الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبح تقسيم اليمن يهدد التحالف العربى

شبح تقسيم اليمن يهدد التحالف العربى
شبح تقسيم اليمن يهدد التحالف العربى




تحقيق - سيد مصطفى

يبدو أن الحرب فى اليمن لم تنته بعد، رغم قرار وقف عاصفة الحزم التى قادتها السعودية بتحالف عربى، فيوم بعد يوم تتصارع القبائل فى الشمال والجنوب فى محاولة لتقسيم هذا البلد التليد، فسيناريو الفوضى ما يزال هو السائد بعد أن هيمنة على بلدان أخرى بسبب التدخلات العسكرية والدولية وعلى رأسها العراق وسوريا وليبيا، مما أدى لظهور الحركات المتطرفة بقوة والميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية على الساحة والتى بدورها تهدد المنطقة العربية بأثرها.


قال عدد من السياسات إنه رسمت العديد من المخططات لتقسيم اليمن، الذى لم يكن شيئا مستحدثا على تاريخها، بل كان جزءا من واقعها فى حقبة الستينيات حينما قسمت ليمن جنوبى عاصمته بعدن، وتحكم به الدولة كجمهورية، ويمن بالشمال مقره العاصمة صنعاء ويحكم عبر الإمام، ولكن وبالرغم من تحرك القوات العربية لإنقاذ الشرعية باليمن، إلا أنه لا يزال خطر التقسيم يطل برأسه مرة أخرى، مختبرا التحالف العربى الوليد، إما بتخطيه أو الاندماج فيه.
وتتداول أبناء عن تصعيدات توجد أنباء عن تنظيم فعالية كبرى، تنظمها أطراف الحراك فى مدينة عدن جنوب اليمن، لا تستهدف الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، المتواجد حاليا فى عدن ويدير شئون حكم البلاد منها، وأكدت قيادات الحراك أن هذا التصعيد لا يستهدف شخص هادى أو غيره، نحن نستهدف منظومة «الاحتلال اليمني» للجنوب بشكل عام».
وأكد فؤاد راشد أحد مؤسسى الحراك الجنوبى باليمن، أن من يقود العمليات العسكرية الميدانية باليمن حاليا هو الحراك الجنوبى باليمن بجميع أشكاله وفصائله، وذلك لأن القوات التابعة لعبد ربه منصور هادى إما تم تحييدها أو فرت أو انضمت للحوثيين ولعلى عبدالله صالح، ولكن من يقاوم الحوثيين حاليا هو الحراك الجنوبي.
وأضاف راشد أن الجنوبيين لديهم قضية وطنيه يناضلون من أجلها وهى قضية استقلال الجنوب، وإن استطاع أن يرسم خريطة جديدة لليمن لن يتوانى عن ذلك سبيلا، مؤكدا أن الجنوبيين يشاركون فى الحرب ليس من أجل شرعية هادي، وإنما للحفاظ على الأرض من هجمات الحوثيين، وتنفيذا لقضيتهم العادلة.
وبين راشد أن قضية الانفصال مؤجلة حاليا لما بعد الحرب، حيث سينتظر ماذا سيسفر عنه مسرح العمليات الموجود حاليا، وكيف سيكون شكل الساحة السياسية ومدى استعدادها لقبول حل القضية الجنوبية.
وقال الطاهر الهاشمى القيادى الشيعى إن التقسيم وارد بقوة لكن ليس تحت القصف، حيث إن الحوثيين والجيش بدأوا حملتهم على الجنوب قبل القصف من اجل اجتثاث القاعدة ومليشيات هادي، فهذا هدفهم الذى بدأوا فى احرازه على الارض، مع الاخذ فى الاعتبار ان هناك كرها جنوبيا لكل ماهو شمالى تلعب عليه قوات التحالف وعلى رأسهم السعودية.
وأكد الهاشمى أنه بالرغم من كون الانفصال فى الوقت الراهن غير مطروح لا محليا ولا اقليميا ولا دوليا، ولكنه مطروح أن يطفوا فى المستقبل القريب، كما أن عبدالملك الحوثى طرح موضوع الحل المرضى لابناء الجنوب فى ظل حوار وطنى خارجى.
وقال محمود طاهر والناشط السياسى إن الحرب الأهلية الحقيقية ستبدأ من عدن عاصمة الرئيس منصور عبد ربه هادى الحالية، نتيجة لاستقرار القاعدة هناك، والحراك الجنوبى الانفصالي، مؤكدا أن لجان الرئيس اليمنى الشعبية المتحاربة فى عدن تحمل علم جنوب الانفصال، وثانيا أن الخطة التى تسعى إليها التحالف العشرى فى إنزال جوى وبدأ الحرب هناك.
