الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لبنان.. وأمراء حرب حزب الله!

لبنان.. وأمراء حرب حزب الله!
لبنان.. وأمراء حرب حزب الله!




كتب: وليد طوغان
بعد اكثر من 11 عاما معتقلا فى قبو وزارة الدفاع فى اليزرة ببيروت، قرر «سمير جعجع» ترك النظر للوراء.. ونفض المشاعر السلبية على خان أو بدل الولاء. كانا القرارين الاهم لواحد من اساطين الحرب كما يسمونهم  فى لبنان.  
فى كتاب صدر حديثا عن سيرة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لفت الصحفية اللبنانية ندى عنيد  ودارت فى اوساط الساسة فى بلاد الارز منذ الحرب الاهلية فى السبعينيات مرورا بالاجتياح  الإسرائيلى حتى اليوم.
 عاب سمير جعجع على إعلام موجه مازال يقرن اسمه حتى الان بلقب «أمير الحرب»، مع ان كثيرين غيره هم الذين يستحقون اللقب.. وبامتياز. يستحقون وصف «حفارو القبور» أيضا.. وبامتياز. هم الأجدر بوصفهم «أغنياء الاغتيالات».. وبامتياز.. لكن تقول لمين؟
داخل حزب القوات اللبنانية وبين انصاره فى مناطق الموارنة مشهور جعجع بـ«الحكيم». هو فى الاصل طبيب نفض المهنة عن نفسه فى طريقه لحريات بلاده.. وبحثا عن هوية ليست مخلوطة بطابع سورى.. ولا مشوبة برائحة  إيرانية.
مع قرار الحكيم ترك النظر للوراء.. توقفت ندى عنيد عند خطاب عقلانى رصين لجعجع بعد أيام من اغتيال الحريرى. كان اعتذارا عما فات.. اعتذاراً عن الدم الذى اختلط سفاكوه ببعضهم فلم يعد يظهر ايهم لبنانى وايهم ليس كذلك.
اعتبر الحكيم حل ازمة بلاده فى اطلاق الحريات للكوزموبوليتانية السياسية الفريدة للمجتمع اللبنانى كى يمتلك قراره ويعيد البناء. فلا اللبنانى غربى.. ولا هو سورى. لذلك اكثر وزن كلامه عن السلام، بينما آخرون مازالوا يتكلمون عن «المصالحة» من على طاولات الحرب وبملابس القتال.
يقين «الحكيم»  بعد سنوات من الدم انه لا سلام الا باعلاء قيم الدولة. الحل فى تأصيل هوية لبنانية حقيقية ربما استهدفها اتفاق الطائف.. لم تتحقق للآن.
تركت القوات اللبنانية السلاح .. سلمت الميليشيات آلياتها المجنزرة وراجماتها فى بادرة حسن نوايا.. لكن بقى سلاح حزب الله بحجة المقاومة.. استمرت القنابل السورية  المفجرة عن بعد تحصد رموزاً فى البلد يتعذر فى النهاية على جهات التحقيق التوصل الى كيفية قتلهم.. ولا من قتلهم.. ولا بأى ذنب قتلوا.
يعرف اللبنانيون أنواع القنابل.. واسم الدول المكتوبة على داناتها.. لكن تختفى الادلة دائما بمساهمة حكومات.. تحكم  لبنان من دمشق!
فى سيرته يحكى «الحكيم» كيف عبث نظام الاسد بلبنان. كيف حاول اسكات أصوات وطنيين بالاستمالة احيانا.. وبتفجيرات الريموت كونترول احيانا.. وبالدس احيانا أخرى. لذلك ظلت الازمة بلا حلول.. فاما ان تظل الجمهورية بلا رئيس.. او يقبل اللبنانيون..  والحكيم على وجه الخصوص برئيس تفرضه الشام.
قبل فترة ،  دخل حزب الله جولة مباحثات «جادة» مع تيار 14 آذار. مباحثات  اقرتها سوريا من «تحت لتحت» بدعوى رغبة الحزب فى تقديم حلولا للازمة اللبنانية. يتمسك حزب الله بسلاحه مع ان بديهيات حل الازمة فى نزع سلاح الجميع. يصّر الحزب على ان يظل دولة داخل الدولة، بينما ابجديات تفكيك المعضلة فى احتكام الجميع لدولة واحدة.. وحيدة.
لن تقوم دولة ولكل منهم سلاح. لا تستقيم حكومة ، ولكل منهم أدوات اتصال.. وسنترالات.. وأطباق شفرة دولية.. ووزارات خاصة، وميليشيات ترفع علماً غير علم الدولة.. وتخضع لوطن آخر.. غير الوطن.
يتباحث تيار 14 آذار بحسن نية.. على خلاف حزب الله الذى يبحث عن «كلام كثير» ومزيد من استنزاف الوقت.. ومزيد من الفرص دخولا وخروجا من سوريا مناصرا جيش بشار الأسد فى حربه ضد المعارضة. إن جيت للحق ليست المعارضة التى تحارب بشار.. لكن دخول حزب الله لا يمكن أن يكون مبررا على نحو ما يصدره الحزب.
لذلك لم يعد هناك معنى  لحديث حزب الله عن «المصالحة الوطنية» وكرسى الرئاسة اللبنانية شاغر.. بلا رئيس.
بالنسبة للحكيم.. المرشح الاقوى للرئاسة فى لبنان، أنه مادام هناك بارقة أمل.. فان طرق كل الأبواب مطلوب.. مهما كانت النوايا.
لم يعد جعجع أميرا للحرب.. لكن هناك من يصرون على إلصاقه بها، فيما هم امراء الحرب الحقيقيون.. بأكاذيب وكلام فارغ عن رغبتهم فى السلام.
ملخص الازمة اللبنانية.. أن الحرب يُشعلها البعض، ويُتهم بها آخرين!