السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صرخة حرية.. «كفاية» تجارة بجسد المرأة

صرخة حرية.. «كفاية» تجارة بجسد المرأة
صرخة حرية.. «كفاية» تجارة بجسد المرأة




كتبت - علياء أبوشهبة

حلقة جديدة من حلقات التجارة بجسد المرأة هبت رياحها على مجتمعنا، ولكنها هذه المرة ليست آتية كالمعتاد من التيار المتمسح بالدين والذى تخرج علينا قياداته السلفية الأصولية لتطالبنا بين حين وآخر بضرورة ارتداء المرأة للنقاب للحفاظ على عفتها، لكنها جاءت من تيار ليبرالى من المفترض أنه يدعى التنوير ويؤمن بالحريات فكانت دعوات خلع الحجاب التى نتناولها فى هذا الملف كآخر مشاهد هذا المسلسل الذى يستبيح جسد المرأة ويتاجر به والذى نتمنى له نهاية قبل دخول فصل الصيف وبدء موسم التجارة بجسد المرأة فى سينمات (الحاج) أحمد السبكى.


أثارت دعوتى خلع وارتداء الحجاب جدلا كبيرا خلال الفترة السابقة، ما يفتح بدوره باب النقاش حول التطرف الفكرى والتوجيه المباشر فى أمور تتعلق بالاختيارات الشخصية لأصحابها، وفتح الحديث فيها لن يثير سوى المزيد من الجدل، خاصة أن هذه الدعوات ليست الأولى التى تعبر عن تطرف واضح فى تناول قضايا المرأة، فقد شهدنا من قبل دعوات من قبل السلفيين تطالب المرأة بارتداء النقاب.
الكاتبة الصحفية عزة هيكل قالت لـ«روزاليوسف»: إن إرتداء الحجاب من عدمه يعتبر حرية فكرية وشخصية وهى حرية سلوك وكل إنسان يفعل ما يراه بدون أن يضر الأخرين والقاعدة تقول «لا ضرر ولا ضرار»، لأن لكل شخص كامل الحرية سواء كانت الرؤية أن الحجاب فرض ولابد من ارتدائه أو أن الحجاب هو حجاب النفس.
أضافت قائلة: لا أجد أى مبرر للحملة التى شنها الإعلام فى هذا الإطار، نريد أن نتحرك من الجمود الفكرى ودعوة لإعادة قراءة تاريخنا وتراثنا الجيد والسيئ، والعادات و التقاليد، نقرأ من واقع الحياة التى نعيشها وقد نستلهم أشياء نحن فى حاجة إليها لو نظرنا مثلا إلى عادة زيارة المقابر وإلى كمية الاستهلاك الكبيرة للأطعمة فى شهر رمضان ومظاهر الاحتفال المبالغ فيها وفى نفس الوقت الناس تعانى من أزمات مالية.
وأشرت إلى أولوية مناقشة عدد من القضايا الجوهرية بدلا من الانشغال بالمظهر، الأفضل الحديث عن مشاكل البنت خاصة تأخر سن الزواج وزيادة معدلات الطلاق وعقوق الأبناء ومشاكل المسنين، وغيرها من المشكلات التى تحتاج للمناقشة المستفيضة.
«الحرية لا تقبل فرض الأفكار على الناس سواء كانت الأفكار بخلفية دينية أو بخلفية علمانية كلاهما حجر على الإنسان»، هذا هو التعليق الذى كتبه الناشط الحقوقى، حافظ أبو سعدة، عبر حسابه على موقع تويتر معلقا على تطرف دعوات خلع الحجاب قائلا إن الهجوم على المحجبات لا يعكس أى فهم لثقافة المجتمع المصرى، مشيرا إلى أن هذا الهجوم بمثابة التطرف.
فيما رفض الشاعر فاروق جويدة تلك الدعوات معبرا عن أنها فتنة ودعوات استبدادية ومغالطات فكرية مشوهة، لا تمت للحرية بصلة، وتصور النساء كالقطيع وتشبه إلى حد كبير أفعال الإخوان.
الكاتبة وفاء شهاب الدين، قالت لـ«روزاليوسف» إن ما نعيشه من واقع فيما يتعلق بألية ارتداء الحجاب وما أعقبه من حملات سواء مؤيدة لخلعه أو لارتدائه تظهر لنا مدى الهشاشة الثقافية التى نعيشها؛ منذ متى تحتاج المرأة لمظاهرة لتقوم بما تريد، أعتقد أنها دعوة للشو الإعلامي، فنحن نعيش عصر التصرفات المصورة ويحرص الجميع إلى الظهور أمام الكاميرات كحدث مهم لنيل شهرة زائفة بداعى الحرية والمناداة بطمس لباس اعتادت ملايين النساء على ارتدائه بداعى الدين أحيانا وبداعى عادات المجتمع أحيانا وبداعى الحرية فى ارتداء من نريد أحيانا أخرى.
ووجهت الكاتبة وفاء شهاب الدين رسالة مهمة قائلة: «دعوا نساء مصر فهن لا يحتجن إلى دعوات لخلع الحجاب بل يحتجن إلى حماية.