الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس التركى يلعب على كل الأحبال لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية

الرئيس التركى يلعب على كل الأحبال لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية
الرئيس التركى يلعب على كل الأحبال لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية




ترجمة - سيد مصطفى


أعد الباحثان الإسرائيليان عوديد عيران وجليا ليندنشتراوس دراسة بمعهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى حول التأرجح التركى بين الشرق والغرب والسنة والشيعة، أكدا فيها أن الحلم التركى فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى بدأ يتلاشى فعليًا، وذلك لصعوبة التوصل إلى حل للقضية القبرصية حتى لو لم يكن هذا خطأ تركيًا، بجانب سلسلة الإجراءات المناهضة للديمقراطية التى اتخذتها الحكومة التركية والتى تعتبر السبب الرئيسى فى عدم انضمامها للاتحاد الأوروبى.
وأضاف الباحثان أسبابًا أخرى لحرمان تركيا منها عملية الإبادة الجماعية للأرمن والذى تسبب مؤخرًا فى أزمة دبلوماسية بينها وبين الفاتيكان، الأزمة فى منطقة اليورو نفسها.
وأكدت الدراسة أنه بالرغم من استمرار الجهود لأكثر من عشر سنوات قام خلالها أردوغان   بمحاولة إقامة دور رئيسى لتركيا دولياً،  على الرغم من حالة الانقسام الدينى والعرقى فى البلاد ووجود عدة أزمات اقتصادية تمر بها الدولة العثمانية.
وأشار الباحثان إلى أنه فى إطار محاولة أردوغان، الفوز السياسى على كل الجبهات، نفر الأصدقاء قبل الأعداء منه.
وكشفت الدراسة عن قيام أردوغان باتصال هاتفى مع العاهل السعودى، وأمير قطر بعد أيام فقط من عودته إلى أنقرة بعد زيارته لطهران كان الهدف منها هو التوسط بين إيران، وحلفائها الحوثيين فى اليمن وبين المملكة السعودية، التى تقود التحالف لوقف التقدم، الحوثى، إلا أنه على الأرجح فشل كما وصف وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان، مواقف تركيا وباكستان تجاه اليمن بالمتناقضة والغامضة، وادعى أن إيران هى الأكثر أهمية من دول الخليج، وهذه المواقف المتناقضة تثبت أن مسئولية الأمن العربى من ليبيا إلى اليمن يجب أن يكون فى أيدى الدول العربية، وتوالت البيانات من أنقرة ردًا على هذا البيان، خاصة تلك التى تدعو لحل سياسى فى اليمن المسئولية، وأنها تقع على عاتق كل من تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية، وتبين وجود تنسيق فى المواقف بين إيران وتركيا فيما يتعلق باليمن.
وأوضح الباحثان أن أول أهداف أردوغان من زيارته لطهران، هو تطوير الفرص الاقتصادية فى ضوء الإزالة المحتملة للعقوبات، كما ادعى أردوغان نفسه، وهو السبب الرئيسى للزيارة القصيرة لطهران، وثانيهما كان لتخفيض سعر النفط، حيث تستورد أنقرة 10 مليارات قدم مكعب من الغاز الطبيعى سنويًا من إيران، وسعت تركيا منذ عام 2001 لتخفيض 25٪ من السعر، والطلب الآن ينظر أمام التحكيم الدولي.
ولفتت الدراسة إلى أن تراجع أسعار النفط وأسعار الغاز الطبيعى بشكل كبير فى الأشهر الأخيرة، تجعل من الصعب على إيران الاستجابة لهذا الطلب.
وتتوقع الدراسة وجود صفقة ضخمة بين البلدين حول خط أنابيب الغاز (TANAP) الذى يمر عبر الأناضول، حيث ستصبح إيران شريكًا، وهذا الخط مصمم لنقل الغاز من أذربيجان إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وحيث إذا سمحت الظروف السياسية فى المستقبل، يمكن لإيران استخدام الغاز الطبيعى عبر أنابيب نقل «TANAP» لتوصيلها إلى أوروبا، وعرضت إيران خيار للاستثمار فى هذا المشروع، ويمكن تطوير شراكة استراتيجية بين أنقرة وطهران عبره.