الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صحف عالمية: «إيران» كابوس يهدد «الخليج»

صحف عالمية: «إيران» كابوس يهدد «الخليج»
صحف عالمية: «إيران» كابوس يهدد «الخليج»




ترجمة - وسام النحراوى

تحولات عربية  تمر بها دول الخليج رصدتها صفحات الصحف العالمية ومنها وول ستريت جورنال الأمريكية التى اعتبرت مطامع إيران فى قيادة المنطقة باتت كابوسًا يهدد قادة دول الخليج وهو ما اضطرها للتصدى بقوة لمواجهة الصراعات المتصاعدة خشية أن تنتقل إلى أراضيها وأكدت أن عاصفة الحزم تعد نقطة تحول كبرى فى العلاقات بين الدول العربية وبعضها فى مواجهة التحديات الإقليمية  والدولية.


نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرا حول نشاط دول الخليج ذات الأنظمة الملكية والتى تسعى إلى أن يكون لها كلمة وصوت مسموع فى العالم العربى بعد أن كانت طوال العقود الماضية تساير سياسات الدول العربية الكبرى مثل مصر وسوريا والعراق والمغرب.
وذكرت الصحيفة أنه فى أعقاب الربيع العربي، كانت الدول التى هيمنت تقليديا على العالم العربى إما تكافح من أجل إعادة بناء المؤسسات والاقتصادات التى مزقتها الاضطرابات، كما هو الحال فى مصر، أو تتمزق إربا بفعل الحروب المستمرة، كما هو الحال فى سوريا والعراق.
وأضافت «وول ستريت جورنال» أن مستقبل المنطقة أصبح مرهونا فى الوقت الحالى بشكل متزايد بالقرارات التى تتخذها دول الخليج، بما فى ذلك السعودية والإمارات وقطر، حيث كانت هذه الدول بعيدة عن الاضطرابات التى شهدتها المنطقة حتى الآن.
وفى ظل الانهيار الذى تشهده المنطقة، فقد أدركت هذه الدول أن لديها دورًا فعالاً لتنفذه والكثير لتقوم به، فبعد أن كان يقتصر دورهم على استخدام الثروات النفطية لممارسة التأثير غير المتناسب لعقود، أصبحوا الآن، وفى أعقاب ثورات الربيع العربي، منخرطين بشكل متزايد فى الصراعات الخارجية من ليبيا إلى اليمن فى محاولة لدرء العدوى المزدوجة من الحركات المؤيدة للديمقراطية وارتفاع التطرف الإسلامي، لأنهم لن ينتظروا حتى تصل التهديدات إلى حدودهم.
وفى السياق نفسه، وبالتزامن مع الخوف المتصاعد من إيران والممتزج بشعور القطيعة من قبل الولايات المتحدة، القوة التقليدية التى تضمن أمن الخليج، تجد هذه الدول نفسها مدفوعة نحو التخلى عن تمويل الوكلاء فى الصراعات الخارجية، والدخول بشكل مباشر فى الحروب فى الخارج.
يأتى ذلك فى وقت يمثل فيه التدخل العسكرى الذى تقوده السعودية منذ الشهر الماضى ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران فى اليمن نقطة تحول، فبينما يؤكد ذلك التدخل القوة العسكرية لدول الخليج، إلا أنه تدخل ينذر بمخاطر فى المناطق الجديدة فى ذات الوقت.
وتؤكد الصحيفة أن الدول الخليجية لم تكن تمتلك الرفاهية الكافية لتنأى بنفسها عن كل هذه الصراعات، وأن تقف فقط فى موقف المتفرج، فلقد شعرت دول الخليج بأنها ملزمة بالعمل لأن مؤسساتها بقيت سليمة فى وقت كانت تعانى فيه الدول العربية الرئيسية على جميع المستويات.
جدير بالذكر أن التدخل العسكرى لدول الخليج ليس أمرًا جديدًا، ولكن فى الوقت الحالي، وجد حكام الخليج أنفسهم يتبنون مواقف متناقضة لبعضهم البعض حيال الصراعات الإقليمية.
