الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خطف المواطنين فى الدقهلية.. عرض مستمر




 جرائم الاختطاف والسرقة سيناريو يتكرر بشكل يومى فى الشارع المصرى كإحدى نتائج الانفلات الامنى الذى ظهر واضحا بعد الثورة، بدءاً بخطف صغار السن ثم توسع الامر ليشمل الفتيات والرجال، ولم يفرق الجناة بين المشاهير والمغمورين إلا أن الفدية باتت هى القاسم المشترك بين جميع حالات الاختطاف فى ظل وجود قرابة 4 آلاف مسجون مازالوا هاربين يمتهنون البلطجية والاختطاف لسد احتياجاتهم.
 
وفى جولة «روزاليوسف» داخل قرى ومراكز محافظة الدقهلية والتى شهدت أعلى معدلات الخطف فى الفترة الاخيرة حتى اصبحت هاجسا يهدد حياة المواطنين ويجعلهم يحولون منازلهم الى ثكنات عسكرية يتم اغلاقها بعد صلاة المغرب من كل يوم.
 
وشهدت المحافظة المئات من جرائم الاختطاف الذى تم الاعلان عنها، بينما هناك عشرات الجرائم لم يتم الابلاغ عنها خوفا على حياة المخطوفين ودفع فدية لتحريرهم دون علم أجهزة الامن خاصة فى مراكز السنبلاوين وميت غمر والمنزلة والمطرية ودكرنس ومنية النصر.
 
 
فى البداية يقول محمد حافظ 33 سنة موظف بجامعة المنصورة ومقيم بقرية المقاطعة إن القرية والقرى المجاورة شهدت العديد من جرائم خطف لرجال وفتيات وأطفال ورضخ الاهالى لتهديدات الخاطفين ودفعوا لهم الفدية كل حسب حالته المادية لكون الخاطفين على علم بكل صغيرة وكبيرة عن اسرة المخطوف.
 
فقد دفعت أسرة مدرس 200 ألف جنيه وطبيب دفع ربع مليون جنيه كفدية لنجله فى حين أن آخر عجز عن دفع مبلغ كبير واكتفى بـ2000 جنيه فقط لاستعادة نجله بعد ضغوط من العصابة التى فشلت فى الحصول على مبالغ كبيرة منه.
 
وأكد أن اسرة محدودة الدخل قامت ببيع الماشية الوحيدة لعودة ابنتهم الشابة خوفا من الفضيحة وضياع شرف الاسرة مؤكدا أن الخاطفين معروفون لدى أجهزة الامن واقل مخبر يعلم من هؤلاء على وجه التحديد وطالب بعودة الامن والأمان للقرية.
 
وأضاف محمد عبدالحميد ـ بقرية كفر غنام بالسنبلاوين ان القرية والقرى المجاورة يسود بها حالة من الذعر والخوف نتيجة انتشار جرائم الخطف التى تتم فى كل وقت ليلا ونهاراً وأصبح الحرص شديدا للغاية فلا نأمن على عودة ابنائنا من المدارس أو الدروس الخصوصية إذ لا نستطيع دفع أى فدية أو ضمان قيام الشرطة بدورها واعادة المخطوف مرة أخرى.
 
مشيرا فى الوقت ذاته إلى اننا نشعر بالامان ولكن على فترات ويتم ضبط الخارجين على القانون فقد خطف احد الاطفال من السنبلاوين محمد طارق محمد 15 سنة طالب وطلبوا من والده الذى يعمل تاجر اطارات كاوتش فدية 400 ألف جنيه وقد تمكنت مباحث السنبلاوين برئاسة المقدم سامح عبدالفتاح من كشف الجناة بعد تتبع هاتفه وضبط ثلاثة متهمين وهم بدير أحمد العوضى شحاتة 37 سنة تاجر وأشقاؤه أحمد وطه ورضا العوضى وتبين أن سبب الخطف هو خلافات بين الخاطفين ووالد الضحية مما يدل على أن جرائم الخطف أصبحت لا تقتصر على العصابات بل امتدت لكل الشرائح فالمتهم الثانى أحمد يعمل مدرسا وعاد الطفل لوالده بعد أيام من العذاب.
 
