعوها خصيصا لإحراقها للتعبير عن غضبهم نحوه والظلم الذى أوقعه بهم ومنذ ذلك الوقت أصبحت عادة توارثتها الأجيال ليلة شم النسيم.
فقد اعتادت مدن القناة بوجه عام ومحافظة الاسماعيلية بوجه خاص استمرار تلك العادة التاريخية، نظرًا لأنها ترمز إلى النضال والكفاح فى الماضى،وعدم رضاء أهلها الظلم والخنوع، ودليل على التضحيات التى قدموها من أجل الوطن، وهوما تعكسه اغنية «بشرة خير».. وترديد «الاسمعلاويه ياما كادوا العدا»، ويختار الاهالى شخصية العام والتى تمثل نوعًا اوصورة لصور الظلم والطغيان بالنسبة لهم سواء فى المجال السياسى اوالرياضى... وغيره، ليصنعوا منها دمى محشوة بنشارة الخشب وقش الارز ليحتفلوا باحراقها امام الجميع ملتفين حول هتاف واحد «يا تربة يا أم بابين.. وديتى اللنبى فين» .
وتطورت الاحتفالات فى الإسماعيلية منذ الثمانينات بإقامة مهرجان الفراولة واختيار أميراتها وكرنفالات الزهور لصرف انتباه الشباب عن الحرائق نظرا لخطورتها على الممتلكات العامة والخاصة لكن الوضع الجديد لم يثن الغالبية من الشباب عن العادة التى توارثوها عن أجدادهم للتعبير عن غضبهم ضد من يظلمهم لحرق دميته فى ليلة شم النسيم.
أما عن مظاهر الاحتفال الاخرى بالاسماعيلية، فتتمثل فى استقبال المحافظة لمئات الزوار فى هذا اليوم ليشاركوا اهلها هذه الاحتفالات متجهين إلى اشهر الحدائق ومختلف الشواطىء.
فتمتلئ حدائق نمرة 6 بمختلف المواطنين من شتى المحافظات لتعزف لحنا على انغام السمسمية احتفالا باعياد الربيع، يستمعون إلى اغانى السمسيمة المميزة ويتلذذون بماكولات شم النسيم «الملانا، الحرنكش،الحلبة، البشملة.. وغيرها».
وبعد قيام الزوار بمثل هذه المظاهر ياتى دور تناول وجبة الغذاء الموحدة وهى «الرنجة والفسيخ »التى يفترشونها زوار هذا اليوم الحدائق والشوارع.. وفى السياق ذاته يفتتح محافظ الاسماعيلية مراسم انطلاق مهرجان مسابقة أميرات الفراولة بعد توقف دام لعدة سنوات والذى تنظمه إدارة السياحة بمحافظة الاسماعيلية والذى يقام على خشبة مسرح قصر ثقافة الاسماعيلية وبمشاركة نحومائة طفلة من أبناء الاسماعيلية .