الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صدق اللى قال: الفاضى يعمل حزب!

صدق اللى قال: الفاضى يعمل حزب!
صدق اللى قال: الفاضى يعمل حزب!




كتب: رشاد كامل
أحزاب رايحة.. وأحزاب جاية!!
ثم أحزاب جاية.. وأحزاب رايحة!!
هذه الأحزاب جاية منين!! ورايحة فين؟! الحكومة وحدها هى التى تملك الإجابة على هذا السؤال الصعب والصعيب الذى يشبه العنقاء والغول والخل الوفى!
هذه الأحزاب سواء كانت رايحة - إلى أين - أو كانت جاية - من أين انشغلت بقضية قوانين الانتخابات!!
شىء ظريف ولطيف، لكن السؤال الذى يشغل بالى هو: هل هذه الأحزاب هى أحزاب بحق وحقيق! هل لهذه الأحزاب قوة أو حضور أو تواجد فى الشارع المصرى؟!
لقد أدهشنى خبر وتصريح منسوب للمستشار «إبراهيم الهنيدى» وزير العدالة الانتقالية وشئون مجلس النواب قال فيه «إن 75 حزبا سيشاركون فى جلسات الحوار المجتمعى التى ستعقد على عدة أيام بمقر مجلس النواب، للاستماع إلى رؤيتهم بخصوص التعديلات المقرر إدخالها على قوانين الانتخابات بما يتماشى مع حكم المحكمة الدستورية العليا».
ما أدهشنى هو الرقم نفسه خمسة وسبعين حزبا - ما شاء الله - فى مصر؟!
بطبيعة الحال أعرف على الأقل أسماء عشرة من هذه الأحزاب؟! وعلى الأقل أعرف أسماء قيادات وزعماء خمسة من هذه الأحزاب؟! وأعرف على الأقل تاريخ واحد أو اتنين منهم فى التاريخ البرلمانى!!
ولأن الخبر نشر يوم أول إبريل ما جعلنى أشك فى صحة الرقم وتصورت إنه كذبة إبريل أو نكتة إبريل، لكنى طردت هذا الهاجس الليبرالى والشك الديمقراطى، فالخبر نشرته الزميلة الأهرام.
وتأكد لى صحة الرقم بعد ذلك عندما بدأت الجلسات للاستماع والمناقشة، وكلام رايح وكلام جاى وعنتريات هنا.. وتهديدات هناك، ومشروبات ساخنة وأخرى ساقعة، وشاى وقهاوى وسجائر.. كله لطيف.
ووسط ذلك كله لم يخل الأمر من مهاترات لطيفة لزوم «الشو» والهمبكة حتى تجد الفضائيات فرصة للصراخ والعويل والمداخلات.
الحكومة تعلم وأنت تعلم أن بعض هذه الأحزاب لا يزيد عدد أعضائها على خمسين عضوا أقارب بعض ومع ذلك يدعو هذا الحزب الجماهيرى إلى مقاطعة الانتخابات إذا لم تستجب الحكومة لأفكاره وتتبنى رؤيته!
حركة أو ائتلاف أو تكتل - لا أعرف الصفة بالضبط - هاجم الحكومة لأنها وجهت الدعوة لأحزاب وشخصيات سياسية مجهولة لم يسمع بها أحد!
وكلامه صحيح وينطبق عليه أيضا.
لقد تابعت عبر الصحف وعبر الفضائيات بعض خبايا وحكايات الحكومة وهذه الأحزاب التى كنت أظن أن عددها 75 حزبا، حتى فوجئت بكلام منسوب للأستاذ «ياسر الهضيبى» مساعد رئيس حزب الوفد (حزب سعد زغلول ومصطفى النحاس حزب الأمة) مؤداه أن الحكومة تريد أن تستمر فى الحكم لأطول فترة ممكنة وهذا لن يتحقق إلا فى حالة نجاحها فى تعطيل إجراء الانتخابات البرلمانية وهو ما تسعى إليه بشتى الصور، وفى المقابل الأحزاب قررت المشاركة فى هذه الاجتماعات لإثبات التواجد والتقاط الصور مع الحكومة، مشيرا إلى أن كل الأحزاب والتى يبلغ عددها حاليا 96 حزبا (ستة وتسعين) لا تضم سوى مليون و200 ألف (مائتى ألف) عضو (أخبار اليوم 11 إبريل 2015).
نفس الرقم أكده الأستاذ «توفيق عكاشة» لكنه أضاف: أن هناك الكثير من الأحزاب ترسل شبابها للتدريب على يد أجهزة مخابرات غربية لإثارة الفوضى فى مصر مرة أخرى!
وفى نفس السياق توقفت أمام جملة بالغة الدلالة للمستشارة «تهانى الجبالى» عندما قالت: «الأحزاب السياسية تشكل 3٪ من المجتمع بس وهذا لا يعطيها الحق بالتحدث نيابة عن باقى الأطراف».
إن آخر ما يشغل بال وفكر وعقل غالبية ومعظم هذه الأحزاب لا مصر ولا شعب مصر ولا ثورة 25 يناير ولا ثورة 30 يونيو إن كل يهمهم الوصول إلى مجلس النواب بأى ثمن، بالقائمة، بالفردى، بالقائمة والفردى معا، كله ماشى!!
أرجوك لا تحرجنى أو تختبر معلوماتى فتسألنى عن برامج هذه الأحزاب؟! فأنا لا أعرف برامج الأحزاب ولا برامج الفضائيات؟!
برامج إيه يا عزيزى؟!
لا تسألنى عن رؤية هذه الأحزاب لقضايا مصر الحيوية؟!
اسألنى فقط عن الزيطة والزمبليطة التى نسمعها منهم عبر الفضائيات!! وهم يتحدثون بكل ثقة وجرأة عن قواعدهم الشعبية!! وماذا سوف يفعلون من أجل مصر بعد اكتساحهم للانتخابات المقبلة!
همبكة بلا حدود وأحزاب رايحة وأحزاب جاية، تصوروا 96 حزبًا رايح جاى، وصدق اللى قال: الفاضى يعمل حزب!