فبينما دعمت قطر، على سبيل المثال، الإسلاميين فى مصر وليبيا، دعمت الإمارات خصومهم العلمانيين، وهو الأمر الذى ثارت حوله أحاديث كثيرة العام الماضى بشأن «حرب باردة إقليمية» بين الدوحة وأبوظبى.
ولكن الملك سلمان، عاهل السعودية ،الذى تولى السلطة مطلع العام الجاري، تمكن من ردع هذه الخلافات، وتوحيد دول مجلس التعاون الخليجي، فيما عدا عمان، فى تحالفه ضد الحوثيين، ذلك التحالف الذى يشمل مصر أيضا، أكبر الدول العربية من حيث التعداد السكاني، والتى باتت تحظى بدعم خليجى كبير.
فقد تعهدت دول الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت بتقديم دعم مالى لمصر بلغ 12 مليار دولار لمساعدة حكومة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، وذلك خلال المؤتمر الاقتصادي، فى وقت رفضت فيه الولايات المتحدة تقديم أية مساعدات إضافية.
ولا يقتصر الأمر عند تقديم الدعم المادى غير المشروط من قبل الدول الخليجية لمصر، بل إنه يشمل أيضا الدعم الاستشارى الذى تشرف عليه الإمارات العربية التى قامت بوضع مستشارين فى الوزارات المصرية الرئيسية لمتابعة الإصلاحات الاقتصادية التى من شأنها أن تنعش الاقتصاد المصرى.
ووصفت «وول ستريت جورنال» المستوى الحالى الذى وصل إليه الالتزام الخليجى تجاه مصر بأنه لم يسبق له مثيل من ناحية الاتساع والعمق.
وفى الوقت الذى تبدو فيه الولايات المتحدة مترددة بشأن الانخراط فى صراعات الشرق الأوسط، يتخوف القادة العرب من أن ذلك قد يكون بداية لمشروع بديل يتعلق بقيادة المنطقة من قبل إيران ووكلائها الشيعة، وهى الرؤية التى تمثل كابوسًا استراتيجيًا للحكام فى الخليج والمنطقة.
على الجانب الآخر، حذرت الصحيفة من أن الأمر غير يقينى فيما يتعلق باستعداد الدول الخليجية لتولى دور القيادة، خاصة فى ظل المخاوف التى تنتاب تلك الدول من أن تجد نفسها وسط الفوضى التى تجتاح بقية الدول العربية، مشيرة إلى تخوفها مما تعانيه هذه الدول من محدودية الإمكانيات والقدرات المخابراتية والدبلوماسية.
فنجد أن دول مجلس التعاون الخليجى تفتقد للسياسة الخارجية المتطورة ومؤسسات الأمن القومى التى تتواءم مع أدوار القيادة الجديدة، فغالبا، ما ترتبط عملية صناعة القرار فى تلك الدول بمجموعة صغيرة من الشخصيات رفيعة المستوى من دون تحليل دقيق للتبعات، حسبما ذكرت الصحيفة.
وبالرغم من كل هذه القيود، إلا أن الدول الخليجية ما يزال بإمكانها تبنى خطوات جريئة فى المنطقة، ويأتى ذلك بالأساس لأنهم يشعرون بأنه ليس لديهم خيار آخر لمواجهة الضربة المزدوجة من الولايات المتحدة المترددة والوجود الإيرانى الآخذ فى التوسع.
ووفقا لـ«وول ستريت جورنال» فإن ذلك الوضع يعطى مؤشرا على يأس الخليج من واشنطن، وبدأوا فى مواجهة أى تهديد وجودى لكياناتهم.
من جانبها، تعتزم الولايات المتحدة طمأنة مخاوف دول الخليج الأمنية جراء توقيع اتفاقية محتملة مع إيران بشأن برنامجها النووي،حيث صرح أوباما أنه سيستقبل عددا من قادة دول مجلس التعاون الخليجى المكون من ست دول منتصف مايو المقبل فى منتجع كامب ديفيد.
