الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الغرض مرض.. والعياذ بالله!

الغرض مرض.. والعياذ بالله!
الغرض مرض.. والعياذ بالله!




كتب وليد طوغان
بدأت الخلافات حول عاصفة الحزم مبكرا فى البحرين.. أحالت السلطات مجموعة من الاعلاميين الى القضاء بتهم إهانة حلفاء الضربات العسكرية للحوثيين. فى دول عربية اخرى، توسعت المناقشات والتحليلات حول شكل الموقف وامكانية تطوره لمواجهة ايرانية عربية مباشرة.. «فيس تو فيس».
فى البحرين رأى غالب بان حماية الامن القومى، من اعلاميين يثرثرون، او يثيرون لغطا، مهمًا لتأمين الجبهة الداخلية. رؤية اخرى تقول ان الاحالة للقضاء ليست حلا. تحقيقات النيابة والقضاء ليس لها ولاية على اراء المحللين او خبراء الاستراتيجيات.
على كل، عاصفة الحزم مستمرة . المشاركة المصرية والعربية ليست غطاء لمعركة سعودية كما يرى معارضون، بالعكس، حماية باب المندب حياة او موت بالنسبة لمصر. ليس فقط حماية لقناة السويس الجديدة، انما بوادر سيطرة مدعومين من طهران على المضيق يعنى وأدا القناة القديمة، ووأد أى توقعات او ايرادات او مشاريع ربحية من القناة الجديدة.
تلويح طهران بالسيطرة على باب المندب يعنى مشاركة ايرانية لمصر فى ادارة قناة السويس .. المصرية.
مع عاصفة الحزم، او ضدها ليست هى القضية. المسألة ليست فيلما لنبيلة عبيد.. أو محمد سعد. القضية اعمق.. ابعادها غائرة . مشكلة الاعلام العربى هو انه صدر القضية للرأى العام على طريقة تحيزات دورى كرة القدم .. الاهلاوى ليس زملكاويًا.. والزملكاوى لا يمكن ان يكون اهلاويًا.
التوك شو مؤثر . هو احيانا مثل الحصبة، وكثيرا مثل الجدرى والتيفود. ربما لذلك حاولت البحرين قطع الطريق على «اللغط» و«اللمم السياسى». لكن الاحالة للقضاء ليست حلا. فالاعلام ليس ازمة وحده.. إنما الرأى العام نفسه تحول الى بؤرة ازمات بعد ربيع لم يدخل عليه لا صيف بعد، ولا عاد اليه شتاء حتى الآن.
الشارع العربى الاربع سنوات الاخيرة نصف وزنه كربوهيدرات .. ونصفه الاخر تهويمات فى السياسة وفى الاقتصاد، بينما ازمة اليمن فى حاجة الى كثير من التريث . مثل هذه الازمات لا يمكن حلها على فيس بوك، أو تويتر.. ليست ازمة بخفة امكانية تداولها بـ «الصوت العالى» على الشاشات بعد السابعة مساء.
السؤال: مؤيد للاشتراك المصرى فى عاصفة الحزم.. ولا لأ؟ ليس فى محله.. التساؤل بتلك الصياغة اكثر من سطحى. اغلب نخبتنا يغرقون فى سطحية بنية ليس خالصة.. بعضهم فرغ «غيظه» من الرئيس السيسى بالانقضاض على «نظام 30 يونيو» .. فى شخص «حرب اليمن الجديدة».
حتى فى الازمات الكبرى، لا تصمت الضغائن .. ولا تنزوى النزعات الفردية . الأنا تبدو اكثر وضوحا فى جدليات «نخبة» عدى عليهم قطار 30 يونيو .. وصدموا بعدما لم يلحقوا به . لما دهسهم القطار.. صعدوا على ارصفة المحطات وهاتك يا سب ولعن ابو خاش السائق.
المشاركة المصرية ضد الحوثيين، ليست اضافة لغطاء شرعى لمعركة سعودية حسب نخبة قهاوى وسط البلد.
ما علينا.. المهم، ماذا بعد ضربات الحلف العربى للحوثيين فى اليمن؟ ما هو شكل المعركة المتوقع؟ هل ستمتد الحرب؟ هل ستلقى ايران بنفسها شدا على يد الحوثيين بلا تراجع ولو مؤقت؟
 رد الفعل الايرانى الذى لم يظهر حتى الآن بوضوح. حتى الآن طهران لم تلوح بيد.. ولا أشارت بأخرى. الحلول فى معركة اليمن، لا تحمل اكثر من بديل.. فاما انحسارًا حوثبًا، وقطع يد سريعًا ليد ايرانًا الطولى على الخليج العربى، واما تدخلاً ايرانى مباشر فى مواجهة مباشرة مع العرب فى حادثة لم تشهد الشرق الاوسط لها مثيلا منذ الحرب العراقية - الايرانية.
ما هو الاقرب للواقع؟ هل نشهد تدخلات ايرانية مباشرة؟ هل تختار طهران انحسارا لقوات عبدالملك الحوثى فى جيب يمنى، لا ترضى المملكة السعودية بديلا عن تصفيته؟
هل تستمر الحرب بـ«باب المندب»، وتتوسع، وتستنزف التحالف، فى معارك استمرارها يعنى اشعال الجزيرة العربية.. من البحر الاحمر حتى سلطنة عُمان؟ ما هى التغيرات البديهية التى لابد ان تطرأ مع استمرار «بؤرة الحوثيين الصديدية» فى مقاومة «مستقوية» لمضادات التحالف الخليجى الحيوية؟
إجابة تلك التساؤلات، واستدرار التكهنات.. أولى من النط على فرصة للهجوم على السيسى ..
لكن تقول ايه؟
الغرض مرض والعياذ بالله .. فبعضهم ثوار ضد العسكر فى يناير 2011 طلبا لسلطة، عسكريون فى يونيو 2013 تقربا من السلطة .. حوثيون فى مارس 2015.. نكاية فى السلطة!
يتوب علينا ربنا من اصحاب الغرض.. فالغرض مرض والعياذ بالله!