الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مقهى المستكاوى» فى «مرمى» البلطجية بعد تخلى «الآثار» عنه

«مقهى المستكاوى» فى «مرمى» البلطجية بعد تخلى «الآثار» عنه
«مقهى المستكاوى» فى «مرمى» البلطجية بعد تخلى «الآثار» عنه




الإسماعيلية – شهيرة ونيس
تعتبر الإسماعيلية من المحافظات الغنية من الناحية الأثرية، حيث تحتوى على بعض المبانى والمنشآت التاريخية، والتى هى باتت الآن معرضة للاطماع الشخصية من قبل ضعاف النفوس وعدد من البلطجية والخارجين عن القانون، متناسين التاريخ وما سطره عن تلك الأبنية ذات الطراز الأثرى المهم.
أبرز تلك المنشآت قهوة «المستكاوى»، وهو أحد المبانى التاريخية فى باريس الصغرى، وتم إنشاؤه فى عام 1890، ومشيد على الطراز الفرنسى وكان يسكنه عائلة يونانية كبيرة، ناهيك عن أن الجزء الخلفى منه تحول لبنك ناصر الاجتماعى.
بينما باقى المنزل كان خاضعاً لملكية إيلين مافريس مفرليون، سيدة يونانية، أقيمت فيه بصحبة ابن أختها، رمسيس فولى، ثم تقدم الحاج محمد حامد رجب واستأجر قهوة المستكاوي، وحينها هاجرت فى الخمسينيات مفرليون إلى اليونان، وظل المستأجر يودع مبلغ الإيجار لدى بنك ناصر حتى يحفظ حقها، لكن الغريب هو أن عداد الكهرباء مازال يحمل اسم ابن اختها حتى الآن.
جدير بالذكر أن تسمية مقهى المستكاوى ترجع نسبتها إلى نجيب المستكاوى الذى كان يعشق القهوة ويجلس عليه دائما، علاوة على أنه صاحب تسمية النادى الإسماعيلى بالدراويش، إلا أنه فى عام 1988 ذهب حسن ريان إلى السيدة مفرليون فى اليونان واشترى منها المنزل، وقد حاول إخلاء المنزل من السكان لكنه لم يفلح، وقام ورثته ببيع المنزل منذ شهر تقريبا بـ3 ملايين جنيه، ولكن الكارثة هى أن الشخص المشترى يسعى جاهدا لهدم المنزل عن طريق تكسير اساسات المنزل من خلال دفع رشاوى مالية لبعض المسئولين.
يروى مستأجرو قهوة المستكاوى ما تعرضوا إليه فى الآونة الأخيرة، حيث فوجئوا برجل ومعه 10 أشخاص يحاولون إخلاء القهوة من محتوياته دون وجود لجنة هندسية من الحى نظرا لتاريخ المبنى الأثرى وتشييده على الطراز الفرنسى منذ أكثر من 125 عاما وذلك لافتتاح شركة سياحة بدلا عنه، إلى جانب أن المشترى الأخير يسعى إلى بناء 4 طوابق أخرى فى الطوابق الأصلية، بغرض انهيار المبنى الأثرى وإعادة بنائه كعقار استثمارى ضخم.
وتابع المستأجر: وقمنا بالاتصال بالنجدة وتحرير محضر فى القسم، بعد أن ادعى الشخص المتعدى بأن معه قرار إزالة للمنزل، وبناء عليه قامت بالقبض على البلطجية الذين قاموا بتكسير المحل، إلا أنه وبعد ساعات من القبض عليه فوجئنا برجوعهم مرة أخرى.
ونوه المستأجرون إلى أن المشترى الجديد وفى محاولة لابتزازهم عرض عليهم هدم المنزل الأثرى مقابل منح كل شخص منهم شقة سكنية فى البرج الذى سيتم بناؤه، إلا أنهم رفضوا بشدة لكون المنزل أثرى وتاريخى.
وطالب الجميع وزارة الآثار بأن تضم المبنى لنظيرته الأثرية، مؤكدين أنهم لا يريدون سوى الحفاظ عليه من الاندثار أو تشويه ملامحه التاريخية، لافتين إلى أن الإدارة الهندسية قررت فى تقرير لها يخص المبنى أنه ذو صلابة ومتانة وغير مهدد بالانهيار.
فيما دشن أهالى محافظة الاسماعيلية حملة لانقاذ المبانى والمناطق الأثرية بالمحافظة، من خلال صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تحت عنوان «يلا ننشط سياحة بلدنا»، مشددين على الأهالى بالإبلاغ الفورى لحظة حدوث أى تعديات على المبانى الأثرية والتاريخية، مطالبين المسئولين بالتخلى عن مكاتبهم والنزول لأرض الميدان لحماية التاريخ من الاندثار وعبث العابثين.