الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بيجامة وشعب وصورة رئيس» سقطة إعلامية تُعلن إفلاس «دريم»

«بيجامة وشعب وصورة رئيس» سقطة إعلامية تُعلن إفلاس «دريم»
«بيجامة وشعب وصورة رئيس» سقطة إعلامية تُعلن إفلاس «دريم»




كتب - عمر حسن


أصبحت قنوات «دريم» تحتوى على أشباه البرامج، حيث أعلنت صراحة عن افلاس حقيقى يعتريها سواء افلاسًا ماديًا أو افلاسًا فى أفكار البرامج الجديدة، وهو ما ظهر جليّا من خلال الخريطة البرامجية الخاوية التى تقدمها إدارة القناة لجمهورها والتى تُعتبر فى مجملها استخفافا حقيقيا بعقول المشاهدين وإهدارا لوقتهم، بما يُنبئ عن بداية العد التنازلى لسقوط هذه المؤسسة الإعلامية نحو الهاوية، وهذه هى النتيجة الطبيعية لتحويل القناة إلى مساحة إعلامية للتأجير لمن يدفع أكثر، الأمر الذى ترتب عليه ظهور أشكال إعلامية «غريبة» تتسم بالعشوائية فى التفكير  والرغبة فى الشهرة تحت أى مسمى.
«على بيجامة» ظاهرة إعلامية نشرتها «دريم» منذ أشهر قليلة، وهو عبارة عن شخص يرتدى «بيجامة» ممزقة يسير بها فى الشوارع لاستطلاع آراء المواطنين حول أداء الحكومة والرئيس فى محاولة منه لتمثيل الشعب الفقير ثم يقوم بتجميع مجموعة من «الفيديوهات» لمسئولين ويعرضها فى برنامجه الذى يذاع يوميا على قناة «دريم 2» مُعلقا عليها بطريقة ساخرة، محاولا محاكاة برامج الكوميديا السياسية، وهو ما فشل فيه فشلا ذريعا، فبغض النظر عن تهالك المحتوى الذى يقدمه وفقدانه هو شخصيا لـ«الكاريزما» بما لا يؤهله حتى للظهور كضيف فى إحدى البرامج، إلا أن الطريقة التى يعتمد عليها فى تقديم برنامجه «بيجامة وشعب وصورة رئيس» تتسم بالعشوائية وافتقادها الهدف، فحينما «تخطئ» وتشاهد إحدى حلقاته لا تستطيع استخلاص هدف محدد من الحلقة، فالبرنامج يجسد فى حقيقة الأمر حالة خطيرة من الفراغ الإعلامى تعيشها قناة «دريم»، إذ إنه لا يرقى حتى للعرض على موقع «يوتيوب» وليس على قناة فضائية كبيرة بحجم هذه القناة.
آخر حلقات البرنامج التى سُجلت بتاريخ 19 مارس وعُرضت 16 إبريل، تناول فيها «بيجامة» ما حدث فى المؤتمر الاقتصادى على شكل تعليقات ساخرة على بعض المواقف لمجموعة من الرؤساء والوزراء أثناء إلقاء كلماتهم بالمؤتمر، وبجانبه صورة للرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى أشركه معه فى الحوار وكأنه «صديق يجلس معه على مقهى ويحتسى الشاى»، وهو ما لا يليق بأى حال من الأحوال خاصة أن اللغة المستخدمة فى الحوار بينه وبين الصورة كانت لغة مبتذلة تشبه لغة «المصاطب» والتى تخللتها لهجة سخرية وتهكم.
بدأ «بيجامة» حلقته مرتديا «بدلة» رسمية على عكس المعتاد، حيث برر ذلك بأنه تعبير عن نجاح المؤتمر الاقتصادى الذى أتى بالمليارات على مصر، والتى تهكم عليها قائلا:: «المليارات الأربعات دى كانت جاية لمصر على شكل استثمارات مش شحاتة»، موجها حديثه لصورة الرئيس: «صح يا ريس مش الفلوس دى عشان الاقتصاد والتنمية مش جدعنة يعنى»، لافتا إلى أن تلك الدول تهدف إلى مصحلتها الشخصية وليست مساندة مصر بدون مقابل.
كما أشار «بيجامة» إلى كلمة الرئيس الفلسطينى «محمود عباس» بالمؤتمر، الذى أدان فيها الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية واستيلاءه على ستين بالمائة من مجمل مساحة فلسطين، بالاضافة إلى الحصار الاسرائيلى لغزة، فعلق على ذلك قائلا لصورة «السيسى»: «معلش يا ريس هو فاكر نفسه جاى مؤتمر قمة عربى مش مؤتمر اقتصادى»، متابعا: «يا عم أنت جاى تهنى و لا جاى تتحامى فينا»، محاولا اثبات أن الرئيس الفلسطينى جاء لهدف معين وليس من أجل المؤتمر الاقتصادى، وهو توصيل رسالة سياسية ليس إلا، مشيرا إلى رد فعل وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» تجاه ذلك الحديث قائلا: «كيرى عمال يهز دماغه وبيقول ابقى قابلنى لو ساعدوك»، على اعتبار أن الرئيس السيسى لن يقف إلا مع الدول التى قدمت دعما ماليا لمصر، فى حين أنه كان دائما وأبدا يؤكد حقوق الشعب الفلسطينى فى خطاباته الرسمية بالمحافل الدولية والأمم المتحدة موضحا أن «جون كيرى» قد ذهب للقاء وزير الخارجية الإيرانى عقب المؤتمر الاقتصادى وفى اليوم التالى تم رفع اسم إيران من الدول المساندة للإرهاب وهو ما يثير الاستعجاب من وجهة نظره.
وفى منتصف الحلقة، أحضر المذيع كوبًا من «الشاى بحليب»، فى محاولة لاستحضار الحالة التى يعيشها المواطن العادى، سائلا رئيس الجمهورية: «تشرب شاى بلبن، ولا أقولك مش مهم»، لتشعر أنك أمام حالة صريحة من الاستخفاف بالعقول، فعشرون دقيقة اهدرها البرنامج من وقت المشاهدين لم يأتِ فيها بأى شكل من أشكال الابداع، فالأمر يقتصر على فكرة ارتداء «بيجامة» والخروج بها على الجمهور، بما يثير الانتباه، فى حين أن المحتوى الاعلامى يستحق درجة «صفر» عن جدارة.
ظهرت حالة التشويش التى سيطرت على سير السياق، عند تحويل موضوع الحلقة إلى تهنئة قدمها «بيجامة» للرئيس المخلوع «مبارك» بمناسبة تحرير طابا، قائلا: «كل سنة وأنت طيب يا مبارك بمناسبة تحرير طابا ما اقدرش ابخس حقك»، موجها حديثه للناس: «بدل ما تنسوا كل واحد يبقى عنده دم ويقوله كل سنة وأنت طيب»، ثم انتقل إلى فقرة «المواطن مصرى» الذى أتى فيها بشخص يوجه انتقادات للحكومة ويشكو من استمرار الواسطة بين الناس حتى بعد تولى الرئيس السيسى الحكم.
فى النهاية نحن أمام صورة مصغرة لما أصبحت عليه قنواتنا الفضائية من انحدار فى المستوى العام والمحتوى المقدم، فهذا نموذج لبرنامج لا يقدم أى جديد، لا يقدم فكرة ،لا يقدم مضموناً، وأكبر دليل على أنه برنامج «فاشل»، هو عدد المشاهدين له على موقع «يوتيوب» والذين لا يتعدون ثلاثمائة على أقصى تقدير للحلقة الواحدة.