الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فضائيات» لتدوير القمامة!

«فضائيات» لتدوير القمامة!
«فضائيات» لتدوير القمامة!




كتب: أشرف بدر
على غرار مصانع تدوير القمامة..تقوم بعض الفضائيات والصحف حاليا بعملية «تدوير» لشخصيات ووجوه طالما كرهنا رؤيتها من كثرة تواجدها وفرضها علينا، كمقرر دراسى ممل ومملوء بالحشو والتطويل.
معظم هؤلاء يعودون إلى الساحة بأموالهم، أو بمساعدة شركاء «السبوبة» اصحاب الفضائيات، أو بنفوذ بعض بقايا عهد الفساد الذين مازالوا فى السلطة، أو بدعم من رجالهم وتلاميذهم فى مواقع القيادة الذين ينفذون ما يأتمرون به.
وبالطبع عاد من جديد «مذيعو العمالة واللامبدأ واللا مهنية»،ببرامج ممولة من الخارج، وتذاع بالمشاركة بين قنوات رجال الأعمال وأخرى أجنبية، فالكل شركاء ويعملون بمبدأ «يرعى مع الراعى فى النهار، ويأكل مع الذئب فى المساء»، يزايدون علينا وعلى انفسهم من اجل حفنة دولارات مغموسة بدم الأبرياء،وعرض وسمعة الوطن والمواطن!!
إن ما يحدث الآن على الساحة الإعلامية هى «حرب» لتحطيم المعنويات وغسيل الأدمغة والتشكيك فى الثوابت والدين، وهى أشرس وأعنف من الحروب التى عرفها الإنسان على مدى تاريخه،بل أصبح بعضها يعمل فى العلن، ويعشعش فى أجوائها الفتن والاضطرابات، لضرب مصالح مصر عربيا وإقليميا بشن حملات الكراهية والفرقة ضد الدول التى مدت لنا يد العون والمساعدة مثل «السعودية والإمارات والبحرين ومن قبلها المغرب والجزائر»!!
وأكاد أجزم أن ما يحدث هو توجه تغلب عليه «صفقة»، لتلميع رموز العملاء والخونة وفلول النظام السابق من جديد لملء الفراغ الذى تركته النخب والأحزاب بسبب معاركها الوهمية، وسد كل المنافذ أمام عودة رجال المرشد وجماعته الإرهابية. وكل ما هو «دينى» فلم تسلم اى مقدسات اسلامية أو مسيحية من النيل والتطاول عليها.
وأبلغ دليل «حملة هز اليقين» عند الشعب تحت دعوى «تنقية الفقه والتراث»... وهى فى الحقيقة حملة للطعن فى السنة المحمدية، والترويج لفكرة أن الأحاديث النبوية منقولة خطأ.. وانه لابد من حرق كل تراث المجتهدين والتابعين، رغم أن المطلوب هو تجديد لمحتواه بما يواكب هذا الزمان، فالإمام الشافعى ألف مذهبا كاملا فى العراق، ولما جاء إلى مصر تخلص من هذا المذهب، وكتب مذهبا جديدا يناسب عرف المجتمع المصري، ولهذا فإن الدعوة إلى تنقية التراث ما هى إلا هجمة شرسة على الإسلام وثوابته، والتسليم لهم بهذه الدعوة هو تسليم لهدم الإسلام.
بينما شن بعض النشطاء الأقباط هجوما، لتشويه صورة البابا تواضروس الثانى، بعد موافقته على الزواج الثانى للمسيحيين كما استغلوا الحوادث التى يتعرض لها الاقباط للهجوم عليه، واتهام الكنيسة بالتقصير فى الدفاع عن رعاياها.. علاوة على تبنى مقولة باطلة يراد بها حق وهى أن «المناخ السياسى الحالى لا يشجع الأحزاب السياسية على المشاركة فى الحياة العامة،» وهو ما يؤشر لتضييق المجال السياسى وحصره على أصحاب المصالح والنفوذ والمال، فضلا عن استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فى شتى مجالات حياتنا!
