الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المؤسس الحقيقى لداعش ضابط مخابرات عراقى

المؤسس الحقيقى لداعش ضابط مخابرات عراقى
المؤسس الحقيقى لداعش ضابط مخابرات عراقى




كتب- رشدى الدقن


لم تكن صدفة ولم يكن ظهورها نتاج تفاعلات دولية وإقليمية محمومة كانت مدبرة ومخططة بحرفية شديدة من رجل مخابرات غامض عاش فى الظل ومات دون أدنى احترام لرجل كان العقل المدبر لكيان شغل العالم بأسره.
فبحسب وثائق تم تداولها بشكل محدود، داعش تم التخطيط لها من رجل مخابرات فى دولة صدام حسين وبذكاء الشديد.
الضابط العراقى الخمسينى «سمير عبد محمد الخليفاوى» المعروف فى أوساط المقاتلين والقاعدة بـ«حجى بكر»، العقيد السابق بجهاز المخابرات العراقية التابعة لنظام صدام حسين، قوميّ النزعة والهوى، سُجن عامين من 2006 حتى 2008، فى سجن «بوكا» و«أبوغريب» التابعين للولايات المتحدة الأمريكية أثناء احتلالها للعراق، ونجا من عدة محاولات اغتيال.
اتفق من تعاملو مع «حجى» من المعارضين السوريين على أنه كان شخصًا هادئًا، غامضًا، منعزلًا، شديد الذكاء والتركيز، يملك قدرة على التحكم بالنفس، ولم يعرف أحد يومًا هذا الرجل للتنظيم لشدة غموضه ولكن لم يصل أحد لحقيقة أن «حجى» هو من أدار التنظيم ووضع الخطط منذ أن كان اسم التنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق». . قُتل «حجى» أثناء تبادل لإطلاق النيران بينه وبين المعارضة السورية المسلحة.
وبحسب مصادر متطابقة – فضلت عدم تسميتها – فإن مستندات تأسيس تنظيم داعش تم العثور عليها ضمن متعلقات «بكر»، حيث كانت مُخبأة بـ«تل رفعت» فى المنزل الذى كان يقطنه وقت مقتله..   وكانت بداية نشر هذه الوثائق، بعد أن رآها شاهد عيان فى منزل حجى بعد وفاته بفترة، بعدها بدأت تتكشف الأمور خطوة بخطوة، خاصة بعد تهريب صفحة من هذه الوثائق إلى تركيا فى أبريل 2014، ثم وصلت الوثائق كاملة فى نوفمبر 2014، لكن لم يتم تداولها الا فى الفترة الاخيرة وبشكل محدود للغاية، وحتى حصلت مجلة دير شبيجل الالمانية عليها بسعر خيالى حينها بدأت تتكشف الحقائق المثيرة.. وكشفت الوثائق أن «بكر» سافر إلى سوريا فى نهايات 2012، حيث رأى أن فيها فرصة ومدخلا للسيطرة على العراق، وفى ظل الفوضى العارمة التى ضربت سوريا كان من السهل دخولها، بل والسيطرة على أجزاء كبيرة.. كما رسم خطة إنشاء الهياكل للدولة الإسلامية من القمة وصولًا للمستوى المحلي، وجمع قوائم متعلقة بالتسلسل التدريجى للقرى والمناطق التى سيسيرها التنظيم.. الوثائق المكونة من 31 ورقة فلوسكاب كبيرة كشفت ان «حجى» بدأ خطته للسيطرة على أى مكان، عبر دراسته دراسة وافية، وإمعانًا فى إحكام السيطرة، بدأ فى تجنيد مجموعة من الأشخاص شريطة أن تعمل هذه المجموعة فى الخفاء وتجمع أسرار المنطقة المراد السيطرة عليها، جميع الأسرار، العائلات الغنية، العائلات ذات النفوذ، الشيوخ وتوجهاتهم، ثم التغلغل داخل هذه العائلات عبر الزواج من بناتهم، كل شىء يخص هذه المنطقة، وكل ما يمكن استخدامه كأداة للـ«ابتزاز» فيما بعد، سواء ما يخص أمورا مالية أو جنسية.. كما كانت هناك أهداف تتكرر باستمرار ويتم تناولها بدقة فى الهيكل التنظيمى وقوائم المسئوليات، وهى: الرصد، والتجسس، والقتل، والاختطاف.