وأوضح أن عاصفة الحزم لها أهداف ورسائل عدة لكن تبعاتها قد تكون كارثة، وهى القضاء على الجماعة الدموية الحوثية، وإعادة إنتاج الإخوان المسلمين فى اليمن، مؤكدا على عمر ما كان الحل العسكرى ينهى أو يحل أى مشكلة، بل يعقدها، وما حدث فى ليبيا والتدخل الدولى أنتج جماعات مسلحة وداعش، وفى العراق ولد الشيعة والطائفية، وتنظيم الدولة الإسلامية، أما فى اليمن فالوضع سيكون أدهى وأمر من تلك البلدان نتيجة لتضارسها وطبيعتها المعقدة، كما سيؤدى لتقسيم اليمن لشمال وجنوب.
وأكد طاهر أنه بالنسبة للقصف على صنعاء وصعدة فإنه عسكريا يحقق أهدافه بنجاح، لكنه يخلف قتلى مدنيين، ولم يكتف فقط بضرب قواعد الحوثى وإنما الجيش اليمنى بشكل كامل، لكنه لا يعتقد أن هناك نجاحا سياسيا فى الأخير إلا فى حالة أن توقفت الحرب ولجأ الجميع إلى التفاوض الجدى وبحسن نية، مشددا على أن مستقبل العمليات الحربية، سيكون سيئ لليمن واليمنيين والمنطقة بشكل عام، وسيساهم فى دخول القاعدة وداعش، وانفصال اليمن، وفقر وتجويع الشعب، والحروب الأهلية الطاحنة، وهذا يمكن أن يتم تفاديه من قبل العقلاء فى اليمن والدول العربية المشاركة فى هذا التحالف، من خلال الحوار الصادق.
ولفت طاهر إلى أن الحوثيين فكرة، لا تستطيع أن تنهى الفكرة، بل أن على عبد الله صالح قاد ضده ستة حروب طاحنة، كان آخرها بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، ونفذوا عليهم معركة أسموها الأرض المحروقة، كان هناك اجتياح برى وقصف جوى عنيف، ومع ذلك لم تستطع اليمن ولا المملكة من إنهاء هذه الحركة، لكن يحب أن تكون هناك تعبئة عامة ودعم دول الخليج على ذلك بالمال، وليس بالحرب، لأن الحرب تجرح كبرياء النفس، ويوميا يزداد المتعاطفون معهم، وهذا ما يريدونه بالضبط، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك حسبة دقيقة لهذا الموضوع بالذات وهو مصير الحوثيين.
وأضاف طاهر أن اﻷسرى الذين سقطوا فى يد الحوثيين ومنهم الطيار السودانى بأن هناك أنباء متضاربة حول هذا الموضوع، فقيادة التحالف نفت، والسودان أيضا نفى، لكن الحوثيين وسكان محليين فى صنعاء يقولون إنهم شاهدوا اسقاط طائرة واعتقال طيارها، وعلى كل إن كان الخبر صحيحا فاليمنيون بمختلف انتماءاتهم الطائفية كرماء، وسيعاملونه معاملة طيبة، وعلى كل الحرب دائما ما يوجد فيها ضحايا وقتلى وأسرى.
وقال بليغ المخلافى عضو الهيئة العليا للتكتل الوطنى للإنقاذ اليمنى، والناطق الرسمى لحزب العدالة والبناء الليبرالى، إن التخوف من عملية انفصال الجنوب، كان واردا فعلا، خاصة بعد انتقال الرئيس اليمنى لعدن بالجنوب، حيث خشى الجميع من أن يعلن عبد ربه منصور هادى انقسام اليمن لشمالى وجنوبي.
وأوضح بليغ أن الرئيس اليمنى تمسك بالوحده ولم يعلن عن أى مخطط للانقسام، وكذلك قوات «عاصفة الحزم» أعلنت مرارا وتكرارا تأييدها لتماسك اليمن ووحدة أراضيه.
وقال خالد شيبة إن الحراك هو عبارة عن مجموعات من الشباب، وهى حركة بدأت بعام 2007 وهم منقسمون فيما بينهم، ولكن أهل الجنوب لهم قضية ولهم حقوق، ومن حقهم الاستفلال، والقضية الجنوبية توجد شخصيات تحركها من الخارج مثل الناصر محمد، وهم يريدون تحكيما دوليا لانفصال الجنوب.
وأكد أنه عرضت الرئاسة من قبل الحوثيين على الرئيس اليمنى السابق الناصر محمد، وكانت شروطه لقبول الرئاسة هو نظام انتقالى لسنتين وتكون اليمن إقليمين، على ان يوجد حق تقرير مصير للجنوب يستمر او ينفصل بعد ذلك.
وأضاف شيبة: أن الجنوبيين كانوا يخرجون للشوارع سلميا قبل بدء عملية عاصفة الحزم، ولكن توجد بعض الاغتيالات غير المعلنة لبعض افراد الحوثيين، وبعد قرار الحوثيين الأخير الحراك موجود بالشارع بكامل قوته.