الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأزهرى والجفرى» لـ «البحيرى»: تعلّم قبل أن تتكلم

«الأزهرى والجفرى» لـ «البحيرى»: تعلّم قبل أن تتكلم
«الأزهرى والجفرى» لـ «البحيرى»: تعلّم قبل أن تتكلم




فى مناظرة كان ينتظرها الجميع بين الباحث إسلام البحيرى الذى تطاول على كتب التراث وشكك فى الأئمة الأربعة وزعم أن الدين ليس علماً وأكد بجهله أن الشافعى ضعف أحاديث البخارى مع الشيخين الحبيب على الجفرى الداعية الإسلامى والدكتور أسامة الأزهرى عضو هيئة تدريس جامعة الأزهر عبر برنامج «ممكن» المذاع على فضائية «cbc» مع خيرى رمضان فعلى الرغم من أن المناظرة لم تكن بالقوة التى كان ينتظرها المشاهد لافتقادها منهج المناظرات وأخذت شكلاً حوارياً لإبداء الرأى والرأى الآخر مما أفقدها مبدأ إعلاء صوت الحق على الباطل.

ولكن الشيخين أوضحا لجميع المشاهدين أن إسلام البحيرى لا يملك الحجة ولا الثقافة ولا الأدلة التى تؤهله لأن يتحدث فى الدين أو حتى يجتهد ورغم تمادى البحيرى فى الغرور والمغالطات الإخلاقية وتعمده الكذب العلمى وتلبيس الحق بالباطل وارتفاع صوته أكثر من مرة بعد أن فقد ثقته بنفسه أمام الشيخين وأمام المشاهدين وكشف نفسه أمامهم بأنه ليس لديه جديد يقدمه غير الصوت العالى فقط وقد تعمد البحيرى التشويش على الأزهرى والجفرى وتشتيتهما لكنه فشل فى ذلك لأنه وقع فى مناظرة مع شيخين كانا أقوى منه علمياً ووجدانياً وهذا ما أيقن به المشاهد وبدأت المناظرة باختلاف  الدكتور أسامة الأزهرى عضو هيئة تدريس جامعة الأزهر،  على إنه يتفق مع إسلام بحيرى الإعلامى والباحث فى الشئون الإسلامية على الدعوة إلى حرية الفكر والإبداع، مضيفاً: إن ما يختلف عليه مع «بحيرى»، هو حديثه عن أن التراث الإسلامى «جاهلى»، وأنه يجب أن تتم إحالته للاستيداع، والرفض المطلق الكلى لجهود علماء الإسلام على مدى 1200 عام.. أنه ليس من حق أحد لم يدرس أو يتأهل أن يتكلم، مؤكداً أن الأزهر ليس جدرانا أو مجموعة كتب، لكنه منهج علمى يرتكز على دوائر من العلوم والمعرفة تمت دراستها واعتمادها عند جامع الزيتونة فى تونس والقرويون فى فاس وموريتانيا والسودان وحضرموت، مشيراً إلى أن الأزهر مجموعة مبادئ علمية متاحة لأى أحد يريد أن يتعلمها.
 ومن جانبه حاول إسلام بحيرى، التراجع: «لم أقصد أن أصف الأئمة الأربعة بـ«القتلة»، وإنما هو وصف للآراء التى تدعو للقتل فى مذاهبهم».
  فيما أكد الدكتور أسامة الأزهرى أن «إسلام بحيرى يختزل أشخاصا بعينهم، وهذا لا يصح»، مضيفا: «لأجل هذا وضعت أمامى تفريغًا كاملًا للمائة حلقة الأخيرة لإسلام بحيرى لأرى معالم مشروعه لكن كلامه ليس جديداً فالـ60 قضية التى طرحها (بحيرى) مشروع مستنسخ من أطروحات سابقة لـ(سبيلز ويمر)، ومصادرها عبارة عن مجموعة تهجمات على الإسلام يرددها بحيرى مرة أخرى».
 ووجه «الأزهرى» كلامه لـ«بحيرى»، إن ما تقوله يشمل كما هائلا من الخلط الفقهى وإدخال الأقوال، وتأخذ كلمة لأحد الأئمة الأربعة وتترك باقى ترجيحات أئمة المذهب،  وقال الحبيب على الجفرى، الداعية الإسلامى، تعليقاً على قول إسلام بحيرى «إن أغلب المذاهب مبنية على الأحاديث الضعيفة»، إن ما يطرحه لم يقم على أساس معرفة صحيحة فى العلوم الشرعية، موضحا أن صحيح البخارى ليس كتاب فقه، وإنما كتاب حديث..  وتابع: «هناك خطأ فاحش ذكره بحيرى بأن القرآن لم يأت بالسند»، والأصل أن مفهوم تلقى القرآن قائم كله على منطقية السند، مستطردا: «هناك فرق بين من يأتى برواية للبخارى ويتناولها بمنهجية علمية، ومن يصف التراث بأنه قمامة».
