الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«القاهرة اليوم»: نجلا مبارك فى عزاء والدة واحد كان سبب دخولهما السجن!

«القاهرة اليوم»: نجلا مبارك فى عزاء والدة واحد كان سبب دخولهما السجن!
«القاهرة اليوم»: نجلا مبارك فى عزاء والدة واحد كان سبب دخولهما السجن!




كتب - عمر حسن
عادوا إلى الحياة العامة، يمشون فى شوارع القاهرة، ويسافرون ان شاءوا، يدخلون المطاعم ويجلسون داخل السينمات والمسارح كما يحلو لهم؛ فقد فُتحت لهم أبواب الحياة من جديد بعد أن ظن الجميع أنهم لن يروا نور الشمس بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتى كان لها الفضل الأول فى الاطاحة بنظامهم الفاسد وادخالهم إلى غياهب السجون استعدادا لمحاكمتهم عن تُهم أقل ما فيهم كفيل بن يُبقيهم مدى الحياة خلف الأسوار، إلا أنه فى الوقت الذى سقط فيه نظامهم، كانت أذرعه طليقة تجتهد فى طمس الأدلة واعدام المستندات، وعليه حصل رموزه على أحكام براءة بالجملة، ليخرجوا للمجتمع مرة أخرى، على وجوههم ابتسامة النصر، وسط حسرات أهالى شهداء الثورة، بل ويؤدون الواجبات الاجتماعية، فقد انصهروا فى موجة الحياة وكأن شيئا لم يكن.
علاء وجمال مبارك العمود الفقرى للنظام البائد، قررا أن يتخطيا كل حدود الخجل، فلم يعبآ بفكرة أنهما ساهموا بطريقة أو بأخرى فى الكتمان على أنفاس شعب لسنوات طويلة، بعد أن سلبوه أبسط حقوق المعيشة الآدمية، لكنهم وبكل جرأة خلعا لباس الحياء، وارتدوا زيهما الرسمى لأداء واجب العزاء فى والدة الكاتب الصحفى «مصطفى بكرى» والذى كان مُقام بمسجد «عمر مكرم» بميدان التحرير الذى انطلقت منه شرارة الثورة، والذى لم يتخيل أبناؤها يوما أن يخطو ابنا مبارك خطوة فى واحدة فى حيز ذلك الميدان سوى فى الطريق للترحيل من سجن لآخر إن لزم الأمر، أما أن يروهما يرتديان أفخم الثياب وتلاحقهما عدسات الكاميرات من جديد، فهى الصدمة بعينها.
حول ذلك، أعرب الاعلامى «عمرو أديب» عن دهشته من هذه الواقعة فى برنامجه «القاهرة اليوم» المذاع على قناة اليوم، قائلا: «اظن ممكن نشوف الناس دى عادى فى الشوارع، وأى حد من المؤيدين لمبارك هيقولى ايه المشكلة هما مش خدوا براءة؟»، متابعا: «لكن الغريب إن اول ظهور ليهم بعد الخروح من السجن يكون فى عزاء واحد من اللى دخلهم هما وأبوهم السجن!»، لافتا إلى أن «بكرى» من أوائل من قدموا بلاغات ضد مبارك وعائلته عقب الثورة والتى ساهمت بشكل مباشر فى دخولهم السجن.
وأشار «أديب» إلى حجم الهالة المحيطة بخروج ابنى مبارك من العزاء، حيث الحراسة الخاصة، والصحفيين الذين يلاحقونهما بعدسات الكاميرات مهرولين خلفهما للحصول على تصريح حصرى، مُعلقا: «مش بعيد نشوف حد منهم طالع بيتكلم فى التليفزيون قريبا»، موضحا أن ذلك يعنى أن الشعب المصرى يمتلك قدرة هائلة على التسامح، قائلا: «إن الشعب المصرى سامح جمال وعلاء مبارك، وده معناه إن المجتمع المصرى لديه قدرة كبيرة جدّا على النسيان والتسامح وإنه مجتمع ليس له مفتاح».