وتحكى إيمان إسماعيل الزينى - محامية -إلى قيام تاجر ويدعى محمد عبدالله بمنطقة سندوب بالمنصورة بالتقدم ببلاغ باختطاف ابنته الصغيرة إيمان التى لم تتجاوز 3 سنوات فقط حال تواجدها مع أمها بدائرة قسم أول المنصورة وبالفعل قامت المباحث بجهود كبيرة، حيث أسفرت التحريات عن أن والد ووالدة المبلغ عن الطفلة المختفية من المسجلين مخدرات فبدأت المباحث تعمل فى هذا الاتجاه بعد أن طلب الخاطفون مبلغ ربع مليون فدية، ليكتشف فى النهاية أن وراء الجريمة هم أقرباء الطفلة ويتظاهرون بالحزن الشديد على اخفاء الطفلة ويقومون بالبحث عنها وتم ضبط خال الطفلة المخطوفة وشركائه طارق جابر مصطفى 43 سنة مسجل شقى خطر وجمال حسن أحمد 41 سنة عاطل وزوجته عفاف سمير حمدى 33 سنة ربة منزل ومصطفى محمد أبوالمواهب لتعود الطفلة الى أحضان والدها.
 
وتضيف إيمان أن الانفلات الاخلاقى لم يتوقف عند هذا الحد بل قام محمد عبدالسلام غازى 42 سنة ويعمل صياداً بالمنزلة بتقديم بلاغ فى يناير الماضى بخطف نجلته سماح 15 سنة الطالبة بمدرسة الفداء الاعدادية واتصال شخص مجهول بالشرقية وطلب فدية ربع مليون جنيه وتحت ضغط من الاهالى وقيامهم بقطع طريق المنزلة مع منطقة بحر البقر واغلاق طريق ترعة السلام وحدوث ارتباك فى حركة المرور على الفور أمر اللواء عمر عبداللطيف مدير أمن الدقهلية بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد سعيد عمارة مدير المباحث.
 
وبعد 18 ساعة من اغلاق الطريق يتكشف فريق البحث من قيام والد الطالبة بتركها عند قريبه ويدعى حمدينو عبده العفيفى 32 سنة بمنقطة بحر البقر وأن سبب استفزاز الاهالى وقطع الطريق بعد أن ادعى والد الطالبة بدفع 25 الف جنيه لمجهول من الخاطفين لتحرير ابنته فقام أهل المنزلة بجمع المبلغ وبمحاصرة الاب بالمعلومات اعترف أنه لجأ الى هذه الحيلة نظرا لمروره بضائقة مالية كبيرة.
 
وتقول اسلام محمد مدرسة بدكرنس إن الأهالى قطعت طريق المنصورة ـ دكرنس لمدة ثلاثة أيام بعد اختفاء إحدى الفتيات من قرى المركز واتهام أسرة الفتاة للشرطة بالتقصير الأمنى الشديد والمطالبة بضبط الخاطفين إلا أن المفاجأة المذهلة لاهل القرية والجميع أن الفتاة على علاقة عاطفية وقد سافرت إليه برغبتها الى مدينة القاهرة مطالبة الأهالى بالحفاظ على أبنائهم ومحاولة التقرب إليهم بشتى الطرق والبحث عنهم أولا قبل ابلاغ الشرطة، مشيرة الى انتشار مثل هذه الحوادث، حيث تمكن أهالى قرية البساتين مركز أجا من ضبط شخص يدعى إبراهيم فتحى العوضى ومعه طالبة تدعى أمل أثناء قيامه بمعاشرتها معاشرة الازواج ويتضح بعد الذهاب بها إلى مركز الشرطة بوجود بلاغ خطف من والدها باختفاء ابنته من محل مسكنهم بمنطقة سيدى بشر بالاسكندرية.
 
بينما يؤكد محمد شعبان موظف بشركة بترول أن الاهالى يلجأون الى قطع الطرق عند استنفاد جميع الطرق الودية والقانونية والنداءات للمسئولين دون استجابة فترغم الاهالى على استخدام أى وسيلة لحضور مسئولين لحل المشكلة وتحرك اجهزة الأمن لإلقاء القبض على المجرمين حيث قامت الاهالى بميت غمر بقطع طريق المنصورة ـ القاهرة فى اليوم الثانى من العملية الانتخابية بمجلس الشورى بالدقهلية حيث لم يتمكن عدد كبير من القضاة الوصول الى اللجان بجانب عدد من رؤساء اللجان لم يتمكنوا من فتحها بسبب تجمهر الناس واستمر الحال لأكثر من يوم ونصف اليوم وذلك احتجاجا على خطف أحد الاطفال أثناء عودته من المدرسة ويدعى اسلام عبدالله حيث قامت أسرته بدفع مبلغ 200 ألف جنيه والعصابة رفضت وطلبت مبلغا اكبر فقام الاهالى بالتجمهر ولم يفتح الطريق الا بالقبض على أحد أفراد العصابة وعودة الطفل لاسرته.
 
