الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أكاديمى عراقى لـ«روزاليوسف»: حكومة المالكى أغرقت العراق فى الفساد والطائفية

أكاديمى عراقى لـ«روزاليوسف»: حكومة المالكى أغرقت العراق فى الفساد والطائفية
أكاديمى عراقى لـ«روزاليوسف»: حكومة المالكى أغرقت العراق فى الفساد والطائفية




حوار - مصطفى أمين


الدكتور حيدر حميد رشيد الاستاذ بقسم التاريخ بجامعة بغداد من العلماء العراقين الذين رصدوا الحياة السياسية فى العراق على مدار أكثر من 60 عاما ومن أبرزها كتاب «معتقلات الفاو والعمارة ونقرة السلمان وسجن ابى غريب: دراسة تاريخية فى احوال معتقلى حركة مايس 1941-1945» كشف فى حوار مع «روزاليوسف» عن العديد من الحقائق عن الاوضاع فى العراق ووضع الدولة العراقية حاليا بالاضافة إلى الاخطار التى يمثلها تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق وبلاد الشام «داعش « والى نص الحوار:

■ ما تقييمك للأنظمة التى حكمت العراق؟
الانظمة التى حكمت العراق مارست الاستبداد على الشعب العراقى على الرغم من أن الدساتير العراقية الحريات بشكل كبير لكن هذه الانظمة ومنذ العهد الملكى ضربت بتلك الدساتير عرض الحائط والنتيجة مانراه الآن من أوضاع داخل العراق.
■ كيف ترى الاوضاع فى العراق حاليا؟
تعيش العراق حاليا حالة من التدهور الواضح والتدنى فى مستوى الخدمات وانتشار الفساد والمحسوبية بسبب الظروف التى مرت بها عقب الاحتلال الامريكى وما سبقها من حصار شدد فى عهد صدام حسين ولك ان تتخيل ان مدينة البصرة تعانى من مشكلة مزمنة فى المياه بسبب عدم تحديد شبكة المياه بها وصيانتها.
■ وما وضع العاصمة بغداد العاصمة بغداد؟
 تعانى من نفس المشاكل والازمات حيث تحولت الى مدينة مهملة تفتقد الى ادنى مستويات التنمية والتسيق الحضارى ولا يوجد بها سوى طريق المطار الى تم انفاق ملايين الدولارات عليه اما باقى المدينة فتحولت الى مجموعات من الاحياء القروية التى يغلب عليها طابع القرية والقبلية.
■ وما سبب ذلك فى تقديرك؟
الاسباب متعددة ولكن على رأسها حالة الفساد التى استشرت فى العراق فى عهد الحكومات السابقة وخاصة حكومة نورى المالى فى الولاية الثانية التى ذهبت جميع نفاقاتها تقريبا الى الفساد والمحسوبية والوساطة وأهملت تماما التنمية بكافة صورها ولك ان تعرف ان ما تم أنفاقه على البنية التحتية فى العراق خلال العامين السابقين بلغ مئات المليارات من الدولارات ولا يوجد اى نتيجة لهذه الاموال ومازالت العاصمة وكافة المدن العراقية تعانى من تردى الخدمات وسوء الادارة.
■ وهل طال الفساد أيضا الاحزاب السياسية؟
 بدون شك الفساد اصبح منتشرا داخل الاحزاب السياسية التى أصبحت قائمة على العصبيات والعشائرية ومعظم السياسين بها ليس لهم اى خلفيات سياسية وانما يتم اختيارهم على اساس عشائرى فقط وعلى حسب ولائهم الى الحكومة السابقة التى جعلت الفساد منتشرا فى كافة القطاعات.
■ وكيف تم إسقاط حكومة المالكى؟
حكومة المالكى نجحت انتخابيا ولكنها سقطت ائتلافيا وبالتحديد من جانب الكتل الانتخابية التى فازت فى الانتخابات وهو ما جعل الجميع يسعى الى اسقاطها بسبب الفساد وهو ماتم بالفعل قبل تولى حيدر جواد العبادى رئيس الوزراء العراقى الحالى، الذى يعد من الاعضاء البارزين فى حزب الدعوة الإسلامية.
■ وماهى الاسباب التى أدت الى سقوط المالكى ائتلافيا؟
أسباب متعددة على رأسها الفساد وتخلى المرجعيات عنه بسبب مواقفه العدائية ضدهم بالإضافة الى سقوط مساحة شاسعة من الاراضى العراقية فى يد تنظيم داعش الارهابى وهو ما عجل بسقوط المالكى وحكومته
