الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاية «الضفدع والعقرب».. فى مليونية «الشوباشى»!!

حكاية «الضفدع والعقرب».. فى مليونية «الشوباشى»!!
حكاية «الضفدع والعقرب».. فى مليونية «الشوباشى»!!




كتب: أشرف بدر
 سبحان الله.. نجحت دعوة «خلع الحجاب» المشبوهة، من حيث لا يدرى مطلقها، وكل من يقف وراءها، فى  تجديد اليقين بالقناعات إزاء الحجاب، ودفع الفتيات للبحث عن فضائله، فضلا على المقارنة السريعة والبديهية التى تقفز للذهن، ومؤداها أن أوروبا تتجه للتسامح مع الحجاب، فيما يحاول القلة من مرضى القلوب والنفوس فى بلادنا الإسلامية مصادمة الناس فى عقائدهم وقيمهم وأخلاقهم، بالرغم من علمهم أن نتائج دعواتهم محسومة سلفا بالفشل، وهو ما حدث فى مليونية الجمعة.
إن مثل هذه الدعوات هى من تخلق الإرهاب وتغلغل التطرف فى نفوس شعوب  أمتنا العربية والإسلامية التى بحاجة إلى خلع «حجاب العقول»،  والدليل على ذلك هى البيانات التى خرجت من بعض التيارات الدينية المتشددة والمتطرفة  تندد بالمليونية وتصفها بأنها “غضب من الله على الشعب المصرى”، مدللين بذلك على أن الحجاب فرض فى الإسلام وموجود أيضا فى الديانات المسيحية واليهودية.
وبالرغم من النجاح الذى حققته هذه الدعوة لصالح الحجاب، إلا اننى فشلت فى التغلب على نفسى «اللوامة» التى ظلت تدفعنى للتعليق على مليونية الفشل و«العرى» والداعين إليها لجعل جسم المرأة ملكية عامة لكل من يريد ان يشاهد ويشتهى، وكأننا نعيش بين  «قوم لوط» الذين يؤذيهم منظر الحشمة والعفة والطهر، إذ يذكرهم بقبحهم وبهيميتهم وانحطاطهم، وسخف ما هم عليه، وليس ببعيد أن يخرج شخص علينا بطرد المحجبات من بلادنا، أو بوقفهن عن العمل والدراسة.
ومن قبل ساء العلمانيون من قوم لوط طهر لوط عليه السلام ومن آمن معه، وإنكاره عليهم إتيانهم المنكرات والفواحش.. والرجال شهوة من دون النساء.. فما كان جوابهم عليه وعلى دعوته ونصيحته لهم إلا بالطرد والإخراج من قريتهم ومجتمعاتهم، متعللين بأنه ومن معه من المؤمنين يتطهرون ولا يقترفون الفواحش والمنكرات، وهذا يسبب لهم الأذى والحرج الشديدين، كما قال الله تعالى عنهم فى سورة الأعراف: «ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون، وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون».
وأعجب لهؤلاء العلمانيين الذين يزعمون أنهم من دعاة الحرية الشخصية، ثم هم يمنعون المرأة من أن ترتدى الثياب التى تشاء أو تستر شعر رأسها!
 وبعد أن استجبت لنفسى اللوامة بالانسياق وراء عشرات الآف التعليقات والكتبات عن دعوة مهووس يبحث عن شهرة زائفة ضاعت منه، وضلالا فكريا يزيد من سخط الله والناس عليه.. حاولت التكفير عن ذلك الخطأ، بانتقاء 3 قصص تلخص حقيقة  واقعنا المرير:   
يحكى أن عقربا وضفدعا، التقيا على ضفاف نهر.. فطلب العقرب من الضفدع، أن ينقله على ظهره إلى الضفة الثانية من النهر قائلا : يا صاحبى!.. هل لك أن تنَقلنى إلى الضفة الثانية من النهر؟
رد الضفدع: كيف لى أن أنقلك، وأنت المعروف بلدغتك، وغدرك، وسُمُكَ القابع فى جوفك؟!