 وقد كذب الدكتور أسامة الأزهرى، حديث إسلام بحيرى حول وجود مقدمة فى كتاب «الموطأ» للإمام مالك، كاشفا: «الإمام مالك معندوش مقدمة فى الموطأ، وأى حد يفتح كتاب الإمام مالك ابن أنس، لا توجد أى مقدمات
 وتابع: «فارق كبير بين من يطعن فى أحاديث البخارى مستشكلاً، ويقدم أطروحة علمية نزيهة وبين شخص يقدم مئات الحلقات يطعن خلالها فى البخارى والسنة وشتيمة فى الإجماع، حتى تحولت مناقشة حديث فى صحيح البخارى لظاهرة عدمية تهدم العلم بأكمله، وإجمالاً كلام إسلام سلسلة من الأوهام تحتاج إلى ترتيب علمى .
فى جانب آخر أحرج الإعلامى خيرى رمضان إسلام بحيرى، وأثبت جهله، بعد أن تبين أن كتاب البخارى لا يتضمن الأخطاء التى أشار إليها إسلام- بحسب زعمه-، وقال «خيرى» لإسلام بحيرى، «كلامك حول أن البخارى اعلل الحديث فى صحيح مسلم وقال إنه من كتاب كعب الأحبار وليس الرسول، غير موجود كما تقول فى الصفحة التى أشرت إليها».
 رد الشيخ الحبيب على الجفرى قائلاً، إنه عندما ينقل إسلام البحيرى أقوال الفقهاء لا يجب أن ينقلها على إنها إجماع، وما ذكره خطأ، موجهًا حديثه لـ«بحيرى»: «أنت نقلت آراء 3 أشخاص ثم قلت هذا الإجماع وهذا غير صحيح، فالثابت عند العلماء أنه لا ضرر ولا ضرار، فإذا كان هناك ضرر أوقف الأمر، والفقهاء والعلماء وإجماعهم لا يقول بجواز الزواج من طفلة. وكان إسلام بحيرى قال إن الفقهاء خالفوا فهم النص القرآنى «فإن آنستم منهن رشدا»، وأنهم أباحوا الزواج من الطفلة.
  قال الدكتور أسامة الأزهرى، معلقا على أفكار وحديث إسلام بحيرى الباحث الإسلامى: «نحن الآن أمام ميلاد جديد لظاهرة سيد قطب التى تولد ظواهر من العنف». وأوضح أن «بحيرى» عرض عدة قضايا باجتزاء، وكل منها تحتاج حلقة كاملة للرد، منها: «لا قواعد عند المتقدمين - لا بد للتفسير من وجود حديث - لم يكن الصحابة يستقرئون النصوص كما كان يفعل الرسول - البخارى ليس معصومًا».
 وأشار الأزهرى، إلى أن «بحيرى» قال إن أصحاب كتب التراث لم يقولوا الصحيح من العلم وإنما قالوا: «كل التخلف والجهل والعنصرية والاستعلاء - الحديث علم تافه - يجب تفكيك التراث لأنه أصبح جدارا عازلا - كلام الفقهاء لا يخصنا ولو دخل حياتنا يضرها ويدمرها - التراث جاء بالنفاق الشرعى - كتب التراث جعلت الكذب منهجاً - ما أثير من هذا التراث العفن.. لنا أن نفسر القرآن على هوانا ونستأنس بما قالوه ونقول لهم شكراً»، معلقاً: «هذا نص كلام سيد قطب».
 وأوضح أن كلام «بحيرى» يرجع إلى مرحلة ثقافية معاصرة، وهى ما بعد الحداثة التى يعيشها العالم حيث اختزلوا مفهوم العلم بالأمر الذى يضبط بالمادة، وجعلوه تجريبيا فقط، وهذه أكبر كذبة ارتكبها أهل الحداثة فى العصر الحديث، حيث أوهموا الناس أن العلوم تثبت بالتجربة.
 مشددا على أن الدين ثقة وإيمان بالغيب وليس مسألة تجريبية..  وأكد أن الكلام على الهوى والميل باعتباره حاكما للناس هو الذى يؤدى بنا إلى وجود أكثر من 90 مليون سيد قطب والظواهرى فى مصر لأنهم أهملوا القواعد والعلم. وذكر أن المنهج الداعشى والإخوانى والسلفى المتشدد منهم، لم يخرج من رحم الموروث الشرعى للعلم، لكنه خرج من رحم الحداثة لأنهم أقاموا منهجهم على الرؤية الحداثية القائلة إنه لا يوجد احترام لتخصص، للفوضى الخلاقة، كما يشيرون فى كتابهم «إدارة التوحش»، وأفعالهم شبيه بما يحدث فى أفلام هوليود بالضبط.