ويتناول اللقاء الذى سيستمر يومين تعزيز التعاون الأمنى بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
وتنظر بعض دول الجوار السنية المتاخمة لإيران الشيعية وهى السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان والبحرين بقلق إلى الاتفاق المزمع عقده بين إيران والقوى الكبرى فى العالم.
ويستغل مقر عطلة الرئيس الأمريكى أيضا لإجراء مباحثات خارج النطاق الرسمى فى واشنطن.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الخليج سيمضى قدما فى معركته ضد ايران، فى حين ستظل طهران والرئيس بشار الاسد فى سوريا وحزب الله فى لبنان ونور المالكى فى العراق فى معركتهم ضد الخليج، أما تركيا فبدأت تخاف من امتداد القاعدة الى اراضيها، رغم ان النظام فى تركيا يدعم الاخوان المسلمين فى مصر وفى سوريا والمنطقة.
عسكريا، دول الخليج لم تعد تخف من ايران، ولديها قوى عسكرية لمواجهة ايران، وايران لديها قوة صاروخية ضخمة لضرب دول الخليج، لكن الولايات المتحدة ستستعمل درعها الصاروخى لرد الصواريخ الايرانية اذا ما اشتعلت الحرب بين الخليج وايران.
وفى هذا الوضع ستبقى المعركة العلنية بين دول الخليج وايران فترة طويلة الى ان يتوضح الوضع فى سوريا، والى ان ينسحب حزب الله من سوريا، فتكون سياسة الخليج واضحة تجاه لبنان، وتكون واضحة تجاه سوريا. لكن الان الغموض يسيطر، ولا احد يعرف ماذا سيحصل.
فى سياق متصل، تناولت صحيفة «التليجراف» البريطانية نفس الفكرة، مسلطة الضوء على تغيير شكل الأمن فى دول الخليج عن الماضى، حيث بدأت تتحكم فيه عوامل أخرى وتحدد معالمه مثل الوجود الأمريكى فى قلب آسيا، وإسقاط أمريكا فى وقت قصير لنظام الرئيس المصرى حسنى مبارك بعد سنوات طويلة من دعمه ومفاوضات أمريكا مع الخصم الشيعى للخليج، إيران، كلها كانت عوامل جعلت دول الخليج العربى تزيد من إصرارها على إظهار تواجدها فى الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أنه بعيدا عن الدعم المالى والدبلوماسى لبعض الجماعات فى الشرق الأوسط، استخدمت دول الخليج جيوشها بشكل حازم مثلما حدث من ضرب الإمارات ومصر لمواقع «داعش» فى ليبيا وتأسيس التحالف العربى المكون من عشر دول بقيادة السعودية لضرب جماعة الحوثيين المسلحة.
وعلى الناحية الدبلوماسية تحاول دول الخليج تطبيق سياسة الرئيس الأمريكى جورج بوش التى تدين بمبدأ «معنا أو علينا»، مثال ذلك كان ضغط الإمارات الصريح على بريطانيا بهدف تعديل سياستها الخارجية تجاه الإمارات بإلغاء التفاوض مع شركة الطاقة «بريتيش بتروليوم»، وعدم السماح لوجود غواصة نووية بريطانية داخل المياه الإماراتية وذلك بسبب سياسة بريطانيا المتساهلة مع جماعات مثل الإخوان المسلمين.
ورأت الصحيفة أن تدخل الدول العربية فى تأمين منطقة الخليج لن يكون أسوأ من تدخل أمريكا وحلفائها فى المنطقة وعلى ما يبدو فإن عملية اليمن أدت إلى تقارب ناجح بين دول المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن إيران دولة ناشطة وتعمل كدور وسيط فى المنطقة ولكنها ليست كلية النفوذ، ولكن فى الوقت ذاته عقلانية.