الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأمن التونسي يستخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة مناهضة للحكومة




شهدت العاصمة التونسية ليلة ساخنة، أكدت مجرياتها علي حساسية الموقف الذي وصلت إليه البلاد والذي يهدد بالانزلاق في نفق العنف حيث فرقت قوات الأمن تظاهرة ضد الحكومة، التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، تمت الدعوة إليها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فيما تعرض الرئيس الأسبق لحركة النهضة عبدالفتاح مورو إلي اعتداء في مدينة القيروان.
واستعملت قوات الأمن الهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين الذين تجمعوا في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة ما تسبب في إصابة إعلاميين ومدوّنين وناشطين حقوقيين.
وقال مشاركون في المظاهرة إن ميليشيات تابعة لحركة النهضة ساهمت في قمعهم لافتين إلي الشرطة قامت بتمزيق لافتات أحضرها المتظاهرون معهم وكتبوا عليها شعارات مناوئة للحكومة.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلي تنظيم مسيرة غاضبة ضد قانون التعويضات الذي تبنته حركة النهضة الحاكمة والذي يقضي بدفع تعويضات مالية إلي من قالت أنهم وقفوا في وجه الاستبداد طيلة العقود الماضية، وقال وزير المالية المستقيل حسين الديماسي إن التعويضات المنتظرة تصل إلي حدود 800 مليون دولار أمريكي.
وردد المتظاهرون قبل تفريقهم شعار: «يا شعب فيق..فيق النهضاوي يسرق فيك»، في إشارة إلي مطالبة مساجين سياسيين في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، أغلبهم من حركة النهضة، بتعويضات مادية عن أعوام سجنهم. وكانت وزارة الداخلية أصدرت في وقت سابق بيانا أكدت فيه أنها ستمنع التظاهرة.
 وذكر البيان أنه «تبعا لما راج من دعوات عبر شبكة الأنترنت لتنظيم تظاهرات بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، تعلم وزارة الداخلية أن مصالحها لم ترخص في تنظيم أية تظاهرة في التاريخ والمكان المذكورين، وبالتالي فإن كل تحرك في هذا الإطار يعتبر غير قانوني ويتم التعاطي معه علي هذا الأساس».
وفي مدينة القيروان تعرض الرئيس الأسبق لحركة النهضة عبدالفتاح مورو إلي اعتداء بالعنف في مدينة القيروان.
في سياق متصل حذر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس التي تتهمها المعارضة بالانحراف عن الديمقراطية، من التهويل الإعلامي والتحريض السياسي الذي يهدد وحدة البلاد.
وقال الغنوشي أمس «لقد صاحب حرارة الطقس المستعرة توتر الوحدة في البلاد، علي أكثر من صعيد، منها الصعيد الإعلامي حيث بلغ الأمر حد تحريض الأحزاب والتيارات بعضها علي بعض، بما يشبه خطابات الحرب».
وأضاف: إن «انتصار سياسات الحوار والتفاهم والبحث عن حلول وفاقية لم يمنع بعض وسائل الإعلام التحريضية من طرحها السؤال عن الغالب والمغلوب وكأننا في حالة حرب ولسنا مبحرين في سفينة واحدة».