الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التفجيرات والإعدامات.. بين الإخوان والحكومة

التفجيرات والإعدامات.. بين الإخوان والحكومة
التفجيرات والإعدامات.. بين الإخوان والحكومة




كتب: د. ناجح إبراهيم

■ الإخوان والحركات الإسلامية المصرية المتحالفة معهم يصنعون كل يوم أعداءً جدداً ويخسرون و«يطفشون» الأصدقاء فى كل يوم.. وكأنهم يتفنون فى صناعة الأعداء والخصوم.. وحشد الخصوم وأزهم عليهم أزاً.. مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عبقرياً فى صناعة الأصدقاء.. وتحويل الأعداء والخصوم إلى أولياء وأحبة.
■  وقد بين القرآن أفضل آلية لكسب الأصدقاء والأولياء وصناعة الحلفاء فى قوله تعالى «ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».
■ ففى كل يوم يخسر الإخوان وحلفاؤهم مكوناً من مكونات الشعب المصرى ومؤسسة من مؤسسات الدولة أو يستعدونها عليهم.. وآخر الأعداء الذين أضيفوا إلى سلسلة الخصوم والأعداء هم «الكلية الحربية» بقاداتها وطلبتها ومعلميها وذاكراتها وذلك بعد التفجير الذى استهدف بعض طلبة الكلية الحربية وهم عائدون من إجازتهم فى استاد كفر الشيخ.
■ فهذا الحادث سيجعل أهل محافظة كفر الشيخ الذين تعاطفوا دوماً مع التيار الإسلامى خصوماً وأعداءً.. وسيضيف لتاريخ الكلية الحربية عدواً جديداً لم يكن فى حسبانها ولا فى تاريخها.. وكل ذلك دون مبرر أو جدوى أو عائد إيجابى.
■ وقبل ذلك صنع الإخوان عداوة مع الجيش دون مبرر.. وحتى لو أن الحكم أخذ منهم أو سلب منهم فإن العقل والحكمة كانا يقتضيان كسب الجيش إلى صفهم وعدم الصدام معه.. لأنه فى النهاية لن يستطيع الإخوان ولا حلفاؤهم هزيمة الدولة المصرية بجيشها ومؤسساتها القوية والممتدة جذورها عبر التاريخ.
■ وينبغى عليهم من قبل واليوم أن يدركوا أن هزيمة الجيش المصرى تعنى ضياع مصر كلها وتقسيمها وتفتيها وتمزقها وضياع الوطن العربى كله.
■ وكان يمكنهم أن يسلكوا مسلك الحسن بن على حينما تنازل عن الحكم لمعاوية فالتئم شمل الأمة كلها.
■ كان يمكنهم أن يحققوا معادلة تحالف «القرآن مع السلطان» واجتماع «الكتاب مع الحديد».. فيكونوا هم حراس الدعوة والأخلاق وسدنة المجلس النيابى ويتركوا رئاسة الدولة لغيرهم ممن يرتضيه الجميع.. وذلك بدلاً من الإصرار على الاستحواذ على كل شيء فيضيع كل شىء كما حدث الآن.
■ وكان يمكنهم ألا يدخلوا فى صدام مع القضاء والأمن والإعلام والأحزاب فيتكاتف الجميع ضدهم وهم لا يستطيعون مواجهتهم.  
■ وعلى الإخوان وحلفائهم أن يسألوا أنفسهم اليوم سؤالاً دقيقاًالآن:
■ ما جدوى هذه التفجيرات الكثيرة بين الحين والآخر سوى المزيد من العداوت والخصومات والأحقاد والصراعات والدماء والأشلاء والسجون والمعتقلات والإعدامات؟
■ أما الحكومة فعليها أن تدرك أن الحلول الأمنية وحدها لن تحل مشكلتها مع الإخوان وحلفائهم.. وأن الإعدامات بالجملة لن تحل المشكلة بل ستزيدها تعقيداً واشتعالاً.
■ وإذا كانت مصر قد تفاهمت مع إسرائيل ووصلت معها للسلام رغم ما كان بينهما من حروب.. فلزاماً على الدولة المصرية وهى الأب للجميع أن تسعى للحوار والتفاهم مع من يريد التفاهم والحوار من الإخوان وحلفائهم حتى لا يستمر مسلسل الثنائيات البغيضة «التفجير والإعدام».. أو «التفجير والسجون».. أو «التفجير والتعذيب».
■ فهلا استلهم الإخوان والدولة ما حدث مع الجماعة الإسلامية من قبل فى مبادرة منع العنف حيث وصل الطرفان إلى شاطئ الأمان.. وحقنت الدماء وعاش الجميع فى سلام؟!