ويقول محمد النادى عبدالعزيز النادى عامل مقيم بقرية أويش الحجر مركز المنصورة بأن نجلته سلوى خرجت من المنزل يوم 1 ديسمبر 2011 للمدرسة فى القرية ولم تعد حتى الآن وبحث عنها عن الأهل والاقارب والاصدقاء داخل وخارج القرية ولكن دون جدوى.
 
وأكد أنها لاتعانى من أى مرض نفسى أو عقلى وأنه يتلقى محادثات هاتفية من أشخاص يهددونه ويقولون: انس ابنتك وهى تبلغ من العمر 15 سنة وانها وشقيقها هما كل أمله فى الحياة بعد وفاة أمهما مبكرا وان العلاقة بينهم كانت ممتازة وعلاقة صداقة وليست أبوية.
 
وطالب الاجهزة الامنية بتكثيف إجراءات البحث عنها وكشف لغز اختفاء ابنته، مشيرا إلى أن دور الشرطة حتى الآن هو السؤال عن عودتها من عدمه.
 
وتبين بعد ذلك قيام إحدى السيدات المنتقبات بالدخول خلفها فى دورة مياه المسجد وتحريرها واصطحابها داخل تاكسى وبعد تجريدها من المصوغات الذهبية قاموا بتركها فى دورة مياه مسجد الجمعية الشرعية بالمنصورة دون الوصول للجناة وتصاب الفتاة بأزمة نفسية وعصبية حادة ومكثت فترة طويلة داخل المستشفى.
 
ويقول محمد إبراهيم 65 سنة بالمعاش تعرضت للاختطاف على أيدى مجموعة من البلطجية اثناء استقلاله السيارة رقم 70945 ملاكى دقهلية وتمكنت من الفرار منهم بعد أن قاموا بسرقة سيارتى وإلى الآن لم يتم التوصل الى الجناة بعد أن تم تحديدهم وهم وليد عماد الدين أحمد 33 سنة عاطل وحسن شحاتة زكى 32 سنة عاطل وحنان السيد عبدالرازق 34 سنة ربة منزل متهمة فى قضايا دعارة وشيماء الدسوقى 32 سنة ربة منزل.
 
ويؤكد الدكتور مدحت خفاجى استاذ الأورام انه يلزم تطبيق حد الحرابة لحماية المواطنين من تكرار جرائم الخطف وقطع الطرق واصبحت ظاهرة يقوم بها البلطجى وغيره مطالبا مجلس الشعب بسن تشريع جديد لتطبيق حد الحرابة كوسيلة لردع المجرمين حتى يستتب الأمن والأمان بمصر وأن هذا يتفق مع الشريعة الاسلامية فقد لجأ الملك عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة السعودية عام 1923 الى تطبيق حد الحرابة لحماية الحجاج من قطاع الطرق الذين كانوا يقومون بالخطف والسلب والنهب.
 
وأضاف خالد زكريا ماضى المحامى انه لابد من تعديل قانون الاجراءات الجنائية الصادر رقم 150 لسنة 1950 واضافة فقرة أخيرة للمادة 134 من القانون تنص على أن يكون الحبس الاحتياطى وجوبيا اذا كانت الجريمة من جرائم الترويع والخطف والتخويف والمساس بالطمأنينة وذلك بعد أن اصبح السائد فى ظل وجود البلطجية الذين يفرضون قانونهم وسطوتهم مع الغياب الامنى المتعمد أن المواطن الدقهلاوى لا يشعر بأى أمن فعلى على أرض الواقع.
 
وطالب بسن تشريع جديد لتحمل الشرطة المسئولية الجنائية قبل المدنية فى حالة التخاذل والاهمال الامنى ووقوع جرائم أو اعتداءات دون التوصل لمرتكبى الحادث لان ذلك يعتبر اخلالا بواجبات الشرطة المسئولة عن توفير الحماية الامنية لكل مواطن وكان آخرها اختطاف رجل أعمال من قرية بشلا بميت غمر أثناء توجهه الى أحد البنوك لايداع مبلغ 120 ألف دولار حيث تلقى اللواء عمر عبداللطيف مدير أمن الدقهلية بلاغا من سامى محمد عطية صالح مدير البنك الاهلى بميت غمر بالمعاش باختفاء ابنه وائل 38 سنة رجل الأعمال اثناء توجهه لايداع مبلغ 120 ألف دولار..
 
وتبين من فحص كاميرات البنك الذى يتعامل معه من عدم دخوله البنك أو ايداع أى مبالغ مالية باسمه فى هذا اليوم، ويقول عبداللطيف عطية «والد زوجة المختفي» إن وائل لديه ثلاثة اطفال سامى 11 سنة وملك 5 سنوات وعدنان عامين وانه يعمل فى التجارة منذ فترة طويلة، واكتفى رجال المباحث بالوعود المتكررة بأنه سيعود بإذن الله.
 