 واستمرارا لحالة فوضى الإعلام.. استضافت فضائية خاصة «سريح سجاير» يروج لفكرة تقنين بيع الحشيش»، بينما تولت اخرى الهجوم على الدين الاسلامى وثوابته، وثالثة تنشر صورا عارية لزوجة صورها زوجها، ورابعة تحرض على قتل المخالفين للنظام،وتتبنى وجهة نظر الداخلية بل تتحدث باسم الأمن.
إن فصول المؤامرة لن تتوقف عند حد سيطرة الفضائيات الخاصة على عقول البسطاء من الشعب المصرى، وفرض حالة الفوضى الخلاقة... وانما هناك «الشائعات» التى تمتلئ بها مواقع التواصل الاجتماعى ونشر فتاوى كاذبة منسوبة لكبار علماء المسلمين عن جواز أكل الزوج لحم زوجته، ونكاح الطفلة دون سن البلوغ، وزواج الرجل فى الجنة من 10 آلاف امرأة وغيرها من «الخزعبلات» للنيل من الدين.
ولعل أسوأها على الإطلاق هى استخدامها كوسيلة أساسية للتضليل، وبث المواد التحريضية الداعية لشق الصف بين فئات المجتمع  ونشر الشائعات التى تهدف لخلق حالة لا نهائية من عدم الاستقرار، سواء بنشر مقالات أو أخبار كاذبة أو استخدام صور غير حقيقية معدلة ببرامج مثل برنامج الفوتوشوب، بل ويذهب المضللون أحياناً لاستخدام صور حقيقية لا تخص أحداثاً بعينها للترويج لأحداث أخرى وفق مصالح من يمولهم. وتنتقل فى ثوان معدودة إلى ملايين الأشخاص المتابعين.
ومن يراجع ما ترسخ فى ذاكرة الشعب من معلومات مغلوطة وكاذبة، يتيقن من تأثير ذلك.. فعلى سبيل المثال:
 الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تكن له اخت مغنية اسمها «الشيماء»، وهارون الرشيد لم يكن «خمورجيا» ويعشق السيدات بل كان يحج عاما ويغزو عاما، وعندما يزوره ملك، أو شخص مهم كان يعطيه هدية اختراع جديد لم ير العالم مثيل له.. وعيسى العوام لم يكن «مسيحيا»..والوالى محمد سعيد باشا لم يكن مثلما يصورونه «أهطل»، وديليسبس ضحك عليه بطبق مكرونة، وأخذ قناة السويس،بل كان حاكما عظيما، فهو أول من عين المصريين ضباطا فى الجيش، وشق مشروع  حاضر مصر ومستقبلها «قناة السويس».
كما أن الخديو إسماعيل لم تكن كل حياته «ستات» ولم تكن له معركة مع المغنى عبده الحامولى على زوجته «ألمظ»، بل عبده الحامولى كان من حاشيته، وكان مقربا منه جدا لدرجة أنه اعتزل الغناء بعد ترك إسماعيل الحكم وانسحب من حاشية الخديو توفيق، والحاكم «قراقوش» لم يكن متجبرا وغبيًا فى حكمه، بل هو من بنى قلعة صلاح الدين والقناطر الخيرية بأوامر صلاح الدين الايوبى.
كما هناك أكذوبة اسمها «الأسلحة الفاسدة» قيلت لتبرير الهزيمة، فوفقا لشهادة المرحوم الفريق سعد الدين الشاذلى، انها كانت اسلحة حديثة ومتطورة ولم تكن فاسدة..والخطأ أن الجيش لم يتدرب عليها بشكل كاف، ولم يستطع الجنود التعامل معها، فجاءت شائعة انها ترتد فى صدور جنودنا!!
لقد صدقنا هذه الأوهام، لاننا شعب من الأسرى للأكاذيب والتضليل، والتطبيل للسلطان، والسير خلف جنازة كلب العمدة!!