■ وكيف سقطت كل هذه الاراضى والمحافظات فى يد تنظيم داعش؟ الاسباب متعددة منها عدم الاهتمام تنمويا وأهمالها الشديد لهذه المناطق وتركها فريسة لتنظيم القاعدة وأفكاره ومن بعدها داعش بالاضافة الى الانسحاب غير المفهوم لـ 4 فرق من الجيش العراقى من الموصل عاصمة محافظة نينوى ومحافظة الانبار وباقى المناطق وهذا الامر مازال محل تحقيق داخل الحكومة العراقية وكيف حدث ذلك؟
حالة الفساد والفوضى التى تحدثت عنها خلق حالة من الانهيار داخل وحدات الجيش العراقى ولك ان تتخيل ان مدينة الموصل سقطت على يد 1000 ارهابى من داعش ومدينة تكريت تم اقتحامها والاستيلاء عليها من قبل داعش بـ80 سيارة فقط هل هناك انهيار كامل أكثر من ذلك.
■ وكيف ترى العمليات حاليا الاوضاع حاليا؟
على المستوى القتالى جيدة وقوات الحشد الشعبى تعد ظهيرا قويا للجيش العراقى لحسم المعارك ضد داعش ولذلك يجب التسيق والتعاون معها ومع قوات الجيش العراقى من أجل تحرير باقى المناطق التى استولت عليها التنظيم الإرهابى والاستعانة بالعشائر فى تحرير محافظة الانبار تحديدا نظرا لتواجدهم الكبير بها.
■ ولماذا قوات الحشد شيعية؟
لأنها بالأساس تنظيمات عقائدية وتنظيمات الميليشيات وعلى رأسها داعش والقاعدة عقائدية جهادية وبالتالى تكون المواجهة بنفس الأسلوب ليكون مواجهة العقيد بالعقيدة وبالتالى افشال هذه التنظيمات وهزيمتها.
■ وكيف ترى أوضاع العشائر؟
العشائر فى العراق فصيل وطنى شاركت فى مقاومة الاحتلال الامريكى ولها دور كبير حاليا ورغم أن بعضهم بيايع داعش بعد احتلال مناطقهم الا أنه اجبروا على ذلك وكانوا بين خيارين إما مبايعة التنظيم الارهابى او القتل ولكنهم فصيل وطنى ومنه عشائر دفعت ثمن مقاومتهم لداعش مثل البونمر والعلوان وهم الآن قادرون على لعب دور كبير فى تحرير المناطق التى استولت عليها داعش.
■ وكيف ترى وضع الاكراد حاليا؟
- الأكراد يريدون أن يصبحوا دولة ولكن لا يستطيعون اعلان دولة مستقلة لان المجتمع الإقليمى والدولى لم يوافق على ذلك على الاقل حاليا رغم انهم أصبحوا الآن لديهم جميع المقومات التى تسمح بذلك وإن اكبر عقبة سوف تواجههم هى الدولة التركية التى ترفض ذلك بسبب وجودهم وانتشارهم الكبير فى المناطق الجنوبية الشرقية.
■ لديك كتاب عن المعتقلين فى العراق فكيف ترى وضعهم؟
عانى المعتقلون فى العراق من العديد من المآسى وهناك العديد من المعلومات الوثائقية عن هذه المآسى التى تعرض لها المعتقلون فى معتقلات الفاو والعمارة ونقرة السلمان وسجن ابى غريب ومنهم الشهيد فهمى سعيد اعدم مرتين إذ وجد بعد انزاله من لوح المشنقة انه لم يمت فرفعوه من جديد وشنقوه ثانية.
كما أن جثمان الشهيد يونس السبعاوى كان ضخم لم يدخل التابوت «فصار السجانون يدوسونه بأقدامهم واحذيتهم لادخاله التابوت». وقد نشرت قائمة بأسماء المعتقلين الذين سبق ان شاركوا فى حركة مارس 1941 وعددهم 222 معتقلا كلهم من الوطنيين والقوميين وهناك العديد من الاحصائيات عن أعداد المعتقلين فى العراق حتى الآن ولذلك يجب حل أوضاعهم بأسرع وقت.
■ وما الحل حاليا فى العراق من وجهة نظرك؟
 يجب على الحكومة العراقية الحالية للخروج بالعراق من المأزق الحالى ان تعتمد خطابا وطنيا يتجاوز الطائفية واعادة انتاج قانون للأحزاب يكرس للوطنية ويتجاوز حدود التكوين الطائفى واعادة الثقة بين طوائف الشعب العراقى مع ضرورة تشكيل حرس وطنى لكل محافظة لحمايتها من داعش وغيرها والعمل على مصالحة وطنية شاملة تضم جميع أطياف الشعب العراقى.