ومن يضمن لى، أنك لن تلدغنى بوسط النهر، وتقتلنى؟!
قال العقرب: كيف لى أن ألدغك، وأنا راكب على ظهرك!.. فإن لدغتك، سنغرق سوية!.
رد الضفدع مشككاً بصدق العقرب بينه وبين نفسه: أعطيه فرصة، عله أن يصدق هذه المرة!
فقال له: لا بأس!.. لقد أقنعتنى.. اركب على ظهري، لأوصلك إلى الضفة الأخرى.
ركب العقرب على ظهر الضفدع، وانطلق الضفدع سابحا.. وفى وسط النهر بدأت غريزة العقرب تتحرك، وشهوته فى اللدغ تشتعل، فكان يصبر نفسه حتى يعبر النهر، ولكن شهوته لم تسكن، ونفسه ما زالت تأمره، بل وتوزه على اللدغ، فلدغ!.. وبدأ الاثنان فى الغرق!
فقال له الضفدع: لم لدغتني؟!.. لقد قتلت نفسك، وقتلتنى معك؟.
فقال له العقرب: أمرتنى شهوتي، فاستجبت لها.. وهكذا.. ماتا «غريقين»..فاللهم أغرق الظالمين بالظالمين.
وفى القصة الثانية يحكى أن شيخا ان  يعلم تلاميذه العقيدة والتوحيد والإيمان المطلق فى قول «لا إله إلا الله».. وفى يوم جاء أحد تلامذة الشيخ بـ«ببغاء» هدية له، وكان الشيخ يحب تربية الطيور والقطط.
ومع الأيام أحب الشيخ الببغاء وكان يأخذه معه فى دروسه حتى تعلم الببغاء نطق كلمة «لا إله إلا الله» فكان ينطقها ليلاً ونهارا.
 وفى يوم وجد التلامذة شيخهم، يبكى بشدة وينتحب، وعندما سألوه قال لهم: قتل قط عنده الببغاء.
فقالوا له: لهذا تبكى.. إن شئت أحضرنا لك غيره وأفضل منه.
 رد الشيخ وقال لا أبكى لهذا.. ولكن أبكانى أنه عندما هاجمه القط أخذ يصرخ ويصرخ إلى أن مات مع أنه كان يكثر من قول «لا إله إلا الله»  لأنه كان يقولها بلسانه فقط ولم يعلمها قلبه ولم يشعر بها.
ثم قال الشيخ: أخاف أن نكون مثل هذا الببغاء نعيش حياتنا نردد «لا إله إلا الله» من ألسنتنا وعندما يحضرنا الموت ننساها ولا نتذكرها لأن قلوبنا لم تعرفها!
فأخذ طلبة العلم يبكون خوفا من عدم الصدق مع الله الذى لا إله غيره.
أما القصة الأخيرة فيحكى أن ابنة عمر بن عبدالعزيز دخلت عليه تبكى يوم  عيد الفطر فسألها لماذا تبكِين؟
قالت: كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة، وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدى ثوباً قديما.
فتأثر عمر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال وقال له: أتأذن لى أن أصرف راتبى عن الشهر القادم؟
فقال له الخازن: ولم يا أمير المؤمنين؟
فحكى له عمر. فقال له الخازن: لا مانع عندى يا أمير المؤمنين، ولكن بشرط.
فقال عمر: وما هو؟
فقال الخازن أن تضمن لى أن تبقى حيا حتى الشهر القادم، لتعمل بالأجر الذى تريد صرفه مسبقا.
فتركه عمر وعاد إلى بيته فسأله أبناؤه: ماذا فعلت يا أبانا؟
قال: أتصبرون وندخل جميعا الجنة.. أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار؟
قالوا: نصبر يا أبانا.
ما أحوجنا إلى عمر بن عبدالعزيز، الذى فى عصره كانت ترعى الذئاب الغنم من عدله وعدالته.