وأشارت زوجته نهى عبداللطيف انه قد خرج منذ فترة ومعه مبلغ لإيداعه فى البنك ولم يستقل سيارته الخاصة وذهب فى المواصلات العامة دون أن يخبرنى بأى شىء وانتظرته لساعات طويلة ولم يعود واتصلت على تليفونه المحمول الا أننى وجدته مغلقا وظننت ان شحن التليفون قد نفد وسيتصل بى هو إلا أنه لم يعد وشعرت بعد منتصف الليل بانه قد اصابه مكروه فبحثنا عنه عند أصدقائه وأهلنا ولكن دون جدوى.
 
وأكد أحمد محمود صالح عمه موظف بالشباب والرياضة أن وائل ليس له أى عداوة، وطالب الشرطة بالتحرك الجاد فى كشف لغز اختفائه خاصة أن مركز ميت غمر قد شهد العديد من جرائم الخطف والسرقة بالاكراه على أيدى المجرمين ويطالبون بدفع فدية كبيرة وأن الشرطة لا تتحرك الا بعد إغلاق الطرق وتوقف مصالح المواطنين وهددوا بالتصعيد اذا لم يتم الكشف عن غموض الحادث.
 
بينما أكد اللواء عمر عبداللطيف مدير أمن الدقهلية انه منذ أن تولى المسئولية بالمحافظة قام بعمل خطة أمنية لتوفير الأمن والأمان لكل مواطن بالدقهلية وذلك عن طريق تكثيف الحملات الامنية على البؤر الاجرامية خاصة الموجودة بشمال المحافظة بداية من مركز دكرنس ومنية النصر والجمالية والمنزلة والمطرية وبمختلف المدن والمراكز بالاضافة الى تكثيف الكمائن على الطرق السريعة ومداخل المدن بل والقرى.
 
وكذلك قيام إدارة البحث الجنائى بضبط الهاربين من السجون ومرتكبى الجرائم فتم ضبط المئات من الهاربين من السجون والمطلوبين لتنفيذ الاحكام والمتهمين فى قضايا خاصة بالجنايات والسرقة بالاكراه والخطف والمخدرات والسلاح وفرض السيطرة.
 
كما ضبط العديد من التشكيلات العصابية الخطيرة المعروفة على مستوى المحافظة بمصر فقد ضبط تشكيل عصابى بقيادة محمود محمد أحمد المليجى 29 سنة عاطل ومسجل شقى خطر تحت رقم 90 سرقات أسلاك فئة «ب» والمحكوم عليه بالمؤبد فى قضايا عديدة سرقة، بالاكراه فى جرائم بالدقهلية ودمياط والشرقية كما ضبط مسجل محمد عبدالعظيم 28 سنة مسجل شقى خطر تحت رقم 342 سرقات عامة فئة «ب» ومطلوب ضبطه فى العديد من القضايا سرقة بالاكراه وخطف وسرقة تحت تهديد السلاح واعترافا بارتكابهم 15 جريمة سرقة بالاكراه وخطف وابتزاز المجنى عليهم واسرهم مقابل مبالغ مالية كبيرة.
 
كما ضبط أيمن طه عبدالصمد 30 سنة عاطل ومسجل شقى خطر تحت رقم 138 فئة «ب» سرقة بالاكراه وهارب من ليمان 440 من حكم 14 سنة هتك عرض وسرقة وخطف وسلاح نارى ومحكوم عليه بالسجن المؤبد والمطلوب ضبطه واحضاره فى 16 جناية خطف وسرقة بالاكراه واعادتها مقابل مبالغ مالية، وكذلك السيد عبدالغنى عاصى 19 سنة عاطل والمحكوم عليه بالمؤبد والمطلوب ضبطه واحضاره فى 5 قضايا.
 
وتم ضبط كمية كبيرة من ذخيرة البنادق الآلية صندوق حديدى به 400 طلقة عيار 39X7.62مم، وتم ضبط بنادق آلية ومجموعة من الخزن وبداخلها الطلقات من ذات العيار وذلك بعد تبادل كثيف من اطلاق النيران معهما حتى ضبطهما.
 
وأكد مدير الأمن أن هناك تنسيقا تاما مع قطاع مصلحة الامن العام وقطاع الأمن المركزى وضباط ادارة البحث الجنائى لضبط الجناة والتشكيلات العصابية.
 
وأشاد بجهود القوات المسلحة فى تدعيم الشرطة عند الحاجة لقوات اضافية فى المناطق المتطرفة كبحيرة المنزلة وقرية الشبول حيث تم ضبط العديد من المجرمين والهاربين من العدالة.