الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتيات: التركيز على شئون المرأة إفلاس مجتمعى

فتيات: التركيز على شئون المرأة إفلاس مجتمعى
فتيات: التركيز على شئون المرأة إفلاس مجتمعى




كتبت- نهى عابدين


إنها الحرية الشخصية يا سادة التى يبحث عنها كل إنسان خاصة المرأة التى تجد نفسها فى مواجهة مع المجتمع كلما أرادت أن تمارس حقها الطبيعى فى اتخاذ القرار الملائم لها فما إن ترتدى الحجاب أو النقاب يتصدى البعض لذلك وكأنها جريمة بل ويتهمها بالرجعية والانغلاق على أفكارها وفى حال تفكيرها فى «خلع الحجاب» لا تفكر سوى فى نظرة المجتمع وموجة الانتقادات التى ستطردها.. لسنا بصدد الحديث عن قضية ارتداء الحجاب من الجانب الدينى فهناك إجماع من كبار العلماء على أنه فرض على النساء ولكننا نطرح آراء مختلفة لنتعرف على الواقع بعيدا عن دعوات متطرفة فكريا.
لبنى أحمد صاحبة مدونة «مفردة» تحدثت عن تجربتها الشخصية بعد أن خلعت الحجاب بكامل إرادتها قائلة «الحديث عن خلع الحجاب باعتباره (موضة) يريح من لا يريد أن يتعب نفسه بالبحث فى الأسباب الجوهرية التى تجعل إحداهن تختار خيارًا يجلب عليها المتاعب، ويسبب لها وجع رأس إضافيًّا فى مجتمع موجع بالفعل ولديه مشاكل عديدة مع مجرد وجود البنت فيه كإنسان مكتمل..فقد واجهت من قال لى: «إنتِ كنتى عايزة تجربى وجربتى وهترجعى تلبسيه تاني».
على الجانب الآخر، يمكننا بدون جهد يُذكر أن نقول نفس الكلام عن موجة «لبس الحجاب» التى علت فى التسعينيات مثلًا، ولكننا سنكون مجحفين أيضًا، لأن الموضوع- دائمًا- أكبر من أن ينظر إليه هذه النظرة الضيقة.
أكملت لبنى «عندما تحجبت والدتى فى السبعينيات لم يكن الحجاب قد أصبح «موضة» بعد، لكنها وكإنسانة حرة تختبر خياراتها فى الحياة وتصنع تجربتها الخاصة، لم تعبأ بصيحات الاستنكار والهجوم الذى تعرضت له من المقربين قبل غيرهم، بل وثقت فى اختيارها ودافعت عنه. أحسب أنى فعلت مثلما فعلت مع اختلاف فى التفاصيل، فأنا ارتديت الحجاب فى الحادية عشرة من عمرى فى ظل معارضة من والدتى نفسها، وبدا لى وقتها أن ما أفعله هو الصواب تمامًا.
وعند سؤالها هل للثورة والإخوان وعدم الاستقرار السياسى علاقة بالتزايد الملحوظ لحالات «خلع الحجاب»؟ أكدت أنه نظريًّا نعم هناك علاقة وإن لم تكن مباشرة، وهذا لا يعنى أنه لم تكن هناك دائمًا حالات فردية مشابهة قبل الثورة، ولكن الصورة العامة التى كنا عليها قبل ثلاث سنوات كانت صورة الاستقرار السلبى والركود شبه التام، ولكن الثورة أحدثت حركة فى المياه الراكدة وأصبحت اتساء عن الحد الفاصل بين إرضاء المجتمع وبين إرضاء القيم الحقيقية التى أؤمن بها وكانت الإجابة أن من حق كل بنت أن تمتلك أسبابها ورؤيتها الخاصة، وأن يحترم الآخرون قراراتها الشخصية سواء وافقت هواهم أم لا.
وقد وجهت رسالة إلى الفتيات «قدروا نفسكم، انتو مش أشياء، انتو بنى آدمين، لو معاملتك لنفسك كبنى آدم بتفرض عليكى إنك تلبسى الحجاب- أيًّا كان شكل الحجاب ده- البسيه وتمسكى بيه، ولو آدميتك بتفرض عليكى تقلعيه اقلعيه، ومتخليش حد يخوفك بربنا والدين».
منى عبد النبى فى العشرييات من عمرها ترتدى الحجاب منذ 10 سنوات نشأتها كانت بإحدى الدول العربية لذلك كان الحجاب جزءا من حياتها بطبيعة الحال نظرا لطبيعة المجتمع حتى إنها ارتدته منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوى من منطلق الالتزام بتقاليد المكان دون فهم حقيقى لفريضة ارتداء الحجاب وفى المرحلة الجامعية ومع عودتها إلى مصر وجدت انه لا يوحد ما يجبرها على ارتدائه فقررت أن تخلعه خاصة أنها لا ترى ان هذا يؤثر على علاقتها بالله سبحانه وتعالى حتى انها سمعت فى يوم مقولة من إحدى صديقاتها تقول «انت مش محجبة صحيح بس احسن منى ومن بنات كثير لابسين الحجاب» وظلت فترة قصيرة على ذلك.
اما داليا سعيد شاعرة تحجبت منذ كانت فى الصف الثانى الاعدادى وهو قرار شخصى اتخذته بمفردها رغم صغر سنها وقته ووجدت ترحيب من والديها تجد ان قلبها يطمئن بارتداء الحجاب فهو الفطرة السليمة للمرأة لانه يحفظ كرامتها ويزينها وليس كما يصفه البعض بالرجعية فالحجاب ليس فى الدين الاسلامى وانما الراهبات يرتدينه ايضا.
وترى داليا ان الدعوة بمظاهرة لخلع الحجاب فتنة فى المجتمع فالحجاب لم يكن يوما تقييدا او تضييقا على المرأة والاصح هو عمل مظاهرات ذات فائدة وتعود بالنفع على الوطن فمشككلاتنا كثيرة وتحتاج الى توحد للقضاء عليها.