السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشيخ «ميزو» ينسحب من «أسرار تحت الكوبرى» بعد مشادة كلامية

الشيخ «ميزو» ينسحب من «أسرار تحت الكوبرى» بعد مشادة كلامية
الشيخ «ميزو» ينسحب من «أسرار تحت الكوبرى» بعد مشادة كلامية




كتب - عمر حسن


هو ظاهرة شبه دينية ،استشرت فى المجتمع نتيجة لغياب الخطاب الدينى القويم، والذى هو فى عُهدة من أنعم عليهم الله بالعلم الغزير والفكر المستنير من علمائنا الأجلاء بالأزهر لنشر الوعى الدينى بين الناس، وذلك استنادا لقوله تعالى: «واسألوا أهل الذكر إن كُنتم لا تعلمون»، إلا أن تخبط الرؤية لدى مؤسسة الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى، ترك فرصة لبعض العلماء - كما أسموا أنفسهم- للظهور على شاشات التليفزيون واطلاق الفتاوى الدينية بغير ضابط أو رابط، وهم ليسوا بأهل الذكر الذى أشار لهم الله - عز وجل- فى كتابه الكريم، ولا يمكن أن تستثنى الاعلام فى رفع المسئولية عنه من المساهمة فى شهرة هؤلاء الشراذم الذين لم يكن ليعرفهم الناس إلا عن طريقه، فالقنوات الفضائية الآن أصبحت مرتعا لكل من يحمل أفكارا «شاذة» على مجتمعنا، بغض النظر عن مدى صلاحيتها للنقاش، وعليه هرولت تلك القنوات حول هذا النوع من الضيوف نظرا لخلو الساحة الاعلامية من المواضيع الجادة التى تستحق النقاش، أو ربما لاستسهال بعض القنوات فى ايجاد تلك المواضيع، فتأتى بهؤلاء لتضيع بهم وقت المشاهد، وفى نفس الوقت تساهم فى نشر هذه الافكار الهوائية لبعض الباحثين عن الشهرة.
الشيخ «عبد الله نصر، المشهور إعلاميا  بلقب «الشيخ ميزو»، نموذجا يمكن أن نستقصيه من بين العشرات من أصحاب «الشو الاعلامي» الذين ظهروا فى الآونة الأخيرة، إلا أن المصيبة بعينها تكمن فى اتخاذهم من الدين وسيلة للشهرة وليس أى شىء آخر، وهذا لعلمهم بأن الشعب المصرى من أحرص الشعوب على دينه، فكما يُقال «الشعب المصرى متدين بطبعه»، إلا أنه شعب مسكين فقد ابتلاه الله فى دينه أيضا وليس فى وطنه فقط، فالشيخ «ميزو» اجتهد - كما قال- واستنتج بعض الفتاوى الدينية «الغريبة» ثم هرع إلى الاعلام ليعرضها، فأحدثت البلابل وتكونت حالة «الفرقعة الاعلامية» التى تبحث عنها القنوات لملئ برامجهم، فكان أغربها على الاطلاق هى تسميته للزنى بين الرجل غير المتزوج مع المرأة غير المتزوجة بأنه «بغاء» وليس زنى، والفرق شاسع بين الحكمين ،ومن بين تصريحاته المثيرة للجدل، ذلك الذى وصف فيه صحيح البخارى بـ«المسخرة»، خلال مناظرة مع شيخ سلفى على إحدى الفضائيات.
وكانت آخر مناظراته التى ادعى أنه لن يظهر بعدها فى الاعلام مع عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، الشيخ سيد زايد، وذلك فى ضيافة الاعلامى «طونى خليفة» ببرنامج «أسرار من تحت الكبري» المذاع على قناة «القاهرة والناس»، والتى انسحب منها بعد عجزه عن مجاراة خصمه، بعدما أخبره الإعلامى طونى خليفة أنه يأتى بكلام ليس فى النص الدينى وتغيير مضمون الكلام مما دفع «ميزو» للانسحاب من البرنامج.
فى البداية  اتهم «الشيخ ميزو» مناهج الأزهر بأنها باب خلفى للإرهاب والتطرف اعتمدت عليها داعش لتبرير أفعالها، قائلا: «مناهجكم هى مناهج داعش، أنتم تدعون إلى قتل المرتد وكذلك داعش، وأنتم ترجمون النساء وداعش أيضا، وهناك أحاديث بالآلاف دست وصنع منها دين جديد ودرس فى الكتب، كتب تقول إننا يجوز أن نقتل المسيحيين إذا جعنا ونأكل لحمه»، وهو ما رد عليه  عضو لجنة الفتوى بقوله: «نصف فقيه يهلك الدين ونصف  طبيب يهلك البدن».
وأشار عضو لجنة فتوى الأزهر إلى أن  الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما دعا إلى تجديد الخطاب الدينى لم يطلب إلغاء النصوص  أو حرق هذه الكتب،  معربا عن رفضه التهكم على مؤسسة الأزهر صاحبة التاريخ الذى يمتد إلى ألف عام، الأمر الذى أدى إلى انفعال «ميزو» وانسحابه من المناظرة بحجة أنه يُساء إليه وينُتقص من علمه ،فسأله «خليفة»: «هل ستظهر فى الإعلام مرة ثانية فرد عبد الله نصر قائلاً: «لا يشرفنى الظهور فى الإعلام الذى يهاجم الإسلام وسأقف لكم بالمرصاد وأنتم تتآمرون على الإسلام وعلى كتاب الله ولا يشرفنى أن أظهر فى هذا الإعلام مرة أخرى»، فعلق عضو لجنة الفتوى قائلا: «هذه بضاعة المفلس وأنا أسمع له وهو يأتى ببضاعة أنا أحفظها وأترك التعليق للسادة المشاهدين كى يردوا وكى يدركوا من هو على حق فى أدب الإسلام وأدب الحوار والمجادلة».